عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 18-06-2005, 05:22 PM
متفائلة متفائلة غير متصل
مشـــاكسة المنتدى
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: ksa
المشاركات: 1,165
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

استسمحك عذرا ياصلاح .. أود أن أجيب على الأخ\ المعمدان فيما سأل عنه

عندما قال :

إقتباس:
وأيضا رمي الشياطين (الأكبر والأوسط والأصغر) كل بسبع حصيات فأنتم أيها المسلمون ثقافتكم عالية ولن تعتقدوا أن رشق هذا العمود سيؤلم الشيطان لكن أخبرني ماهي الحكمة؟


نتيجة لقراءاتي في هذا الموضوع والنقاط التي استفسرت عنها

فإليك :

لا يظنن امرؤ أن الحاج إنما يرمي الشيطان فالشيطان لا يؤذيه مثل ذلك

وما هو ساعتئذ بمحجور هناك وما ذلك الرمي إلا إعلان عن شعور وتعبير عن

حال نفسي ونسك يرمز إلى حقيقة تمثلت في نفس هذا الإنسان وإليك بعض التفصيل لهذا النسك:

لقد شـَهـِدت نفس هذا الإنسان المستنيرة بنور ربها بما تكرم الله عليها

في عرفات ورأت حقيقة الدنيا وما انطوت عليه شهواتها الدنية من أذى وشقاء

ولذلك تراه عندما يرمي الحصاة يقول بلسانه الله أكبر ونفسه تقول ما أكبر

فضلك علي أيها الرب الكريم لقد هديتني بهداك وتفضلت علي بمعرفتك وشرفت

قلبي بحب رسولك ونبيك وأريتني مكائد الشيطان وحزبه وأنا أعلن معاداتي

للشيطان وحزبه بما ألقي به من حصيات.

إنه يرمي الحصاة ولسان حال النفس يقول: هكذا عاديتك أيها الشيطان الرجيم

وعاديت كل بعيد عن الله فمالك علي بعد اليوم من سبيل.

ذلك بعض ما ندركه من هذا النسك الذي علمنا إياه رسول الله (صلى الله عليه

وسلم ) في رمي الجمار وذلك مما نفهمه من قوله (صلى الله عليه وسلم) عند

الرمي إذ يقول: بسم الله الله أكبر رغماً للشيطان وحزبه ورضاء للرحمن وبهذا

الرمي يكون قد تخلص من أكبر عقبة تواجهه في حياته، وهي معاداة الشيطان

وذلك نتيجة المعرفة الرفيعة التي نالها في عرفات من الله تعالى والتي بها نال التقوى.

وهي رياضة روحية للمؤمن ، لذلك فإن الحاج بعد الحج يتذكر الرجم والحرب التي أعلنها على الشيطان ، ولذا تتوضح آثار الرجم بعد الحج في السلوك والمعاملات وفي الصمود للمغريات .

ألم ترى إلى الجندي وهو يتدرب على تمثال من ورق أو خرق ، يطعنه ويصرخ ، فلم يفعل هذا ؟

هل هذا سخف ؟ لا . . . لأنه تدريب ليوم اللقاء الحقيقي مع الأعداء .

ألم تسمع عن الجيوش ، إنها تقوم بمناورات بذخيرة غير حية ، فهل تهدر الوقت وتضيع تعب الجند وجهدهم عبثاً ؟

لا . . إنها تتدرب على هدف رمزي تحتله وهو من بلادها ، ويهتف الجند صيحة النصر . إن هذا رمز وتدريب للمعركة الحقيقية القادمة .

وكذلك الرجم : إنه لرمز كتمثال الجندي ، وكالبقعة التي احتلت وصرخ الجميع لاحتلالها صرخة النصر . .

فتمثل الشيطان الذي يصد عن سبيل الله في مكان الرجم ثم رجمه ،

معناه لا طاعة له بعد اليوم ، بل حرب معلنة بين الحاج وبينه حتى يلقى

الحاج ربه ، فكلما عرض له في أمر يريد غوايته تذكر الرجم و

الحرب المعلنة ، فلا يخضع له ولا يطيعه ، وتبقى طاعته لله وحده . . .


آمل ان تكون الفكره قد وصلت والصوره قد اتضحت ..

انتظر رداً ..
__________________