عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 04-04-2006, 07:41 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

وقد حققت النتائج لتجارب أجريت على شباك أنتجتها إحدى الشركات الانجليزية لأغراض الإخفاء الراداري انخفاضا في المقطع الراداري للدبابة لأقل من 1% من المقطع الراداري الأصلي، وذلك عند المسح الراداري بموجة طولها 3 سم الأمر الذى يعطي نتائج خداعية مبهرة تقترب من الإخفاء التام علاوة على تقصير مدى الكشف المؤثر للرادار إلى 10% فقط من المدى المتوقع في صورة دراماتيكية حققتها الحرب الالكترونية.


التمويه الحراري


إن الغرض الأساسي من التموية الحراري هو إخفاء الدبابة كمصدر حراري عن مستشعرات العدو الحرارية سواء كانت سلبية أو إيجابية. وتختلف ظروف التمويه طبقا لحالة الدبابة سواء كانت ساكنة أو بعد ضرب النار أو أثناء الحركة حيث تختلف الظروف في كل حالة:
*الدبابة الساكنة تكون درجة حرارتها ليلا أقل من درجة حرارة الخلفية.
*تكون في منتصف النهار ذات حرارة أعلى من الخلفية.
*يحدث الاخفاء الطبيعي للدبابة مرتين يوميا:
- في الصباح بعد طلوع الشمس ومرور فترة تصل فيها درجة الحرارة للدبابة إلى درجة حرارة الخلفية الأرضية.
- ومرة أخرى في السماء عند تساوي درجات الحرارة مع الخلفية.
وتعتمد البصمة الحرارية للدبابة على عدة نقاط هامة تتمثل في: غطاء المحرك الذي يسخن جدا بعد الحركة وكذا على جنزير الدبابة، علاوة على ماسورة المدفع بعد ضرب النار، لذا تختلف ظروف الخداع طبقا للوقت وحالة الدبابة.


الشباك المبللة


لاحظ العلماء صعوبة التصوير الحراري للدبابة الساكنة المبللة بالماء، حيث يقوم الماء بامتصاص قدر كبير من الأشعة الحرارية التى تسقط على جسم الدبابة، ومن هنا برزت فكرة استخدام الشباك المبللة فقد صنعت بعض الشركات بطانية خاصة من مادة حرارتها النوعية عالية، وبها عدة ثقوب في صورة تشبه الشبكة فتقوم البطانية بامتصاص الحرارة المنبعثة من جسم الدبابة أو التى تحاول الوصول إليها، كما تساعد الثقوب على تسرب الغازات دون مشاكل، كما يمكن أيضا استخدام شباك التمويه العادية بعد رشها بالماء للقيام بالغرض نفسه.
ولقد وجد أن الشباك المبللة بالماء علاوة على تشتيتها للأشعة الحرارية الصادرة من جسم الدبابة فإنها تمتص الجزء الأعظم منها فلا ينفذ خارج الشباك إلا جزء بسيط جدا من الاشعاعات الحرارية.
أما في حالة استخدام العدو للمستشعرات الحرارية الإيجابية فإن الشباك المبللة تمتص جزءا كبيرا من الطاقة التى تصل إليها من البواعث الحرارية للمستشعرات الإيجابية ولا ينفذ إلا جزء بسيط يصل إلى جسم الدبابة فينعكس جزء بسيط الأمر الذى يساهم في تحقيق التعمية الحرارية.
وفي حالة المستشعرات السلبية فإن الشبكة المبللة تمتص الجزء الأعظم من الطاقة الصادرة من جسم الدبابة دون أن ترتفع درجة حرارة البطانية (الشبكة) الأمر الذى يجعل المستشعرات لا تحس بالدبابة وتعمى إلكترونياً عن رصدها.
وهكذا يمكن أن يظهر للوجود مصطلح (شباك التمويه الكهرومغناطيسي) Electromagsetic Camoflage Nets (EMCN) التي تخفي شكل الدبابة علاوة على الإخفاء الراداري والحراري.


الدبابة الخداعية


عند محاولة محاكاة دبابة هيكلية لأغراض الخداع لتبدو عند رصدها بالمستشعرات الالكترونية المعادية أقرب ما يمكن من الدبابة الحقيقية، فإن الأمر يتطلب الدقة والتكامل في الإجراءات حتى لا يتم إغفال أى عنصر من عناصر الخداع يفسد كل المجهود ويجعله هباء منثورا، ولذا يلزم الاهتمام بمحاكاة الشكل الخارجي والبصمة الرادارية وتوفير التصرف الحراري المناسب.
إن توفير الشكل الخارجي يلزم له عمل قالب شبيه بالدبابة كما حدث في حرب الخليج عندما استخدم الجيش العراقي دمى من المطاط يتم نفخها فتظهر في صورة دبابة عند رصدها بالعين أو تصويرها بالتليفزيون، ولكن لابد أن يستمر تكامل سيناريو الخداع لتخدع الدمية المستشعرات الرادارية لينطلي الأمر على الرادار ويقتنع بأنها دبابة ومن ثم فلابد من توفير المقطع الراداري المكافئ للدبابة.
وعموما فإن مفهوم المقطع الراداري يمثل خاصية انعكاسية للهدف كما يلحظها الرادار الذى يبث موجات مرسلة تنعكس من الهدف وتعود للمستقبِل بكمية مفيدة تتوقف على حجم الهدف ومادته وشكله وعلى التردد المستخدم في إضاءة الهدف.
وتستخدم العواكس الركنية لأغراض الخداع الراداري وذلك عن طريق إيجاد أهداف هيكلية ذات مقطع راداري يماثل الهدف الحقيقي. والعواكس الركنية عبارة عن مجموعة من الأسطح المعدنية المتعامدة التي تساعد على عكس شعاع الرادار الساقط عليها بصورة كبيرة تماثل ما يرتد من هدف كبير، وتوضع مجموعة العواكس الركنية في هندسة محسوبة لتحقيق الغرض. والمقطع الراداري للدبابة الواحدة يكون في حدود (10 - 20) متراً مربعاً ويمكن توفيره باستخدام عاكس ركنيّ كرويّ ثمانيّ، قطره في حدود 50 سنتيمتراً.
وهكذا أصبح المقطع الراداري -سواء عن طريق محاكاته بالزيادة أو تقليله بالإجراءات المناسبة -من الإجراءات الالكترونية الفعالة التى يهتم بها مصممو الأجهزة والأنظمة لتوفير الخداع الألكتروني لزيادة القدرة على البقاء.
وعندما نريد إظهار هدف خداعي نزيد من المقطع الراداري المكافئ باستخدام هندسة العواكس الركنية. أما عندما نريد إخفاء الهدف راداريا فإننا نقلل من المقطع الراداري عن طريق الانسيابية المحسوبة أو باستخدام هندسة الشباك أو المواد الماصة للأشعة الرادارية.
خداع الصواريخ الحرارية
تتمثل مراحل الخداع الحراري في عدة مراحل تكون المرحلة الأولى فيها هى إخفاء الدبابة حراريا من وسائل الرصد والتصوير الحرارى المعادية.. فإذا ما تمكن العدو من رصد الدبابة وأطلق الصواريخ الحرارية نحوها فإنه في هذه الحالة يلزم توفير إجراء مضاد آخر يكون عامل الوقت فيه حاسما ومؤثرا، ويكون الفيصل بين البقاء والتدمير ثواني معدودة أو حتى أجزاء من الثانية لنجاح الإجراءات الرد فعلية التي تتمثل في أنظمة للرصد والانذار واتخاذ الإجراءات المضادة، التي تتمثل في: توفير أهداف حرارية تتماثل في البصمة الحرارية مع الدبابة.
ومن هذه الأهداف الخداعية نلحظ: الفوانيس والبالونات الحرارية التي يجب أن تتزامن مع أنظمة التحذير باستخدام الحواسب الآلية والمشغلات الدقيقة التى تقلل كثيراً من أزمنة رد الفعل، وهو ما يمكّن الدبابة أيضاً من القيام بحركة مناورة سريعة وحادة وعنيفة يمكن أن تتفادى معها الصواريخ المعادية في محاولة سريعة لا يمكن تكرارها، لأن الفشل أولاً يعني الدمار.
ويمكن أن تطلق الدبابة بسرعة خراطيش تحمل فوانيس حرارية تبدأ في الازدهار بعيدا عن الدبابة، وتبقى معلقة في أفق الصاروخ الحراري فينجذب إليها ويضل هدفه بعيدا عن الدبابة.
كما يمكن أيضا أن تستخدم مصايد حرارية أرضية منتشرة بالقرب من مكان تمركز الدبابة، ليتم تشغيلها مسبقا عند الإحساس بتهديدات الصواريخ الحرارية، فينجذب الصاروخ الحراري نحو (المقصلة) بين الدبابة والمصيدة الحرارية ويضل الهدف.
الدخان.. في منظومة الدرع الالكتروني
يعتبر الدخان من أقدم وسائل الإخفاء، سواء استخدمته عربة قتال أو دبابة، ويتم ذلك في صورة سحابة كثيفة لستر تحركات القوات. ويمكن للدبابة أن تحمل قواذف خاصة لإطلاق الدخان يتم تشغيلها في توافق مع التهديد وتكامل مع الحواسب الآلية والمشغلات الدقيقة.
والدخان عبارة عن غاز صناعي معلق في الهواء كدقائق صلبة أو سائلة تعمل على تقليل أو توهين الموجات الكهرومغناطيسية أثناء نفاذها من خلالها، حيث تمتص جزءاً كبيراً وتشتت جزءاً آخر بصورة تؤثر في الرؤية الكهرومغناطيسية.
ويعتمد ذلك على العلاقة بين التردد المستخدم وحجم ذرات الدخان المستخدمة وكثافة الدخان، فكلما تباينت حجوم ذرات الدخان المتولدة كان الدخان عريض النطاق، وكلما قلت كثافة الدخان زادت أزمنة استمرار السحابة. وهناك دخان يناسب الأشعة تحت الحمراء وآخر يناسب أشعة الليزر، وقد وجد أن زيادة طول موجة الليزر تعطي قدرة أكبر على النفاذية، لأن ليزر ثاني أكسيد الكربون (6،10 ميكرون) له قدرة أكبر على النفاذ من ليزر الأرجون (5،0 ميكرون).
ولا يتم توليد الدخان بطريقة القنابل فقط، بل يتم بتذرية الوقود أى تحويله إلى رذاذ من فتحة العادم لمحرك الدبابة. وعندما يلامس الوقود الساخن الهواء الخارجي يتكثف مكوناً ستارة ذاتية من الدخان.
وفي الطريقة الثانية تستخدم قواذف لإطلاق قنابل الدخان ففي الوقت الذى تحمل فيه الدبابة (ليوبارد 2)، 16 قاذف دخان على الأجناب، تحمل (ت - 72) 8 قواذف والتشفتين 12 قاذفاً والأمريكية (م - 1) 12 قاذفاً.
ونظرا لأن حمولة الدبابة يمكن أن تكون محدودة فإن استخدام الدخان يكون في صورة رد فعلية أي عند استشعار تهديد ولذا فإن مستشعرات التهديد فى الدبابة تكون في غاية الأهمية فالمستشعرات الليزرية (LWR) تستخدم ضد الصواريخ التى تركب شعاع الليزر فيلزم إضاءة الهدف (الدبابة) أولاً قبل إطلاق الصاروخ ومن ثم يلزم وجود هندسة واضحة للكواشف الليزرية على جسم الدبابة طبقا للدراسة الفنية لطبيعة وخصائص التهديد حتى تتم مواجهة التهديد من جميع الاتجاهات.
إن السرعات العالية للصواريخ المضادة للدبابات توفر الاقتراب السريع من الدبابة بصورة لا تعطي زمن رد الفعل الكبير ولا تترك سوى بضع ثوان معدودة، الأمر الذى يتطلب أزمنة رد فعل قصيرة جدا لأنظمة الدخان حتى لا يكون الزمن الفاصل المتيسر بين البقاء والتدمير سوى جزء من ألف من الثانية.
وإذا أخذ في الاعتبار خصائص قنابل الدخان، وأهمها ما يعرف بزمن التزهير Time-Bloom أى الزمن الذى توفر بعده قنبلة الدخان السحابة المطلوبة فإن تقليل زمن التزهير هذا يوفر مبدأ شراء الوقت الذى تنشده الحرب الالكترونية عند تقليل احتمالية التعرض للتهديد ويكون لازما لتوفير الأنظمة الناجحة للحماية الرد فعلية.
وعموماً فلا بد من أن يكون زمن الاستجابة للنظام قليلا جدا حتى تزدهر سحابة الدخان وتؤدي دورها في تعمية الصاروخ المعادي قبل أن يدخل في طور التبييت الذاتي على الهدف، وإلا حل الدمار الذي تأباه الحرب الالكترونية عند دعمها للدبابة.