عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 20-03-2001, 08:48 AM
أبو حمزة الخليلي أبو حمزة الخليلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 117
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى التميري، أردت التنبيه على الأمور التالية:

أولا: قولك "ولو حصل انه –أي ابن تيمية- قال بذلك –أي قدم العالم- فهو بين الاجر والاجرين" باطل، لأن هذه القاعدة ليس هذا محلها، و تعميمها على هذا النحو فتح لأبواب الكفر و هدم للدين، كأنك تقول لأدعياء العلم: اجتهدوا في فهم النصوص كما شئتم فإنه لا حرج عليكم فأنتم بين الأجر و الأجرين، و إذا كانت هذه المسألة اجتهادية كما تزعم فكيف يسوغ الإنكار بعد ذلك، إذ من المقرر أنه لا ينكر المختلف فيه و لكن ينكر المتفق عليه، وعليه فكيف يسوغ الإنكار على من نفى القدر باجتهاد منه، و على من قال بالجبر باجتهاد منه، و على من أرجأ العذاب باجتهاد منه، وعلى من شبه الله باجتهاد منه، و على من نفى صفات الله باجتهاد منه، وعلى من قال بالتأثير الحقيقي للأجرام السماوية باجتهاد منه، و على من اعتقد التأثير الحقيقي للأولياء باجتهاد منه وهكذا. إذن ليس كل اجتهاد يدفع عن صاحبه التكفير أو التضليل كما بيناه بالتفصيل في غير هذا الموضع. و القاعدة التي تطبق في هذا الموضع هي قول العلماء: رد النصوص كفر، و معلوم أن القول بأزلية العالم كفر ، لأنه رد لقوله تعالى:"خالق كل شيء"، سواء في ذلك من قال بأزلية نوع العالم أو أفراده.

ثانيا: قولك:" بمعنى:اننا لانعلم بداية جنس المخلوقات،لاننا اذا قلنا بتحديد بدايتها كان الله معطلا عن الخلق قبلها". أظهر ما تعتقده من أزلية نوع العالم، و هذا عين اعتقاد ابن تيمية، و قولك"لا نعلم" محاولة لإخفاء شناعة هذا المعتقد، و الذي يناسب ما بعدها هو كلمة "لا نثبت" و ليس "لا نعلم". فأنت يا تميري سقطت في براثن التقليد الأعمى، فإن ابن تيمية ما كان يقول بأزلية الأفراد لذلك تراه في بعض مصنفاته يصرح بحدوث ما سوى الله، و لكنه كان يقول بأزلية نوع الأفراد أي كان يقول بحوادث لا أول لها، أي في زعمه كل حادث قبله حادث و هكذا إلى ما لا أول، و الذي أداه لذلك اجتهاده في فهم صفات الأفعال، فأوقعه اجتهاده هذا في الكفر و العياذ بالله لأنه رد نصا صريحا في حدوث كل ما سوى الله، و لو أنه تبع طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري في الاستدلال لما انتهى إلى رد النص و مخالفة صريح المعقول، و لكن حب الظهور قصم الظهور. و لما كان ابن تيمية يرى أن القول بحوادث لا أول لها يوافق العقل، فقد بنى على ذلك الكثير من النتائج التي هي في الحقيقة كومة من الأوهام بناها على مقدمة فاسدة، منها قوله بالقدم النوعي للعالم، و منها قوله بأن كلام الله قديم الجنس حادث الأفراد. و كل ذلك كفر لا نشك في كفر قائله، و الذي يدعي أنه اجتهاد يعذر صاحبه و مع ذلك يرد عليه كما حصل من بعض المتأخرين فهو غاية في التناقض، فيا هلاك أولئك الذين ثبت لهم كفر ابن تيمية ثم بعد ذلك يقولون هو عالم من علماء المسلمين، فيقبل نتاج هذا التهاون الشباب المبتدئون على مطالعة كتب الفيلسوف ابن تيمية فيعتقدون فضائح لا يبوء بها عاقل، فكيف يقول ذلك من أراد النصح للمسلمين و الرأفة بأبنائهم!
و بيان بطلان القول بحوادث لا أول لها مبسوط في كتب الكلام.
و بعد، فها قد اعترفت يا تميري أن ابن تيمية كان يقول بالقدم النوعي للعالم معتقدا أن خلاف ذلك يؤدي إلى نفي صفة الخلق عن الله، فعن أي شئ تدافع إذن و قد جعلت ابن تيمية مظلوما و أننا نسبنا إليه القول بأزلية ما سوى الله! ها أنت نفسك تعترف ففيم المماحكة!
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على الإيمان.