عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-04-2006, 07:39 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

آفاق التطور في الحرب الالكترونية (1)
الدروع الالكترونية للدبابات
بقلم العميد الركن المهندس: حشمت أمين عامر

لم يخطئ ونستون تشرشل، وهو في نشوة النصر في الحرب العالمية الثانية، حينما وصف الحرب الالكترونية بأنها "الدرع والسيف" فهي تساعد على حماية من أقسى صور التدمير المعادي، كما تؤكد فاعلية التدمير المؤثرة ضد أنظمة العدو. وإذا كانت الحرب الالكترونية تمثل الاستخدام والتطبيق الواعي للتكنولوجيا فإنها تمثل بحق الحد القاطع للقوات المسلحة. ويمكن اعتبارها عاملاً لزيادة القوة (Force Multiplier) ولنطلق العنان لمخيلتنا لنستشعر الدور الذي يمكن أن تلعبه الحرب الالكترونية لتوفير الدرع الالكتروني الفعال لحماية الدبابة في ميدان القتال ولزيادة فاعلية تأثيرها كذلك بصورة ملحوظة.

ما أعنف أن تنشق السماء فجأة وفي سرعة مذهلة عن سيل من الذخائر الذكية تنقضّ على الدبابات في ميدان القتال لتصيبها في مقتل وتتركها قعيدة بلا حراك لتصبح الدبابات بعد ذلك قبورا متحركة. ومع تصاعد تهديد الذخيرة الذكية تفقد الدبابة مكانتها في الصراع مع الصواريخ. وهكذا التهديد الذي تمثله الذخيرة الذكية حقيقة جد خطير.


مستشعرات التهديد


لقد أصبحت الالكترونيات مثل بلازما الدم بالنسبة لأنظمة الاستشعار. وهكذا فإن الرؤية الكهرومغناطيسية تمثل عصب التهديد في منظومة الفعل ورد الفعل الموقوت.
وأخطر نقاط الضعف في الدبابة أن لها شكلاً خارجياً وتصنع من مادة هي الصلب ولها درجة حرارة يمكن كثيرا أن تختلف عن الخلفية علاوة على أنها لابد أن تتحرك. ومن ثم فإن الشكل الخارجي يمكن استشعاره بواسطة العين وأجهزة التليفزيون، كما أن مادة الدبابة وثناياها وأركانها يمكن رصدها بالرادار والموجات الملّيمرية علاوة على أن درجة حرارة الجسم يمكن استشعارها بواسطة الموجات الحرارية باستخدام المسح الحراري، أما الحركة فإن رصدها يتم بالرادارات الدوبلرية أما الليزر فيستخدم في تحديد الشكل الدقيق الخارجي للدبابة وكذا قياس وتحديد مسافتها لأقرب سنتيمتر... وهكذا يؤكد التقدم التكنولوجي باستخدام حيز الطيف الكهرومغناطيسي رؤية واضحة للدبابة تعرف بالرؤية الكهرومغناطيسية، وإذا ما تحركت الدبابة فإن هديرها ترصده الأجهزة الصوتية، وإذا أطلقت الدبابة طلقاتها استخدمت رادارات تحديد المحل لمعرفة المكان الدقيق للدبابة لتصبح الدبابة بذلك (شبه عارية) تماما أمام العنصر البشري باستخدام تكنولوجيا المستشعرات الكهرومغناطيسية.
ولكن مع تصاعد التهديد فإن ذلك يجب ألاّ يدعو للتشاؤم فمازال هناك دور للحرب الالكترونية كى تتدخل لقلب الآية تماما حيث يمكن التدخل في نظام أداء المستشعرات لتحييد عملها وذلك بالتدخل الصريح لصالح الدبابة لارباك أو لزغللة أو لتعمية أو لخداع تلك المستشعرات لتوفير الإجراءات المضادة بغرض حماية الدبابة وتقليل احتمالية تدميرها لأقصى حد، فالرؤية الكهرومغناطيسية يمكن توظيفها للرصد والتحديد كما توظف لأغراض الحماية والخداع.
وهكذا تعتبر أساليب الخداع التكنولوجي جزءا متكاملا من استراتيجية البقاء، ولقد أمكن تطويرها وتحسينها لتوفير الاستجابة للخداع في حيز كبير من الطيف الكهرومغناطيسي.


أهمية الوقت


إن التحذير المكبر عن التهديد المرتقب يوفر أزمنة رد فعل يمكن أن تستغل في توفير الإجراءات المضادة الموقوتة، كما أن زمن الاستجابة لأنظمة الإجراءات المضادة يلعب دورا هاما في دورة المواجهة. ولا يمكن أن يتم كله بواسطة الطاقم بل تلعب الحواسب الالكترونية الآلية وأنظمة الإجراءات المضادة في نظام يكفل سرعة وكفاءة المواجهة. وعموما فإن جزءا من الثانية يمكن اقتطاعه من زمن الانذار أو من زمن الاستجابة يمكن أن يؤكد النجاة للدبابة بطاقمها.
المستشعرات والطيف الكهرومغناطيسي
إن أهم ما يميز الذخائر الذكية المضادة للدبابات عن باقي الذخائر العادية هو أن الأولى يمكنها التبييت الذاتي على أهدافها أو تتم استثارتها بواسطة تلك الأهداف.
وعلى طرفي حيز الطيف الكهرومغناطيسي وحيز الضوء العادي تعمل بعض المستشعرات فنلاحظ أن الصاروخ مافريك F.GM - 65A جو- أرض يعمل بالكاميرات التليفزيونية التي تعمل مع أنظمة التتبع الآلية.
وهناك المستشعرات الليزرية التي تعمل في حيز الأشعة تحت الحمراء القريبة كما في الصواريخ "هل فاير" الموجهة بالليزر، وكذا كوبرهيد" A-712 عيار 155 ملم الموجهة.
ويتم إضاءة الهدف بواسطة أشعة الليزر، علاوة على استخدام الليزر لتحديد المسافة وأنظمة "أفكوسكيت" Avco-Skeet التي تنقض على الدبابة وتتعامل معها من أعلى في أضعف نقاطها.
وفي حالة التوجيه بالرادار تلعب الموجات المليمترية دورا بارزا فهي تعمل في حيز، ومن أمثلتها (الهاون 81 ملم ميرلين) الذى يطلق قذائف متعددة الرؤوس الموجهة طرفيا وتعرف ب Terminal - Guided Weapons (TGW).
وهناك أنواع من المستشعرات تكون مزدوجة في تهديد واحد، فهي توجَّه رادارياً في مراحل ثم تستخدم الاستشعار الحراري السلبي في مراحل التوجيه الأخيرة الأمر الذى يشكل صعوبة واضحة.
وهكذا فإن ازدواجية الاستشعار تملي أن تكون الدبابة مزودة بأكثر من وسيلة استشعار تتوافق مع مصادر التهديد، فعلى سبيل المثال تحمل (المركافا) أنظمة تحذير رادارية علاوة على أنظمة تحذير ليزرية وكذلك الدبابة الفرنسية (لكليرك).
وهنا يكون لزاما علينا توفير التكامل في أنظمة الاستشعار لرصد التهديد في الوقت المناسب حيث تكون المفاجأة مؤلمة الأمر الذى يؤكد ضرورة متابعة نظم التهديد المعادية لتوفير المستشعرات اللازمة والإجراءات المضادة الموقوتة حتى لا تغدو النتيجة أكثر إيلاما.
تقليل المقطع الراداري للدبابة
ازدهرت أخيرا تكنولوجيا الإخفاء (ستيلث(Stealth خصوصا في عالم الطائرات الخفية "الشبح" ولا شك أن الدبابات قد استفادت كثيرا من هذه التكنولوجيا لإخفاء الدبابة عند محاولة رصدها بالرادار، بحيث يؤدي استخدام بعض هذه التكنولوجيا إلى تقليل المقطع الراداري مما يؤدي إلى تقليل مدى الكشف بصورة كبيرة حيث تستخدم دهانات خاصة تعرف بالمواد الماصة راداريا (RAM) تقلل من الموجه المرتدة من الدبابة للمستشعر الرادارى فيقل الظهور الراداري، كما يتكامل التصميم الانسيابي وتقليل الثنايا مع استخدام مواد ودهانات ماصة للرادار وذلك لتقليل المقطع الرادارى للدبابة أكثر من عشر مرات بالنسبة للمقطع العادي، الأمر الذى يصعب كثيرا من تمييز الدبابة من الخلفية الأرضية.
إن الدراسة الواعية لخصائص الدهانات الماصة للرادار (RAM) تتطلب الحيطة والحذر حتى لا تستخدم بعض مواد الطلاء التى يمكن أن تقلل المقطع الراداري ولكنها قد تزيد من المقطع الحراري، الأمر الذى قد يسبب كارثة إذا استخدمت الصواريخ الحرارية.
الإخفاء والتمويه
لعل أقدم الإجراءات تتمثل في استخدام شباك التمويه لتقليل احتمالية التمييز بالنظر علاوة على استخدام بعض الدهانات بأشكال معينة لتقليل التباين (Contrast) مع الخلفية. ويمكن دهان الدبابة بلون واحد يتمشى مع الخلفية أو استخدام صورة مبرقشة يمكن أن تضيّع تماما معالم الشكل الخارجي مما يجعل الدبابة أقل ظهورا للعيان، وقد تمر فترة طويلة قبل أن يعاد اكتشاف الدبابة من جديد، وذلك في تقليد واضح يمكن أن نطلق عليه "إخفاء الحرباء".
ولقد أدى استخدام المستشعرات الحرارية السلبية إلى اللجوء إلى دهانات تتميز بالإشعاعية المنخفضة، وذلك لتقليل التباين بين مكونات صورة الهدف، بغرض طمس معالم الهدف، خصوصاً عند تعرض الدبابة لأشعة الشمس؛ إنها هندسة للتأثير على أنظمة الامتصاص والانعكاس، وتوظيف ذلك لصالح الإخفاء أو الإظهار حسب الحاجة.


خداع العين الأذن


تحمل صفحات التاريخ دروسا قيمة عن استخدام الخداع في صور طريفة، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنه كان لها آثار نفسية رائعة لأنها كانت تتوافق تماما مع وسائل الرصد والاستطلاع التى كانت متوافرة في ذلك التوقيت. وفي خلال الحرب العالمية الثانية كانت الدبابات تمثل عنصر تهديد رهيب شهدته مسارح العمليات في شمال إفريقيا بين رومل والحلفاء في صور رهيبة من الكر والفر غلب عليها الصورة البندولية.
ولقد جنح رومل إلى استخدام محاكيات طريفة لردع الحلفاء وإيهامهم بجحافله المدرعة في مسرح العمليات الصحراوي فاستخدم ضمن أرتال التحرك المدرعة مولدات للغبار تمثلت في Blowers يتم تشغيلها لإثارة زوابع من العواصف الترابية مترافقة مع مولدات صوتية تمثل هدير محرك الدبابة. وهنا يتراءى لعناصر الرصد تحرك خداعي لجحافل هيكلية تخدع الحلفاء. وبنظرة فاحصة نجد أن الخداع وقتها كان يتوافق مع مستشعرات الرصد التى اقتصرت على السمع والبصر فقط.
شباك التمويه الرادارية
وهى عبارة عن شباك تمويه خاصة لأغراض الإخفاء الراداري تعمل على تشتيت الموجات الرادارية بحيث تغير من نظام الانعكاس الطبيعي بصورة تخالف الناقوس الطبيعي، ويتلخص عملها في وضعها على مسافة من جسم الدبابة، وعند سقوط الأشعة الرادارية عليها يتم تشتيت معظمها في اتجاهات لا تتفق مع اتجاه الانعكاس الطبيعي الذي يطلبه أو يتوقعه المهاجم. وعند نفاذ جزء من الأشعة الرادارية من الشبكة يصطدم بجسم الدبابة فإذا ما تم دهان جسم الدبابة ببعض الدهانات التى تمتص جزءاً كبيراً من الطاقة فإن القدر المنعكس من جسم الدبابة يكون صغيراً، ولكن هذا الجزء الصغير عندما ينفذ من الشبكة الرادارية يتشتت في اتجاهات غير مرغوبة، لا تتفق أيضاً مع الاتجاه الذي يتوقعه العدو، وهكذا لا ينفذ من الشبكة مرتداً إلى المستشعر الراداري غير جزء يسير جدا، الأمر الذى يقلل كثيرا من مدى الكشف في حيز الطول الموجي (1 - 10) سم.
.

(1)http://haras.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=166718