الموضوع: أحاديث الجهاد .
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 04-08-2004, 11:38 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الجهاد من أهم الواجبات وأعلى المقامات في دين الإسلام.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة كما قال الإمام الطحاوي: "الحج والجهاد ماضيان إلى قيام الساعة مع كل إمام -بر أو فاجر– من أئمة المسلمين، ولا يبطلهما ولا يسد طريقهما شيء".

ولكن للجهاد شروط وقواعد ومفاهيم أعمق من مجرد القتال
وله مدلولاته الواسعة ومراحله المتعددة.
فلذا يجب على كل من أراد أن يقوم بهذا الواجب أن يطالع كتب الأصول المعتمدة في هذا الباب ويتعلم أحكام الجهاد بتفاصيله الدقيقة.

ومن شروط الجهاد المعروفة المشهورة: -
أنه إذا أغلقت الأبواب تجاه تبليغ الدعوة إلى الله، ومنع الناس من دين الله،
فحينئذ تشرع الجهاد تحت راية إمام مسلم -عارف بالشرع والواقع- ضد القوى الظالمة الكافرة التي تسد طريق الدعوة وتمنع الناس من الدخول في هذا الدين العظيم، ولإنقاذ المظلومين المضطهدين والدفاع عن حقوقهم وإقامة العدل بين الناس عموما.

فلا بد في الجهاد من القيادة الرشيدة بأن يكون تحت إمرة إمام عالم بالشرع والواقع السياسي والعسكري وغيرهما ومعروف بإخلاصه وتقواه وحبه للتضحية في دين الله
أو أن يكون القائد الميداني والسياسي تابعا لمثل هذا العالم الرباني.
وإلا فإن تسرع مجموعة من الشباب المتحمس في هذا الباب وتصدرهم للقيادة وهم غير مؤهلين لها إطلاقا ولا هم قادرون لجمع الكلمة والترتيب والتنظيم، مثل هذا لا يعتبر من الجهاد وهم آثمون في تصرفهم هذا.
فإن ضررهم أعظم من نفعهم، وعواقب حركاتهم وخيمة خطيرة.

ومن أهم القواعد الشرعية مراعاة المصالح والمفاسد
فمتى ما كانت المصلحة راجحة لصالح الإسلام والمسلمين في أمر من الأمور فإنه يجب الأخذ به
ومتى ما كانت المصلحة مرجوحة والضرر الناتج من العمل به أكبر وأعظم فإنه يجب دفعه والابتعاد عنه والتحذير منه.

فإذا كانت هذه العمليات التفجيرية تؤدي إلى ما هو معلوم ومشاهد من الأضرار الجسيمة والعواقب السيئة تجاه العمل الدعوي والتربوي وغير ذلك فكيف يمكننا أن نعتبرها جهادا؟
وكيف نبرر أعمال العنف هذه التي تغلق أمامنا طرق الدعوة الضيقة وسبل العمل الإسلامي المتواضعة التي بُذِلت من أجلها الجهود الكثيرة ردحا من الزمن؟!

فإذاً نخلص من هذا إلى أن الأنشطة التي تهدف إلى نصرة الإسلام لا بد أن تنبني على شرطين أساسيين: -
الأول :- إخلاص النية الصادقة لله
والثاني :- أن يوافق السنة والحكمة التي لا تُعرف إلا بالعلم الشرعي والتتلمذ على أيدي العلماء الربانيين والدعاة المخلصين ومراجعتهم واسترشادهم في كل أمر، ولا بد في كل ذلك من التحلي بالصبر والمصابرة وعدم الاستعجال لقطف الثمرة.
وأما هذه الأعمال فلا توجد فيها هذه الشروط والقواعد.

ولا ينبغي أن يفهم من ( الجهاد ) أن الإسلام دين يدعو إلى سفك الدماء وهدر الأرواح كما يقول أعداؤه، كلا.. وإنما هو دين رحمة وشفقة، ولا أدل على ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبديل بن ورقاء قبل صلح الحديبية كما نص عليه ابن القيم في زاد المعاد: إن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس.

وبهذانعلم أن القتال في الإسلام ليس مخالفاً لمنهج الإسلام في الدعوة، وإنما شرع القتال لضمان حرية العقيدة والدعوة، ودرء الفتنة عن المسلمين.

يقول الدكتور محمد خير هيكل في كتابه الجهاد نقلاً عن إحسان الهندي في كتابه مشروعية الحرب في الإسلام ما نصه: شرع الجهاد لرد العدوان عن الوطن والأرض والنفس والعرض والعقيدة وحرية ممارستها، ودرء الفتنة عن المسلمين.

وما عدا ذلك فليس من الجهاد في شيء

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }