عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-11-2005, 02:08 PM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
إفتراضي

أجل أخي محمد العاني
سبحان الله العظيم
وشكرا لمرورك الكريم
*********************


الدكتور عمر خلوف علم من أعلام العروض، وقد تفضل مشكورا بتصويب خطإ وقعت فيه وكان بيني وبينه هذا الحوار الذي أراه ضروريا للموضوعية في هذه المادة.

رد الدكتور عمر خلوف
كثيراً ما يؤدي بنا سوء فهم الكلام إلى بناء أحكامٍ خاطئةٍ عليه. وعلى الرغم من جمال ما تكلّم فيه أخي خشان، إلاّ أنه كان بناءً على فهمٍ خاطئٍ لكلام التنوخي، وحاشية المحقق، عوني عبد الرؤوف. فليس في كلام التنوخي ذكرٌ لزمانٍ ولا مكان!
ولستُ أدري كيفَ صَرَفَ الأساذ حديثَه إلى (الزمان في الردف) دون التقييد، من قوله: (فالتقييدُ والردفُ لا زمان له).
فمن الواضح أن التنوخي يقصد لزوم الردف والتقييد معاً للقافية في خامس السريع، فهما (لازِمان) لها.
* * *
أما امتناع التقاء الساكنين في الشعر ، وكذلك في النثر، فليس على إطلاقه كما فهم أخي خشان، وإنما يقتصر على امتناع وجوده في حشو الشعر أو الكلام. فما أكثر ما يلتقي ساكنان في قوافي الشعر، وفواصل النثر، كما هو معروف، بل "ربّما جاء شاذاً في غير القافية" كما نقل التنوخي، وذلك إشارة إلى بعض ما جاء من ذلك في حشو (المتقارب)، وهو قوله:
فرُمْنا القصاصَ وكانَ التّقاصُّ = فرْضاً وحتْماً على المسلمينا
وقوله كذلك:
ولولا خداش أخذْتُ دَوابَّ = سعْدٍ ولمْ أعطِهِ ما عليها
وكنتُ ولا أزال أعاني من سوء فهم المحققين لِما يحققونه من قديم المخطوطات. وما أكثر أخطائهم وأوهامهم في ذلك.
وكان د.عوني عبد الرؤوف، محقق كتاب القوافي للتنوخي، قد زاد الطينَ بلّة، بوضعه حاشيةً نقلَ فيها قول التبريزي: "ولا يتولى [يتوالى] في الشعر أكثر من أربعة أحرف متحركات، ولا يجتمع فيه ساكنان إلاّ في قوافٍ مخصوصة، وربّما جاء شاذاً في غير القافية، نحو ما أملاه على [عَلَيَّ] أبو العلاء المعرّي في هذا المعنى".
فلا مكانَ لجميع ما جاء في هذه الحاشية، وكان يكفيه الإشارة إلى قوله: " ولا يجتمع فيه ساكنان إلاّ في قوافٍ مخصوصة".

يقول المعري (الصاهل، ص162): "إنّ الكلمةَ إذا اجتمعَ فيها ساكنانِ يتوسطانها لم يمكن أن تُنْظم في حشو البيت الشعري، إلا في موضعٍ واحدٍ، كقوله: فرُمْنا القصاصَ وكان التقاصُّ ..".
ونقلَ الأخفش (العروض، ص164): أن الخليلَ "لا يُجيزه"، على الرغم من إنشاده البيت المذكور.
ردي على الدكتور عمر خلوف

أخي الدكتور عمر خلوف

وجودك ووجود أهل الفضل والأدب في هذا المنتدى ومنهم المشاركان الكريمان معك في هذا الموضوع نعمة كبيرة تعوض قلة مشاركي هذا المنتدى ومشاركاته.
فلا يعدم المرؤ منكم تعليما أو تقويما في حالي اتفاق وجهات النظر أو اختلافها.
وهذا الذي نبهتني إليه من خطأ قراءتي مثال على ذلك. فلك الشكر

لقد دهشت من نفسي عندما قرأت قولك :" ولستُ أدري كيفَ صَرَفَ الأستاذ حديثَه إلى (الزمان في الردف دون التقييد)، من قوله: (فالتقييدُ والردفُ لا زمان له)
فمن الواضح أن التنوخي يقصد لزوم الردف والتقييد معاً للقافية في خامس السريع، فهما (لازِمان) لها.

حقا لقد قرأتُها ( لا زمانَ له ) على أساس اللام النافية للجنس، وقراءتك ( لازمانِ له – مثنى لازم) طبعا هي الصواب. وربما لم أكن لأقرأها هكذا لولا :
1- هوى النفس الذي يتحكم لا شعوريا في الشخص ، وهذا تفسير وليس تبريرا، إذ لو حملناه على أنه تبرير لكان أقبح من الذنب. أقول هذا والكلمة (لازمان) واضحة المعالم في الكتاب لا يفصل بين الألف والزاي فيها فاصل. ذلك أن عبارة ( لا زمانَ له ) مؤيدة لوجهة نظري، وربما لو اطلعت على النص في غير هذا السياق لقرأته كما هو صحيحا.
2- واستعانة نفسي لصالح هواها باستحضار عبارة ( والتقييد والردف لازم له ) باعتبار الضمير الهاء عائد إلى الردف، خاصة وأن معنى هذه العبارة صحيح. فلما توهمت أن الهاء عائدة في هذه العبارة على التقييد، كان ذلك مشجعا على استبعاد التثنية مما أدى إلى استطراد الخطأ.

على أنّ خطئي في هذه القراءة لا ينقض الموضوع ذلك أني وجدت في قراءتي الموهومة مؤيدا لما ذهبت إليه، واتضاح الخطأ في القراءة يبقى القضية دون هذا التأييد ولكنه لا ينفيها. إذ أقول :
" التقاء الساكنين لا يرد في النثر فلعله من باب أولى أن لا يرد في الشعر. وهنا محاولة لبحثه بربطه بمفهوم المتحرك والساكن وجهاز النطق عرضا لما أحس به واستفاضة يستدعيها السياق. وليس لي من أداة فيه إلا التأمل "

على أنني أخصص هنا ما افترضته مفروغا منه لاتضاحه من السياق في أصل المشاركة وأكثر ما تلاها من أن المقصود هنا بالساكن هو الحرف المصمت أي ليس أيا من حروف المد وليس أيا من حرفي اللين ( الياء أو الواو الساكنتين ).
صحيح أن الساكن والممدود لهما نفس الدلالة في الوزن وكثيرا ما تدل عليهما كلمة ساكن. ولكن الأمر – على عدم تأثيره في الوزن - يختلف في أغلب القافية من مصمت ساكن إلى ممدود وبينهما يقع حرفا اللين.
ولمزيد من التوضيح بدلالة الرقمي فإن
صاتْ = 2 ه
صمْتْ =2* ه
التقاصُّ = 2* 3 ه 1

فإن الساكن المستقل برمز السكون (ه) في كل من ( صاتْ و التقاصُّ ) يقع بعد مقطع ممدود أو مطلق الآخر 2ه أو 3 ه وليس هذا محور الحديث. ولو أنه جدير بالتفكير
وإنما محور الحديث هو التقاء حرفين صامتين ساكنين يشملهما الوزن 2*ه أو 3*ه
وهو ما يبقى قائما بعد استبعاد القراءة الخاطئة التي تفضلت بتصويبها.

كلي أمل بأن تستأنف أخي فضلك في إبداء وجهة نظرك على هذا الأساس.

والله يرعاك.
الرد مع إقتباس