الموضوع: نونية القحطانى
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-02-2006, 09:21 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي يتبع00000

دع ما جرى بين الصحابة في الوغى
بسيوفهم يوم التقى الجمعان

فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم
وكلاهما في الحشر مرحومان

والله يوم الحشر ينزع كل ما
تحوي صدورهم من الأضغان

والويل للركب الذين سعوا إلى
عثمان فاجتمعوا على العصيان

ويل لمن قتل الحسين فإنه
قد باء من مولاه بالخسران

لسنا نكفر مسلما بكبيرة
فالله ذو عفو وذو غفران

لا تقبلن من التوارخ كلما
جمع الرواة وخط كل بنان

ارو الحديث المنتقى عن أهله
سيما ذوي الأحلام والأسنان

كابن المسيب والعلاء ومالك
والليث والزهري أو سفيان

واحفظ رواية جعفر بن محمد
فمكانه فيها أجل مكان

واحفظ لأهل البيت واجب حقهم
واعرف عليا أيما عرفان

لا تنتقصه ولا تزد في قدره
فعليه تصلى النار طائفتان

إحداهما لا ترتضيه خليفة
وتنصه الأخرى آلها ثاني

والعن زنادقة الجهالة إنهم
أعناقهم غلت إلى الأذقان

جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا
بفساد ملة صاحب الإيوان

لا تركنن إلى الروافض إنهم
شتموا الصحابة دون ما برهان

لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد
وودادهم فرض على الإنسان

حب الصحابة والقرابة سنة
ألقى بها ربي إذا أحياني

إحذر عقاب الله وارج ثوابه
حتى تكون كمن له قلبان

إيماننا بالله بين ثلاثة
عمل وقول واعتقاد جنان

ويزيد بالتقوى وينقص بالردى
وكلاهما في القلب يعتلجان

وإذا خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني

كن طالبا للعلم واعمل صالحا
فهما إلى سبل الهدى سببان

لا تتبع علم النجوم فإنه
متعلق بزخارف الكهان

علم النجوم وعلم شرع محمد
في قلب عبد ليس يجتمعان

لو كان علم للكواكب أو قضا
لم يهبط المريخ في السرطان

والشمس في الحمل المضيء سريعة
وهبوطها في كوكب الميزان

والشمس محرقة لستة أنجم
لكنها والبدر ينخسفان

ولربما اسودا وغاب ضياهما
وهما لخوف الله يرتعدان

أردد على من يطمئن إليهما
ويظن أن كليهما ربان

يا من يحب المشتري وعطاردا
ويظن أنهما له سعدان

لم يهبطان ويعلوان تشرفا
وبوهج حر الشمس يحترقان

أتخاف من زحل وترجو المشتري
وكلاهما عبدان مملوكان

والله لو ملكا حياة أو فنا
لسجدت نحوهما ليصطنعان

وليفسحا في مدتي ويوسعا
رزقي وبالإحسان يكتنفاني

بل كل ذلك في يد الله الذي
ذلت لعزة وجهه الثقلان

فقد استوى زحل ونجم المشتري
والرأس والذنب العظيم الشان

والزهرة الغراء مع مريخها
وعطارد الوقاد مع كيوان

إن قابلت وتربعت وتثلثت
وتسدست وتلاحقت بقران

ألها دليل سعادة أو شقوة
لا والذي برأى الورى وبراني

من قال بالتأثير فهو معطل
للشرع متبع لقول ثان

إن النجوم على ثلاثة أوجه
فاسمع مقال الناقد الدهقان

بعض النجوم خلقن زينة للسما
كالدر فوق ترائب النسوان

وكواكب تهدي المسافر في السرى
ورجوم كل مثابر شيطان

لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا
إذ كل يوم ربنا في شأن

والله يمطرنا الغيوث بفضله
لا نوء عواء ولا دبران

من قال إن الغيث جاء بهنعة
أو صرفة أو كوكب الميزان

فقد افترا إثما وبهتانا ولم
ينزل به الرحمن من سلطان

وكذا الطبيعة للشريعة ضدها
ولقل ما يتجمع الضدان

وإذا طلبت طبائعا مستسلما
فاطلب شواظ النار في الغدران

علم الفلاسفة الغواة طبيعة
ومعاد أرواح بلا أبدان

لولا الطبيعة عندهم وفعالها
لم يمش فوق الأرض من حيوان

والبحر عنصر كل ماء عندهم
والشمس أول عنصر النيران

والغيث أبخرة تصاعد كلما
دامت بهطل الوابل الهتان

والرعد عند الفيلسوف بزعمه
صوت اصطكاك السحب في الأعنان

والبرق عندهم شواظ خارج
بين السحاب يضيء في الأحيان

كذب أرسطاليسهم في قوله
هذا وأسرف أيما هذيان

الغيث يفرغ في السحاب من السما
ويكيله ميكال بالميزان

لا قطرة إلا وينزل نحوها
ملك إلى الآكام والفيضان

والرعد صيحة مالك وهو اسمه
يزجي السحاب كسائق الأظعان

والبرق شوظ النار يزجرها به
زجر الحداة العيس بالقضبان

أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم
تدبير ما انفردت به الجهتان

أم غاب تحت الأرض أم صعد السما
فرأى بها الملكوت رأي عيان

أم كان دبر ليلها ونهارها
أم كان يعلم كيف يختلفان

أم سار بطلموس بين نجومها
حتى رأى السيار والمتواني

أم كان أطلع شمسها وهلالها
أم هل تبصر كيف يعتقبان

أم كان أرسل ريحها وسحابها
بالغيث يهمل أيما هملان

بل كان ذلك حكمة الله الذي
بقضائه متصرف الأزمان

لا تستمع قول الضوارب بالحصا
والزاجرين الطير بالطيران

فالفرقتان كذوبتان على القضا
وبعلم غيب الله جاهلتان

الله أحكم خلق ذلك كله
صنعا وأتقن أيما إتقان

قل للطبيب الفيلسوف بزعمه
إن الطبيعة علمها برهان

أين الطبيعة عند كونك نطفة
في البطن إذ مشجت به الماآن

أين الطبيعة حين عدت عليقة
في أربعين وأربعين تواني

أين الطبيعة عند كونك مضغة
في أربعين وقد مضى العددان

أترى الطبيعة صورتك مصورا
بمسامع ونواظر وبنان

أترى الطبيعة أخرجتك منكسا
من بطن أمك واهي الأركان

أم فجرت لك باللبان ثديها
فرضعتها حتى مضى الحولان

أم صيرت في والديك محبة
فهما بما يرضيك مغتبطان

يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى
بالمنطق الرومي واليوناني

وشريعة الإسلام أفضل شرعة
دين النبي الصادق العدنان

هو دين رب العالمين وشرعه
وهو القديم وسيد الأديان

هو دين آدم والملائك قبله
هو دين نوح صاحب الطوفان

وله دعا هود النبي وصالح
وهما لدين الله معتقدان

وبه أتى لوط وصاحب مدين
فكلاهما في الدين مجتهدان
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
الرد مع إقتباس