[ذو يزن]

تراجعت الحكومة السعودية عن مبادرتها بارسال قوات اسلامية الى العراق بعد اقل من اسبوع على اصدارها، وقال الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي بان هناك شروطا يجب تلبيتها قبل ارسال هذه القوات، ابرزها ضرورة انسحاب القوات الامريكية، وان تكون هذه القوات تحت قيادة الامم المتحدة.

اسباب عديدة ادت الى حدوث هذا التراجع وبالسرعة التي تم عليها، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

اولا: واجهت المبادرة السعودية معارضة شديدة في اوساط الشعب السعودي، ومؤسساته الدينية، بما في ذلك الجماعات والشخصيات الاسلامية المحسوبة على النظام، او التي اعلنت الهدنة معه. وانعكست هذه المعارضة بكل جلاء في منتديات الحوار علي شبكة الانترنت فلم يرحب بهذه المبادرة اي احد، بل هوجمت بشكل شرس ووصل البعض الي درجة التخوين، واعتبار ارسال قوات اسلامية تشريعا للاحتلال الامريكي. والمنتديات هذه تعتبر وسيلة التعبير الوحيدة المتاحة للشعب السعودي وقواه الحية، بعد سيطرة الدولة على اجهزة الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة.

ثانيا: قوبلت المبادرة السعودية بردود افعال فاترة في معظم الدول الاسلامية، فقد اعلنت كل من الجزائر واليمن واندونيسيا وماليزيا رفضها ارسال قوات الى العراق الا في اطار قرار دولي وبعد انسحاب القوات الاجنبية. ولعل الموقف المصري الواضح والصريح في رفض ارسال قوات الى العراق هو الذي اصاب المبادرة السعودية في مقتل، لان من اطلق هذه المبادرة كان يعتقد ان الحكومة المصرية، وبفعل ارتباطاتها الامريكية الوثيقة ستكون اول من سيرحب بها.

ثالثا: واجهت المبادرة السعودية رفضا من مختلف الوان الطيف السياسي والمذهبي في العراق، فقد اجمعت على رفضها وادانتها القيادات السنية والشيعية على حد سواء، وذهب السيد مقتدي الصدر الى درجة اتهامها بمساعدة قوات الاحتلال، وطالب انصاره بمقاومتها تماما مثلما تقاوم قوات الاحتلال.

رابعا: اجهزة الاعلام السعودية لم تتحمس للمبادرة، ولم تولها الاهتمام المطلوب، ولم تنشر المقالات التي ترحب بها، وتعمل علي تسويقها للعالمين العربي والاسلامي، وباستثناء بضعة مقالات كتبت على استحياء شديد، فان التجاهل كان السمة الواضحة في الاعلام الرسمي السعودي، ويمكن تفسير ذلك بالقول ان بعض الاجنحة في الاسرة السعودية الحاكمة لا توافق على هذه المبادرة، ولا تريد ارسال قوات الى العراق، سواء من قبل الحكومة السعودية او اي حكومة اسلامية اخرى. وهذا الرفض من قبل بعض الاجنحة السعودية، وجناح الامير نايف وزير الداخلية علي وجه الخصوص، ربما كان وراء سرعة التراجع عنها بهذه الطريقة الملفتة للنظر.

المأمول ان تتعلم القيادة السعودية من هذه اللطمة السياسية والاسلامية التي تعرضت لها، وان تكف عن التقدم بمبادرات من هذه الشاكلة، بايعاز امريكي. وان تلتفت الى الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الداخلية، لتنفيس الاحتقان الداخلي، ومنع انفجار حرب اهلية داخل المملكة نفسها، فذلك اجدى لها من الهروب الى العراق او غيره. واصلاح بيوت الآخرين قبل اصلاح بيتها.

القدس العربي




تعليق :

بتحطي نفسك في مواقف بااااااااايخه

أو كما قال القائل :

وجيه مغسوله بمرق