[محمد العاني]

الله أكبر

عبارةٌ طالما تتردد على مسامعنا كما تتردد على ألسنتنا من غير تفكير ولا تفكّر. عبارةٌ لو أدركنا معناها تركنا كل ما عداها. صرنا نستخدم هذه الكلمة للإكبار على شئ أو لأبداء التعجب أو غيرها مما يجعلها عبارةً خالية من الروح التي تتطلبها.

لماذا كانت هذه العبارة هي الأكثر ذكراً في النداء للصلاة؟؟
لماذا كانت هذه العبارة جزءاً أساسياً من التسبيحات و الأذكار؟؟

عندما يؤذن المؤذن للصلاة، يقول الله أكبر. لنفهم و نعي أنه مهما كان ما نفعله مهماً و مهما تعلّقت به حياة أناسٍ..علينا أن نفهم أنّ الله أكبر. فإذا كنت مشغولاً بالسعي للرزق لتطعم أطفالك فاعلم أن الله أكبر. و إن الذي يرزقك هو الذي يناديك..أفلا تُجِب نداءه و أنت تبحث عن الرزق؟؟
إذا كنت سائراً في الشارع ماضياً إلى ما شغلتك به الحياة من همومٍ..فاعلم أنّ الله أكبر..و إنك لو لجئت لمن صنعك و خلقك من عدم لما كانت عندك همومٌ أصلاً..فاذهب إليه و أجب نداءه.

إني أرى الإسلام مجتمعاً في "الله أكبر". فعندما تهمّ بعمل سيّئةٍ تذكّر أن الله أكبر..
عندما تريد أن تشتم أحداً لأنه تجاوز عليك و شتمك..تذكّر أن الله أكبر..
إذا ما اعتدى عليك أحدهم بكلمةٍ أو بفعلٍ..إذا أحسست أنك ظُلمت..فلمن تلجاً؟؟
أتلجأ إلى من يظلم؟؟ إلى الإنسان؟؟
أم تلجأ إلى من لا يظلم؟؟ إلى الأكبر؟؟ لماذا تلجاً لله؟؟
لأنك تعلم أن الله أكبر..

إذا زيّن لك الشيطان أمراً و سوّلت لك نفسك خطيئةً..و وقعت في الخطيئة..و تثاقلت عليك الخطايا حتى لم تعد تعلم لأي ذنبٍ تستغفر..
فاعلم أن الله أكبر..
إعلم أنك إذا ما استغفرته غفر..و اعلم أن الأمر لا ما تريد بل الأمر ما أمَر..

إعلم أن الله واسع الحلم..إنه يصبر عنك إذا ما أخطأت و ينتظر استغفارك و توبتك..هو ذاته الله الذي إذا دعوتَه ضجرت و سخطت لأنه لم يُجب لك دعائك بالتوّ و اللحظة..
فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت و ضاقت بك نفسك فاعلم أنّ الله أكبر..
إعلم أن الله ما خلقك ليُعذبك بل خلقك ليختبرك و يختبر صبرك..فإذا نجحت فلنفسك و لن تنفع الله شيئاً و إذا فشلت فعليها و لن تضر الله شيئاً..فالله أكبر من أن يُعذبك و أنتَ لم تُخطئ..

الله أكبر من كل ما نفعل..
فإذا كان ما تفعل مغايراً لأمر الله..فتذكر أنّ الله أكبر...





أخوكم
محمد العاني