عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 08-01-2007, 04:59 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الموقف من القضية الفلسطينية :

علم البعثيون منذ البداية أن فلسطين هي كلمة السر لموضوع نهوض الأمة، فلا نهضة و لا تحرر ولا حرية و لا وحدة دون تحرير فلسطين، فكان شعارهم منذ البداية ( فلسطين طريق الوحدة .. والوحدة طريق فلسطين) .. فتطوعت الخلايا الأولية التي شهدت ميلاد البعث في نيسان/ أبريل 1947 وسقط منها ما سقط شهيدا .. وبقي البعث يذيل بياناته (عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر) حتى اليوم .. وفي مؤتمر القمة بالرباط عام 1974 رفض مندوب العراق الموافقة على جعل القضية محصورة بالفلسطينيين حيث كان نص القرار جعل منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. فاستشعر الخطر منذ تلك اللحظة، وعلم أن الأمة العربية والفلسطينيين سيدفعون ثمن ذلك التملص من لدن القادة العرب الذين مهدت مفاوضات (جوزيف سيسكو) و (وليام روجرز) التي أفضت الى قبول قرار 242 وغيره من القرارات التي آلت في النهاية الى عزل مصر عن جسم الأمة العربية، بصفتها محور النضال العربي، وترك الشعب الفلسطيني لمواجهة مصيره مع مساندة أدبية على استحياء من الأطراف العربية ..

لو فحصنا جزءا من نص الكلمة التي ألقاها الشهيد في افتتاح مؤتمر التضامن العالمي لنصرة العراق، بعدما ضربت طائرات الكيان الصهيوني مفاعل (تموز) النووي في 7 حزيران/يونيو 1981 فسنلحظ بسرعة موقفه من الكيان الصهيوني و القضية الفلسطينية .. فيقول :

(( إن الهجوم الغادر الذي قام به الكيان الصهيوني ضد المفاعل النووي في العراق يوم7/6/1981 لم يكن عملا عدوانيا اعتياديا يمكن أن نكتفي بشجبه وإدانته، وإنما هو عمل خطير جدا، لا يهدد أمن العراق ومصالحه الأساسية فحسب، وإنما يهدد الأمة العربية كلها، ويهدد مصالحها المشروعة وحقها الطبيعي في الحرية والتقدم ...

(( ... كما أنه يشيع في العالم نمطا خطيرا من الأساليب العدوانية والتوسعية ويسجل سابقة خطيرة في أساليب العدوان وفي مفهوم الأمن عند الدول والكيانات العدوانية الأمر الذي من شأنه أن يهدد ـ وعلى نحو خطيرـ الأمن والسلام العالميين، وفي أي وقت من الأوقات وبحجج لا حدود لها مما يتطلب من كل قوى الحرية والتقدم والسلم في العالم أن تجري تحليلا دقيقا له، وأن تتخذ المواقف الصائبة و الضرورية والقوية إزاءه ..

(( .. لقد دعمت القوى الدولية هذا الكيان في ظل افتراء تاريخي كبير، هو حاجة اليهود المضطهدين في أوروبا الى وطن قومي لهم، وبرغم أن الأمة العربية لا تتحمل أية مسؤولية في اضطهاد اليهود مهما كانت حقيقة وأسباب ومدى صحة هذا الاضطهاد.. فإن القوى الدولية الكبرى فرضت على الأمة العربية أن تدفع الثمن! وتقطع بالقوة جزء من أرض فلسطين قابلة للتوسع وفق إرادة الكيان الصهيوني ..))

(( ... ومنذ إقامة الكيان وحتى عدوان 1967 كان يتظاهر كذبا أمام العالم بأنه كيان مسالم، لا يرغب إلا في اعتراف العرب به، والسماح له في العيش في أمن وسلام في حدود ذلك الجزء الذي اغتصبه من فلسطين، وأنشأ فيه دولته الصهيونية))

(( ... وفي عدوان حزيران 1967 أصبح واضحا لكل إنسان منصف وشريف في العالم، أن هذا الكيان ليس كما كان يدعي ويتظاهر وإنما هو كيان عدواني توسعي في طبيعته وأهدافه، فلقد احتل كل أرض فلسطين، واحتل شبه جزيرة سيناء في مصر كما احتل مرتفعات الجولان السورية ..

وبرغم موافقة الدول التي احتل العدو الصهيوني أرضها على قرار مجلس الأمن 242 الذي يعطي للكيان الصهيوني امتيازات نتيجة عدوانه.. فإن هذا الكيان لم يطبق ذلك القرار وبقي يحتل الأراضي العربية حتى اليوم..))

ولم يكتف الكيان الصهيوني بذلك بل وبنفس الذرائع الكاذبة هاجم مفاعل تموز ولاحق العلماء العراقيين وقتلهم في فرنسا وغيره من بقاع العالم .. و تعاون مع ثلة (كردية) للعبث في أمن العراق و صفوه، ودرب عناصرها وأقام في شمال العراق بعض جيوب التجسس بمعاونة تلك الزمرة المغتصبة للسيادة لدى الأكراد.

من هنا كان العراق بقيادة الرئيس صدام حسين يربط أمنه ووضعه بوضع فلسطين .. فكان يسمح بوجود عشرين ألف طالب جامعي فلسطيني في آن واحد على نفقة الحكومة العراقية .. وكان يمد فصائل المقاومة الفلسطينية دون تمييز بالدعم و المعلومات والغطاء المعنوي الكامل ..

كما ربط المصالح الأمريكية بالمصالح الصهيونية، فضرب عام 1991 الكيان الصهيوني بالصواريخ .. كما كان يساعد الأسر الفلسطينية التي تهدم بيوتها من قبل الصهاينة أو تفقد شهيدا بمبلغ من المال دون منة أو ضجة إعلامية، إيمانا منه بالواجب والمسئولية التاريخية ..

لذا نرى اليوم فرقة ونصف الفرقة من الجيش الصهيوني تلتقي مصالحها مع مصالح الفرس ومصالح الأمريكان في تخريب و تعطيل العراق، خوفا من عودة إمكانياته من جديد .. كما نرى أول الفرحين على اغتيال الشهيد هم الصهاينة إضافة للفرس ..


المراجع :


البعث والثورة والإنسان ـ صدام حسين ص 80ـ 93
جريدة الثورة العراقية عدد 5607 ..25/9/1985
الخطاب الذي ألقاه الرئيس صدام حسين في افتتاح مؤتمر التضامن لنصرة العراق في 13/7/1981
__________________
ابن حوران