14-05-2006, 06:03 AM
|
من كبار الكتّاب
|
|
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
|
|
ولكي نوضح نبل موقف الاسلام من الرق والسعي الى القضاء عليه ينبغي ان نشير الى بعض انواع الرق قبل الاسلام وكانت كثيرة جدا نذكر اهمها فيما يلي
اولا
اسير الحرب وكان يقتل احيانا ويسترق احيانا اخرى
ثانيا
رقيق الخطف والسبي
ثالثا
بعض من يرتكبون الجرائم الخطيرة من سرقة او قتل كان يحكم عليهم بالرق لمصلحة الدولة او لمصلحة المعتدى عليه واسرته
رابعا
المدين الذي كان يعجز عن سداد دينه كان يحكم عليه بالعبودية لصالح الدائن
خامسا
الاباء الفقراء الذين كانوا يبيعون ابناءهم فيصبحون ارقاء
سادسا بعض الاشخاص الذين كانوا يتنازلون عن حريتهم من تلقاء انفسهم
نظير اجر معين كالطعام او الحماية او سد الدين
سابعا
ابناء الاماء كان الواحد منهم يولد عبدا ان كان ذكرا وجارية ان كانت انثى ولو كان الاب من الاحرار او السادة فلما جاء الاسلام قضى على هذه الانواع من الرق قضاء مبرما وابقى على نوعين منهما فقط هما اسرى الحرب وابناء الاماء
وحتى هذين النوعين هذبهما الاسلام فليس كل اسير حرب يعتبر رقيقا
فمثلا الاسير في حرب بين طائفتين من المسلمين لايعتبر رقيقا وكذلك الاسير في حرب غير شرعية لايجيزها الاسلام لايكون رقيقا
والحرب الشرعية التي يكون اسيرها رقيقا لها شروط كثيرة
منها ان معلن الحرب يجب ان يكون الخليفة نفسه ومنها ان تكون حربا دفاعية او تكون دفعا للكيد وردا على نكث العهد او ان تكون متعلقة بسلامة الدولة كاخماد الفتن والقضاء على الخارجين
فاذا لم تنطبق كل الشروط سالفة الذكر على الحرب فان اسيرها لايسترق
ولم يقف الامر بحكمة الاسلام في رقيق الحرب عند هذا الحد الذي يعتبر عادلا بل ان الاسلام لايجعل الرق نتيجة حتمية للاسر
فللخليفة او الامام ان يطلق سراح الاسرى دون مقابل او مقابل فدية او جزية او عمل يؤدونه
وهكذا يكون الاسلام بحكمته وسماحته قد قضى على احد النوعين من الرق اللذين ابقى عليهما
يتبقى لون اخير من الرق وهو رق ابناء الاماء
وهذا النوع قد هذبه الاسلام فبعد ان كان ابن الامة يولد رقيقا مهما كان ابوه حرر الاسلام ابناء الاماء من سادتهم ومادامت الامة قد اصبحت اما لولد حر فان ذلك يحس وضعها
ويقر بها شيئا فشيئا
الى الحرية
الى هذا الحد يكون الاسلام قد قضى في حكمة بالغة على جميع انواع الرق الا رق الوراثة فقد هذبه او اقره في صورة
تؤدي هي نفسها الى القضاء عليه بالتدريج دون ان يحدث لك اي اثر في نظام
المجتمع بل دون ان يشعر احد بتغيير في مجرى الحياة
اليس من العدل بعد ذلك ان يكون الاسلام محرر العبيد????????
ان من يستعرض القران الكريم وهو كتاب الله واياته مهما كان من يحاولون ان يفتشوا عن سوءات للاسلام لايستطيع
ان يجد اية واحدة تحض على الرق كتلك الايات التي مر ذكرها من الشرائع
المتعددة من سماوية ووضعية هذا فضلا عن موقف الاسلام من الرق بصفة عامة
فاما الذين قضت ظروفهم ان يظلوا في الرق بعض الوقت حتى ترد اليهم حريتهم
نتيجة لسياسة الاسلام التي مر ذكرها ازاء تحررهم بالتدريج فهؤلاء لهم حقوق يفرضها الدين فرضا ولاسبيل الى انكارها او التهاون فيها
فمن حق الرقيق الا يجرحه سيده بالحديث عنه بصفة العبد او الامة بل ينبغي على مالك الرقبة ان يقول فتاي فتي وان يعاملهم كما يعامل ابناءه
وكان رسول الاسلا عليه الصلاة والسلام يحض على حسن معاملة الارقاء
فيقول
((لقد اوصاني حبيبي جبريل بالرفق بالرقيق حتى ظننت ان الناس لاتستعبد ولاتستخدم))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق جبريل عليه السلام
فان شريعة الاسلام على مامر ذكره تحرر العبيد
وتحول دون استعباد الناس ودون استخدامهم وقد قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قولته المشهورة
((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا????,,))
يتبع
|