[مسلم فاهم]

والله يا احبتي الافاضل اني اظن النقاش مع ابن الوردي فيه شئ من الفائدة ولا تستغربوا فان الله قد قال عن الخمر الخبيثة : (( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )) .

منها :

اولا : لم نعرف فقه مقولة الشافعي الشهيرة ما ناظرت عالما الا غلبته ولا جاهلا الا غلبني . الا بعد ان ناظرنا الجهال .

فان العالم وان كان على خطأ فله اصول يرجع اليه وله عقل يتحاكمون اليه لكن ما الحيلة فيمن فكره سياح وعقله مثل الراح كالقاع الصفصف خالي الا من الفراغ ومترع الا من الخير والعلم .

ثانيا : تعويد النفس على الصبر على قبيح اللفظ وحقير الكلم وبذئ القول وهاذي لعمري منزلة تحتاج الحليم الصبور والمؤمن الوقور .

ولا يتوصل اليها الا بمكابدة الجهال ومناظرة الارذال .

ثالثا : بيان سقوط شبه المخالف وتهافتها وتقاصرها عن معنى الحجة ومبلغ البرهان كما قال الاول :

شبه تهاتف كالزجاج تكسرا .

رابعا : بيان شئ من طرقهم والكثير من وسائل تدليسهم فهم يكذبون صراحة ولايعبئون بحرمة هذا ويحرفون الكلم عن مواضعه ويستخدمون كل وسيلة ساقطه للتوصل الى مقصودهم .

خامسا : بيان حقدهم على أهل السنة وبغضهم لهم في كل وجه وتكفيرهم لهم ووصمهم بالقبيح من الصفات (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد )) .

سادسا : دعوة نفسي والاخوة الى التزود في العلم والصبر على ذلك وبذل الرخيص والغالى لاجل ذلك فالعلم هو المحتكم وهو المرجع .

سابعا : بيان نصرة الله عز وجل للمؤمنين كما قال سبحانه : (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )) .

فهم عالون بالحجة منصورون بالسنان واللسان والقرآن والبيان حججهم ظاهرة وبراهينهم ساطعه واضحه .

وغير هذا من الفوائد والعاقل من يحول الظلام المحيط الى نور ساطع يداخل قلبه وينتفع بالمصائب كما ينتفع بالمنن .


والله الموفق .