عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 11-04-2006, 11:12 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي الثورة التكنولوجية وحروب القرن 21 بين الواقع والخيال

الثورة التكنولوجية وحروب القرن 21 بين الواقع والخيال
عرض: ممدوح الشيخ
يأتي هذا الكتاب في توقيت شديد الأهمية عربياً ليطرح قضية هي بامتياز قضية الساعة، فمن منظور ما يواجه العالم العربي من تحديات تهدد أمنه هو محاولة للفت الأنظار للبعد التقني للأمن العربي، ومن منظور الدراسات المستقبلية التي يزداد اهتمام العالم بها بوتيرة متزايدة هو محاولة جادة لرسم ملامح مستقبل الحرب وتأثير التقنية فيه، والكاتب خبير استراتيجي مصري معروف هو اللواء دكتور نبيل فؤاد. والكتاب مقسم لثلاثة فصول يضم كل منها قسمين تتناول: ماهية التكنولوجيا، وسمات الثورة التكنولوجية وأبعادها، وانعكاسات الثورة التكنولوجية على الحرب الحديثة، ورؤية مستقبلية للحرب الحديثة.


التكنولوجيا: الماهية والسمات


يبدأ المؤلف كتابه بتقرير أن السباق الحضاري هو السمة الرئيسة لعالمنا المعاصر، متمثلاً في التفوق الذي تحكمه القوة الشاملة بكل مفرداتها، معتمدة على ما تبدعه الشعوب وما تنتجه من علوم وتقنيات وارتكاز ذلك كله على قاعدة اقتصادية قادرة، وفي الفصل الأول: "ماهية التكنولوجيا وسماتها وأبعادها" يقول المؤلف إن تقدم الشعوب وانتصارها أصبح مرهوناً بمدى تقدمها التقني الذي يبدأ من التعليم ليصل إلى القدرة العسكرية، وأبرز ما يشار إليه فيه هذا السياق أن النظام العالمي الجديد ابن شرعي للثورة العلمية والتقنية الجديدة حتى أن البعض أصبح يشير للقرن الحادي والعشرين بوصفه مقدمة عصر "جيو معلومات Geo-Information"، وهم يضيفون إلى ذلك أن ما شهدته الحياة الإنسانية خلال العقود الثلاثة الأخيرة فاق ما حدث على الأرض منذ ظهور الإنسان.
ويرجع الاهتمام بهذه الثورة إلى عظم الجوانب - إيجاباً وسلباً - التي تحدثها، ويعد التقسيم الاقتصادي الأساس الموازي للتقسيم القائم على تقدم العلوم، وبناء على ذلك أصبح هناك عالم أول وثان وثالث ورابع. ويقتضي تشخيص الواقع التكنولوجي في الأمتين العربية والإسلامية أن نشير إلى مستوى الإنفاق المتدني على التعليم والبحث العلمي، فعندما أجرت اليونسكو دراسة عن الأربعين الأكثر تقدماً في العالم في التعليم الأساسي، لم يكن بينها إلا الكويت من العالم العربي وإيران من العالم الإسلامي، وتبلغ تكلفة إعداد التلميذ في مرحلة التعليم الأساسي في سويسرا 12000 دولار، وفي أمريكا 8000 دولار، وفي مصر 170 دولاراً. ونتيجة الطفرة في العالم المتقدم أصبحت المعارف العلمية تتضاعف كل عشرة أعوام، وتذهب أشد التقديرات تحفظاً إلى أن العلماء الذين يعيشون على الأرض يبلغون ثلاثة أرباع العلماء على مدى التاريخ الإنساني، وقد أصبح هذا جلياً في المسافة الفاصلة بين نتائج البحوث واكتشاف تطبيقاتها العملية، وأصبح هناك ما يزيد على 30 مليون اختراع مسجلة، تزيد سنوياً بمعدل مليون اختراع.
وقد أدى قيام علاقة تأثير وتأثر متبادلة بين التكنولوجيا والمجالات العسكرية عموماً إلى اعتبار تنظيم قدراتها التكنولوجية مكوناً أساسيا للأمن القومي، وبعد التطور التكنولوجي الذي شهده النصف الثاني من القرن العشرين استجابة لدواعي الصراع بين القطبين، وبعد أن كان تركيزهما منصباً على الصواريخ والطائرات بأنواعهما والأسلحة النووية، أصبح منصباً على المعلومات والحرب الإلكترونية والأسلحة الذكية ودقة التصويب عن بعد، ثم جاءت حرب الخليج لتفجر الثورة التكنولوجية الثالثة بكل مفرداتها وتشمل تطبيقات متطورة في الإلكترونيات والقيادة والسيطرة وتطوير كافة المجالات الأخرى.


ماهية التكنولوجيا


تعني كلمة "العلم" محاولة منظمة لاكتشاف سلسلة من العمليات والسيطرة عليها عن طريق الدراسة الموضوعية للظواهر، وقد جرى تطوير عدة نظم فرعية من المعرفة، منها التكنولوجيا التي تتصل مباشرة بإنتاج أو تحسين السلع أو الخدمات، وتعرف التكنولوجيا بأنها فهم واستيعاب وتطبيق المعرفة والمعلومات الفنية والموارد والمعدات الإنتاجية ومعدات البحث والتطوير وإنتاج واستعمال النظم والوحدات الحديثة، والقضايا والمشاكل التي ينبغي أن يتناولها العلم في سعيه لخدمة الآلة العسكرية مسائل معقدة تتمثل في تداخل عوامل عدة: فزيائية، وحيوية، وكيميائية، وبيولوجية، والهندسة الوراثية، والطاقة النووية، والمواد الجديدة المركبة. ولم يعد التقدم العلمي التكنولوجي يعتمد على جهد فردي، بل أصبح حصيلة جهد مشترك، وتشير الدراسات إلى أن نسبة مساهمة عنصر التكنولوجيا في العمليات الإنتاجية تقترب من 75% وترتفع النسبة في التكنولوجيا العسكرية.
وعلى مر التاريخ أنفقت الدول بسخاء على التكنولوجيا العسكرية, وترتب على التقدم التكنولوجي الكبير ظهور منتجات عسكرية أمكن تطويعها للاستخدام المدني كالطائرة والراديو والذرة، ومع تغير الموازين - قرب نهاية القرن العشرين - لصالح التكنولوجيا المدنية، توجه العسكريون لتطبيقاتها العسكرية، وبذلك أصبحت نسبة كبيرة من التكنولوجيات مزدوجة الاستخدام مدني-عسكري، ويعد مجال تكنولوجيا المعلومات أكبر مجال يشهد على ذلك، فعندما تتفق المواصفات المدنية والعسكرية تكون الفائدة لكلا القطاعين وبالتالي تحصل على مزيد من الدعم، ومستقبلاً لن يكون بالإمكان فصل التكنولوجيا العسكرية عن المدنية وهما معاً جزء من مفهوم "الطاقة الكلية للدولة" ودون طاقة كلية تكنولوجية لا تستطيع أية دولة بناء تكنولوجيا عسكرية، وقد أذابت الولايات المتحدة منذ عقدين الفاصل بين التكنولوجيا المدنية والعسكرية.


الثورة التكنولوجية والحرب الحديثة


في الفصل الثاني: "انعكاسات الثورة التكنولوجية على الحرب الحديثة"، يعالج اللواء الدكتور نبيل فؤاد التفاعل بين النظم التي تستخدم القوة العسكرية وصولاً إلى ما يسمى "نظام النظم" الذي يجعل هذا التفاعل سلسا مستمراً قدر الإمكان، فعندما طرحت تفاصيل الثورة التكنولوجية في التطبيقات العسكرية خلال التسعينيات كان التركيز ينصب على دور المعلومات في ميدان المعركة Battlefield، والظروف المحيطة به غير أن ذلك أصبح يعرف الآن بساحة- فضاء المعركة Battle Space الذي يعكس منظوراً جديداً متعدد الأبعاد، حيث يوزع القائد في هذه الساحة- الفضاء قواته ويحركها ضمنه؛ وتقدر مساحة هذا النطاق عادة بأربعين ألف ميل مربع، وكل قائد إنما يستهدف تحقيق الإلمام المتفوق بأرض المعركة، أي امتلاك القدرة على معالجة المعلومات بأسلوب يسهل توصيف البيئات الكلية والعلاقات الرئيسة بين الوحدات العاملة ضمن هذه البيئة بأكبر قدر ممكن من الواقعية المشابهة لظروف القتال الحقيقي، وبذلك سيكون من الممكن أن يتم التكليف بمهمة شبه كاملة، وبالتالي استخدام القوة متناهية الدقة.
ولذا يجمع الاستراتيجيون على الأهمية البالغة للثورة التكنولوجية في المجال العسكري، ما يعني تخصيص الإنفاق المناسب للتحديث لتجنب المفاجأة التكنولوجية الحاسمة لخطورتها ولإحراز التفوق التكنولوجي، وتتركز عناصر بناء التكنولوجيا العسكرية في:
- كفاءة البحوث العسكرية الأساسية.
- كفاءة البحوث التطبيقية.
- مدى ضبط الجودة.
- مدى توافر المواصفات القياسية المناسبة واستخدامها.
- التأهيل المناسب ليواكب الخطط الحالية والمستقبلية.
- القيادات الفنية.
- مدى الاستفادة من عائد المعلومات بعد الاستخدام.
- السرعة والتجارب مع النقلات التكنولوجية.
- كفاءة الأنظمة التنفيذية.
والبحوث الأساسية واحدة، وهي تخدم القطاعين المدني والعسكري، وكذلك البحوث التطبيقية إذ لابد أن تنتهي بعينة صالحة للاستخدام، وبالتالي تشمل بحوث الدفاع الصور الأساسية المختلفة كبحوث علمية تطبيقية ثم بحوث تطوير، غير أن تعريفها يختلف في أنه يضيف مواصفات خاصة بالدفاع Military Specifications، وهو ما يضيف أعباء إضافية، ومعظم البحوث في مجال الدفاع تقع في إطار البحوث الاستراتيجية والتطبيقية. وينعكس العلم - عموماً في - تكنولوجيا الدفاع على ثلاثة أمور جوهرية:
- زيادة طاقة النيران Fire Power.
- سرعة وكفاءة الاتصالات Communication.
- يسر وسرعة التحرك Mobility.
وحسب الاستراتيجية العسكرية الأمريكية - التي وضعها الجنرال كولن باول رئيس الأركان الأمريكي (1992م) - فإن التفوق التكنولوجي ضمن العناصر الرئيسة لهذه الاستراتيجية، وقد أصبح هناك معادلة للنصر العسكري على النحو التالي:
النصر = التكنولوجيا X التنظيم والمعدات X فن القيادة.
وللمحافظة على استمرار التفوق التكنولوجي لدول الشمال (الغرب) تم توقيع اتفاقية Military Technology Control Regime اختصاراً (M.T.C.R) لتحديد التكنولوجيات الحرجة أو ذات الاستخدام المزدوج التي يجب ألا تتسرب لدول العالم النامي وتشمل عشرات المجالات التي بدونها يصعب وجود صناعة عسكرية متقدمة.


تكنولوجيا المعلومات


المعلوماتية مستوى من التكامل بين تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية والاتصالات والحواسب الآلية، ومع ظهور وسائل الاستطلاع والأسلحة بعيدة المدى ازدادت احتياجات ومطالب القادة من نظم القيادة والسيطرة للاستفادة من المعلومات وإمكانات الأسلحة المستحدثة في الوقت والمكان المناسبين، وهو ما أدى إلى تطور ضخم في وسائل جمع المعلومات وتداولها وتحليلها وأصبح يتدفق على مراكز القيادة والسيطرة على مختلف المستويات، وإذا لم يتم التعامل مع هذه المعلومات بالأسلوب العلمي السليم بكفاءة فإنها تصبح عبئاً على القيادة، بالضبط كما هو الحال مع نقص المعلومات، وقد دفعت احتياجات ومطالب القيادات من المعلومات المؤكدة التي تم فرزها وترتيبها وتبوبيها إلى ما يسمى "ثورة المعلومات"، حيث حدث تطور هائل في مفهوم القيادة والسيطرة تدرج خلال تسعينيات القرن الماضي على النحو التالي:
- القيادة والسيطرة Command Control C2.
- القيادة والسيطرة والاتصالات Command Cotrol and Comminications C3.
- القيادة والسيطرة والاتصالات والمعلومات Command Control,
Communications, and InformationC31.
وخلال العقد الأول من القرن الحالي ينتظر أن تتحول إلى:
القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسب والمعلومات Command Control, Communications Computers and Information C41.