عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-07-2005, 02:06 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الى أصحاب نغمة الكهوف والجحور والجبال ...

وفي العام 1918م احتل الفرنسيون سوريا فباع الشيخ الشهيد باذن الله بيته, واشترى بثمنه 24 بندقية, وسار بأهله إلى جبل صهيون, والتحق بالثورة التي قادها عمر البيطار في جبال اللاذقية, وفي كهوف وجبال اللاذقية كان موعده مع الجهاد إذ ظل يقاتل الفرنسيين ويحرض المؤمنيين على قتالهم إلى أن حكم الفرنسيون عليه بالإعدام غيابيًا, وحاولت فرنسا إغراؤه بعد ذلك بالمال والمنصب لكن الرجل كان أكثر صلابة من كل هذا, واستمر في جهاده بجبال وكهوف اللاذقية إلى أن ضاق الخناق على المجاهدين, فهجر إلى حيفا مع بعض إخوانه, ووجد فيها ضالته في الدعوة إلى الله من خلال مسجد الاستقلال الذي أصبح إمامه وخطيبه, ومن خلال جمعية الشبان التي ترأسها, وانطلق من حيفا يحرض على تكوين خلايا الجهاد 15 عامًا, وراح يبتاع السلاح سرًا [لم يكن اختيار الجناح العسكري لحركة حماس التي هي من ثمار الجهاد الفلسطيني التليد لاسم ' كتائب عز الدين القسام' اعتباطيًا, فالرجل العظيم هذا كان من الفطنة والذكاء بحيث استطاع تكوين خلاياه الجهادية خلال 15 عامًا في سرية وكتمان من دون أن ينكشف أمره برغم تاريخه الجهادي في جبال اللاذقية بسوريا, وتلك كانت من العلامات التي وعتها كتائبه بعد أكثر من نصف قرن] .وبعد هذه السنوات الطوال بدأت بريطانيا التي كانت تحتل بلاد المقدس "فلسطين", وتفسح الطريق لليهود للشروع في بناء كيانهم الزائل 'دولة ابناء القرده والخنازبر' [في العام 1948م] تفتح عيونها على تحركات القسام, وتستدعيه أكثر من مرة, فشعر القسام بأن أمره قد انكشف أو كاد, ويومئذ كان لقاؤه الثاني والأخير مع الجبال والكهوف، وقد كان ينتوي قبلاً أن يفجر الثورة في كل أرجاء بلاد المقدس "فلسطين", بيد أن الأحداث داهمته, فاضطر للخروج مع رفاقه إلى جبل جنين, متمثلاً كلمته الخالدة 'هذا جهاد .. نصر أو استشهاد', وفي جبل جنين لم يتوقف القسام عن تحريض فلاحي جبل جنين على القتال حتى طوقت حملة إنجليزية مركز جهاده وأيقن بالموت و مع هذا لما دعاه قائد الحملة للاستسلام هو وإخوانه أبى قائلاً للقائد: 'هذا جهاد في سبيل الله , ومن كان هذا جهاده لا يستسلم لغير الله' ثم التفت إلى إخوانه وهتف بهم 'موتوا شهداء' ثم قاتل رحمه الله حتى قتل عام 1935م , وتفجرت من بعد استشهاده الثورة في كل أرجاء بلاد المقدس "فلسطين" ______ الملا محمد عمر بن غلام بن آخوند خليفة الدوله الإسلامية في امارة أفغانستان "فك الله اسرها" ولد في إقليم أوروزخان الأفغاني عام 1960م , تيتم وهو ابن ثلاث سنوات, وبدأ في دراسة العلم مبكرًا, إلى أن بدأ الجهاد الأفغاني ضد الروس في العام 1979م فكان سباقًا إليه, وأبلى فيه بلاءً حسنًا, وأحب جبال الجهاد وكهوفها وأحبته, وظل مجاهدًا في شعاب وكهوف و جبال قندهار وما حولها, حتى أصيب بثلاث رصاصات, منها التي أذهبت إحدى عينيه, وحتى انتهى الجهاد ضد الروس, وهو في رباط, حتى إذا خال له أن الأمر قد استقام للمجاهدين لبناء دولتهم ترك الحزب الذي كان يقاتل تحت لوائه, وهو حزب مولوي محمد بن محمدي [تشير رواية أضعف سندًا إلى أنه كان يقاتل تحت لواء الحزب الإسلامي ـ جناح مولوي يونس خالص], وتفرغ لاستكمال دراسته الشرعية حتى جاءه من يشكو ظلم قطاع الطرق من أمراء الحرب المتمكنين في كل رقعة من أراضي أفغانستان, ممن يعيثون في الأرض فسادًا, ويفرضون على السكان الإتاوات, فأثارت تلك الشكوى حفيظته فاجتمع الملا ـ الذي لم يكن قد أتم تعليمه بعد ـ مع بعض رفاقه من طلاب العلم في مدينة ميوند بالقرب من قندهار, وتعاهدوا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة قندهار, و ما كانوا يطمحون لأكثر من تحقيق ذلك في مدينة قندهار و ما حولها, غير أنه ما إن شرع في خطته المباركة, ونتيجة لشوق الولايات إلى بث الأمن والطمأنينة في ربوعها, وضجرها من بطش أدعياء الجهاد, تقاطر الناس في إظهار الولاء لحركة طالبان التي شكلها الملا عمر, ورأت جهات باكستانية نافذة فيهم سندًا لها في تنصيب حكومة أفغانية لا يسيطر عليها موالون لروسيا أو الهند أو إيران, فمدت لطالبان وزعيمها يد العون حتى استتب لهم الأمر وانقاد الناس لطالبان, وبذلوا البيعة والطاعة للملا عمر, ونصبوه أمير للمؤمنين في ربوع أفغانستان . ودام هذا الأمر إلى أن بدأت الولايات المتحدة تناصب حكم الملا عمر العداء بسبب تطبيقه للشريعة الإسلامية, واحتضانه لحركات الجهاد الشيشانية والطاجيكية و التركستانية وغيرها, ولتقديمه المأوى لأسامة بن لادن المصنف أمريكيًا كأخطر رجل في العالم, ولتعطيله التوغل النفطي الأمريكي في أفغانستان عن طريق احتكار مجموعة يونيكال الأمريكي . لكل هذه الأسباب ولغيرها سعت الولايات المتحدة لاحتواء الملا عمر عبر عرضها تقديم رشوة له مقدارها 100 مليون دولار للإذعان لمطالبهم النفطية وغير النفطية, غير أن المجاهد الزاهد رفض كل ذلك, واعتصم بدينه ـ نحسبه كذلك ـ وأصر على مواقفه, مما حدا بالولايات المتحدة إلى استهداف دولته, و استهدافه شخصيًا. وإلى ملاحقته وتقويض دولته, ومن ثم عرضت 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض عليه, و50 مليون لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض على الشيخ اسامه ، بيد أن المجاهد لم ترهبه الطائرات المتطورة بأزيزها وقصفها, ولا الصواريخ بتفجيراتها, ويعود هو والشيخ اسامه وباقي المجاهدين إلى كهوف وجبال أفغانستان الحبيبة إلى قلبه, إذ لم تنسه أيام الإمارة [1996 ـ 2001] عبق الجهاد من فوق ذرا الجبال التي لطالما شهدت صولاته وجولاته في دروبها ووديانها وذاك عشق لا يشعر به إلا من ذاق لذة الجهاد في أكناف تلك الجبال السامقات .تماما كما يقول الشاعر:لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيهافمساكين أنتم أيها الأمريكان ومساكين أنتم أيها الفرنسيون ومساكين أنتم أيها الإنجليز ومساكين أنتم أيها الطليان, ومساكين انتم يا اذناب الطواغيت ومنافقيهم ومساكين انتم يااحفاد ابن العلقمي"الشيعه" أن خلتم أن الأبطال يضجرون من إلجائكم لهم لتلكم الجبال والكهوف التي اسميتموها "الجحور" التي تحبهم ويحبونها, وتحتضنهم ويأوون إليها.الشيخ عمر المختار والإمام شامل والشيخ عز الدين القسام والملا عمر واسامه بن لادن والظواهري وغيرهم الكثير من المجاهدين الشرفاء ... هؤلاء جميعًا جمعهم الإسلام وجمعهم الجهاد, و جمعتهم أيضًا هذه الجبال والكهوف الرحيبة ... وجمعتهم أيضًا أمور منها:1ـ أن كل هؤلاء قد قرءوا في ثنايا معاركهم أن رحى الحرب لا تدور لمصلحتهم وأنهم يخوضون معركة غير متكافئة, من الأولى أن يجنبوا الأطفال والنساء والشيوخ والضعفاء مغبتها, فلم يكن القسام متخاذلاً وهو يجد السير إلى جبال اللاذقية بعد أن علم أن الفرنسيين يحرقون كل قرية يزورها, والإمام شامل لم يرض بالاستسلام إلا وهو يرى المقاومة قد انهارت تمامًا وكان وقتها في سن الثانية والسبعين, وبعد أن أنهكه العمر ـ وقد كان يقاتل حتى تكل يداه ـ ولم يلجأ المختار إلى الجبال إلا بعد أن رأى ما يفعله الطليان بضعفاء المسلمين, ولم ينحز الشيخ اسامه بن لادن والملا عمر إلى الكهوف والجبال هم وجنودهم إلا بعد أن رأى الأمريكان يدكون المدن والقرى دكًا بطائراتهم الضخمة.2ـ أن هؤلاء قد أرادوا بانحيازهم إلى الكهوف والجبال استنزاف أعدائهم في حرب طويلة ليسلموا الراية لمن خلفهم وقد أنهكوا عدوهم, ودفعوه ـ وإن على المدى البعيد ـ إلى التفكير مليًا في الانسحاب ما دامت الأسباب المادية لا تميل لصالحهم.3ـ أن معظم هؤلاء قد حاول الأعداء رشوتهم واستمالتهم غير أن نفوسهم الطاهرة ـ لا نزكيهم على مولاهم ـ قد أبت إلا أن يبقوا أوفياء لدينهم وأمتهم التي عقدت بهم الآمال.4ـ أن معظم هؤلاء قد حظوا بهيبة وإجلال واحترام بين أفراد أمتهم المليار مسلم عدا عن الشرذمه من المنافقين ووقود جهنم، بل وحتى أعدائهم, الذين رصدوا مبالغ طائلة من أجل اعتقالهم, فرأس المختار كانت تساوي عند الطليان 200 ألف فرنك إيطالي, ورأس الإمام شامل كانت تساوي 30 ألف روبل عند الروس, ورأس الملا عمر تساوي 5 ملايين دولار عند الأمريكان ورأس الشيخ اسامه 50 مليون دولار. وليس من عجب أن حب هؤلاء قد تمكن من قلوب أتباعهم فلم تهززهم الملايين, ولم نسمع بخائن واحد رضي لنفسه بيعهم, وذاك درس في العزة و المحبة التي لا ترتفع فوق كل مال لو كان يدركه الخائنون! فترى كم تساوي رؤوس الخائنين في زماننا, بل في أي زمان وأي مكان؟ و كم من رفقائهم سيسعون لبيعهم بأبخس الأثمان؟ فهؤلاء عشقوا الشهادة فاسترخصوا كل غالٍ لنيلها, وحين روت دماؤهم الطاهرة جبال الجهاد, ارتفعت ألوية للجهاد في مواضعها, فمن ذا الذي يجرؤ على القول أن دماء هؤلاء قد ذهبت هباء .. استشهد القسام فبعثت كتائبه بعد نصف قرن من الزمان تذيق اليهود من لظى حممها .. وأطلق القسام شعاره الخالد ' هذا جهاد .. نصرًا واستشهاد', فضمنته حماس معظم بياناتها التي تلف الأرض وتتطيرها الوكالات .. ويوم أن صاح القسام في إخوانه بجنين 'موتوا شهداء' لم يكن يدري أن جنين القسام تلك ستكون مصنع الشهداء وعنوان الشهادة وعاصمة العمليات الاستشهادية, التي نسمع من دونها صوت القسام مدويًا 'موتوا شهداء'.وتلكم العزة التي فاحت من رسالة الإمام شامل للجنرال جراب, ما نظنها إلا ألقيت في روع شامل ساييف, والقائد خطاب ـ عليه رحمة الله ـ فينطق بها لساناهما.وإيه أنت أيتها الجبال العوالي, التي عشق هؤلاء الجهاد من فوق ثراها, أما لو كنت تنطقين لقصصتي علينا من روائع بطولاتهم وأمجادهم, و هم وإن طوت الجبال أسرارهم والكهوف احاديثهم , فحسبهم أن الله سبحانه وتعالى يعرفهم .. 'إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء'


__________________