عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 29-07-2003, 04:48 PM
القطع القطع غير متصل
لي عـــودة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: MY COMPUTER
المشاركات: 393
إرسال رسالة عبر ICQ إلى القطع إرسال رسالة عبر  AIM إلى القطع إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى القطع
Thumbs up شوفي الحيونات

(كاسندرا) في الأساطير القديمة سيدة تنبأت بسقوط طروادة قبل أن تسقط بزمن، وفي أساطيرنا العربية تردد حكاية زرقاء اليمامة التي رأت خطر الجيوش الزاحفة باتجاه قبيلتها قبل أن يصلوا بأيام، ومثلهما أناس كثيرون يمتلكون يقين الحدس إلى درجة الكشف العجيب، لكن أحدا ـ للأسف ـ لا يصدقهم في أغلب الأحيان!


أما لماذا لا يتم تصديقهم فلأنهم يتحدثون عن عالم غير مرئي، كل أدواتهم الحس المرهف وملكة الاستشعار عن بعد، وهي أدوات إذا صادفت نفسا صافية وعقلا حكيما خاليا من شوائب الطمع وحب الدنيا، كانت من الخطورة بمكان بحيث تجعل صاحبها يرصد التغيرات ويربط بين الأحداث، ويدق جرس الانذار قبل الحريق بزمن طويل تماما كما فعلت (كاسندرا) عرافة طروادة في الاسطورة.


والذين يرصدون التغيرات غالبا ما يقفون في العراء أو خارج الباب في مواجهة الرياح دائما، ولذلك يعرفون اتجاهها تماما، لديهم بوصلتهم الداخلية، وبقية أدواتهم المختبئة في تلافيف الدماغ والقلب، هم أول من يرون الخطر، وأول من يدفعون الثمن تماما كما دفعته زرقاء اليمامة عندما فقأت عينها كما تحكي الاسطورة.


في بريطانيا عندما ولد الملك ادوارد الثامن، وقف أحد النواب في البرلمان البريطاني وقال حادسا: ملك آخر تنجبه بريطانيا، سوف يعيش على دمائنا، وسوف يسافر إلى كل الدنيا مرفهاً ثم يتزوج ملكة ذات دماء زرقاء ويتربع على عرش المملكة. ولم يصدق حدس النائب البريطاني هذه المرة، لان القلب قلب موازين الحدس ولأن المرأة غيرت مجرى التاريخ، فقد كبر إدوارد الثامن وسافر في كل الدنيا ولكنه لم يتزوج سيدة ذات دماء زرقاء ملكية، بل أحب سيدة أميركية مطلقة كان عليه لكي يتزوجها أن يتنازل عن العرش لا لشيء إلا لان دماءها ليست زرقاء، وقد فعلها ادوارد الثامن وانتصر لحبه.


كم رجل في الدنيا مثل ادوارد الثامن؟ وكم امرأة في التاريخ مثل حبيبته الأميركية التي استطاعت أن تحول الملك إلى عاشق يختار حبه على العرش البريطاني العريق؟ في الحياة قصص كثيرة غريبة تحركها المرأة وتغير احداثها كما فعلت كليوباترا، وأوجيني زوجة نابليون، وماري انطوانيت والخيزران أم هارون الرشيد وكاسندرا وزرقاء اليمامة، لكن التاريخ يبقي البطولة دائما للرجل، المرأة تصنع البطولة أو تقف وراءها والرجل ينالها ويسجلها باسمه للأبد. هكذا الحياة.. وهكذا ستبقى.
__________________
الرد مع إقتباس