عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 11-04-2006, 11:14 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

وفي هذا السياق يمر العالم الآن بمرحلة من التطور التكنولوجي تضافرت فيها معاً نتائج ثلاث ثورات هي: ثورة الحاسبات الإلكترونية، وثورة المعلومات، وثورة وسائل الاتصال، وقد أصبحت التفرقة بينها صعبة حيث جمعها معاً النظام الرقمي (Digital System).
وقد مرت عملية تطور الحاسبات بخمس مراحل أو (أجيال): في الجيل الأول كانت الحاسبات تعتمد على مكونات ميكانيكية وكهربائية وكانت قدراتها الحاسبية محدودة، ورغم ذلك كان لها دور كبير في إدارة نيران المدفعية في الحرب العالمية الثانية، ومع ظهور الصمامات المفرغة ظهرت الحاسبات الإلكترونية فازدادات قدراتها الحسابية وتم تصنيعها في أحجام أصغر رغم ما بها من عيوب كالاستهلاك العالي من الكهرباء والحاجة لتبريد مكوناتها. وولد الجيل الثاني من الحاسبات بعد اختراع أشباه المواصلات (Semiconductors) لتحل محل الصمام الفرع، وانطوى التغيير على ميزات عملية في القدرات الحسابية واستهلاك الطاقة والحجم الأصغر. وفي الستينيات حدث تطور آخر تمثل في جمع عدد من الدوائر الإلكترونية في وحدات مجمعة تسمى الدوائر المتكاملة Integrated Circuits (IC)، ثم ظهرت المعالجات الدقيقة وتنوع استخدامها في منتجات أخرى كالطائرات والصواريخ ومعدات الاتصال وأجهزة السيطرة على النيران في الدبابات ... وغيرها.
وكان من نتائج ذلك أيضاً ظهور الحاسبات الدقيقة Microcomputers التي استخدمت مشغلاً دقيقاً وبدأ إنتاج الحاسبات الخاصة بأجهزة الرؤية الليلية والصواريخ الموجهة وأجهزة الملاحة والطيران وأجهزة تحديد المواقع فلكياً، وفي عام 1978م ظهرت الحاسبات الشخصية وتنافست الشركات في إنتاجها بقدرات حسابية وسرعات وإمكانات برمجة متفاوتة، ويمكن وصف الجيل الرابع من الحاسبات بأنه ذو سرعات وقدرات حسابية وتخزينية عالية، لكن السمة الأهم فيه هي ظهور لغات برمجة حديثة وقوية وحزم برامج جاهزة تيسر لغير المتخصصين استخدام الحاسبات.
حواسب فائقة وقتال رقمي
أدى التطور الذي بدأ يتنامى في عدة اتجاهات إلى توسع استخدام الحاسبات في كل التطبيقات تقريباً، واعتمدت فكرة حاسبات الجيل الخامس على استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي في بناء تطبيقات مثل نظم الخبرة للمساعدة في اتخاذ القرار وعمليات التشخيص آلالي في المستشفيات وصولاً إلى الإنسان الآلي، وأثمرت هذه التطورات ثورة الوسائط المتعددة Multi Media، ثم ظهور البنوك الآلية والأسلحة الذكية والصواريخ الموجهة تلفزيونيا والصواريخ ذات المستشعرات الكهرومغنطيسية وغيرها، ومع نهاية عقد الثمانينيات اتجهت اليابان للتفكير في أجيال أخرى من الحاسبات باستخدام Neutral and Fuzzy Technologies تكنولوجيا الخلايا العصبية والمنطق المبهم لإنتاج حاسبات الجيل السادس، وتقوم هذه التكنولوجيا بمحاكاة الجهاز العصبي للإنسان.
وتعد الحاسبات فائقة القدرة Super Cmputer قمة تطور تكنولوجيا الحاسبات في نهاية القرن العشرين، وقد ظهرت استجابة للحاجة لقدرات حسابية فائقة لا تفي بها الأجيال التي ظهرت من الحاسبات العادية. ومن أهم تطبيقات هذه الأجهزة: مبادرة حرب النجوم الأمريكية، وعمليات حرب الخليج الثانية الخاصة بصواريخ سكود وصواريخ باتريوت، ونظم الصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات. ولتحقيق القدرة الحسابية الفائقة يستخدم مصمموها عددا من المعالجات الدقيقة تعمل بالتشغيل المتوازي أو المتعدد Parallel Processing or Multiprocessing، حيث تعمل المعالجات في وقت واحد على مهمة واحدة يتم تقسيمها بينهم آليا.
وهذا التقدم السريع وتطبيقاته في نظم القيادة والسيطرة "C41" بمفهومها الشامل يتوقع أن يؤدي إلى إحلال الأساليب الرقمية Digital Technique محل الأساليب التناظرية Analog Technique في معظم المعدات الإلكترونية، وفوق ذلك فهي التكنولوجيا الأساسية في كل ما يتعلق بالحواسب الآلية، إذ أسهم استخدامها في تصغير حجم ووزن المعدات، مما سهل نقلها جواً، وإخفاءها، ورفع قدرتها على المناورة. وقد أصبح بالإمكان التعامل مع الخرائط رقمياً - كما في صواريخ كروز - وتبادل المعلومات بين القيادة والوحدات القتالية بشكل مستمر، وتلقي الصور من ميدان المعركة من صور الأقمار الاصطناعية أو الطائرات بدون طيار، حيث يتلقاها الحاسب العملاق فيقوم بعمليات فرز وتجنيب وتبويب ثم يوجهها إلى كل قائد ميداني فيما يخصه، وللتعامل مع هذا الكم الكبير من المعلومات وعمليات المعالجة المعقدة والمتعددة، هناك حاجة إلى حاسبات عسكرية ذات سرعات فائقة وذاكرة ضخمة جداً، وهذه الحاسبات العسكرية العملاقة ستكون أحد ظواهر القرن الحادي والعشرين، ولأجل التغلب على قيود اتفاقية حظر التجارب النووية طورت الدول المتقدمة حواسب قادرة على محاكاة التجارب النووية بشكل افتراضي، وهي حواسب تبلغ سرعتها أكثر من 100 ألف ضعف عن الحواسب الموجودة حالياً، ويطلق على مشروعها "المبادرة الاستراتيجية للحاسبات المتسارعة" Accelerating Strategic Computing Fricative.
الإخفاء والقتال عن بعد
تعد تكنولوجيا الإخفاء من أهم تطورات تكنولوجيا الحرب الحديثة، وتوفر نظم الإخفاء وسائل بسيطة وعالية الاعتمادية للأفراد والمعدات، ومع تضاؤل الفجوة الزمنية بين اكتشاف الهدف وضربه أصبحت تكنولوجيا الإخفاء تقوم بدور متميز في تقليل الخسائر البشرية والمادية على السواء، وقد تطور الإخفاء من الوسائل التقليدية (شباك تمويه - طلاء بلون معين - ..) ليتخذ مسارات مختلفة، أهمها: الإخفاء الحراري باختزال حجم ودرجة إشعاع المصادر الساخنة، حيث لايمكن فنيا إلغاء البصمة الحرارية للمعدات، بينما يمكن تخفيض مستواها بحيث لا تبدو لمن يرصدها واضحة، وهناك أيضاً الإخفاء الراداري من خلال امتصاص وتشتيت الموجات الرادارية وإضعافها إلى مستوى قريب من مستوى الموجات المرتدة من البيئة المحيطة. أما الطلاء ببويات خاصة فيختلف عن الطلاء ببويات التمويه التقليدية في أن بعضها له قدرة عاكسة للأشعة تحت الحمراء، وبعضها يمتص الأشعة تحت الحمراء، ولذا يستخدم لدهان جميع المعدات العسكرية (طائرات - قطع بحرية - مركبات بأنواعها) فيقلل بصورة ملموسة تعرضها للقذائف الحساسة للأشعة تحت الحمراء. وهناك نوع ثالث له قدرة على امتصاص أشعة الرادار ويستخدم في دهان الطائرات والقطع البحرية وهو ما يعني فاعليته في الإخفاء الحراري والراداري معاً، وخلال حرب الخليج الثانية تم طلاء الدبابات الأمريكية بإحدى تلك البويات التي تعكس 85% من الأشعة الساقطة عليها، مما أدى لتخفيض حرارة سطحها ب15 درجة مئوية.
ومن أشكال الإخفاء المهمة تقليل البصمة الرادارية من خلال تصميم المعدة نفسه طبقاً لزوايا انسيابية معينة لكل أنواع المعدات، فمثلاً أمكن تقليل المقطع الراداري للدبابة من حوال 50م2 إلى 1،0م2، واستخدمت هذه التقنية بنجاح في الطائرة F117 (الشبح). أما شباك التمويه متعددة الأغراض فهي نوعية حديثة مصنوعة من النايلون وذات تركيب بتروكيماوي يجعلها قادرة على أن تعكس الأشعة تحت الحمراء إلى جانب تشتيت الأشعة الرادارية أو امتصاصها.
وعن مفهوم القتال عن بعد Stand off Technology يقول اللواء دكتور نبيل فؤاد إن التطور التكنولوجي أسهم كذلك في توسيع مسرح العمليات ليصبح بالإمكان القتال على الجبهة وفي العمق معاً، إلى جانب التغلب على العقبات الطبوغرافية من خلال تطويع عدد من التكنولوجيات التي يمكن من خلالها القتال عن بعد Fire Forget وتستخدم هذه النظم الذكية Smart الحواسب متناهية الصغر Micoro Computer التي يتم تخزين بيانات الهدف فيها وتوضع في رأس القذيفة ومستشعرات Sensors باحثة عن الحرارة أو الموجات الكهرومغنطيسية التي تجذبها للهدف، وتعد صواريخ كروز أبرز تطبيقات هذا النظام.
ومن التطبيقات المهمة أيضاً لهذه الثورة الذكاء الصناعي Artificial Intelligence، وهو أحد علوم الحاسبات في مجال تصميم أنظمة ذكية Intelligent Systems لها القدرة على تفهم الكلام والقيام بعمليات استنتاج واستدلال وحل مسائل، ويعتمد تصميمها على توافر قاعدة معلومات في مجال التخصص تبنى على أساس اختزان الخبرات ومحاكاتها، فهي تحاول محاكاة العنصر البشري بالكفاءة نفسها، ولكن بسرعة ودقة أكبر، ويمكن تحويل أي من النظم المساعدة في إتخاذ القرار إلى نظام ذكي بإضافة قاعدة معلومات تحسن أداءه، وقد تم إنتاج نماذج كثيرة للنظم الذكية - تم استخدامها في حرب الخليج الثانية - تركزت في مجالات: المستشعرات متعددة الأغراض، وتحليل الرسائل والشفرات، وتحديد مواقع القوات، واختيار التكتيكات وطرق الاقتراب المناسبة، وتمييز الأهداف، وتفسير الخرائط، والتوجيه الآلي.

المصدر : مجلة كلية الملك خالد العسكرية .
http://www.kkmaq.gov.sa/Detail.asp?InNewsItemID=149065