عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 02-07-2000, 08:20 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

أستاذتي
بل اعجبني جدا كلام الدكتور العشماوي، وأردت أن أقول إن الشيطان بيأبى أن يكون
بمستوى الموصوف دناءةً، وذلك نظير التشبيه المقلوب، كقولهم ( البحر كحاتم في كرمه)
وأخي عبد الله قال ما أعنيه تماما، وإليك ما يلي: (وبعدها ستتضح الصورة)

قال مجدي
كنت مرة في لبنان زائرا ً, فدخلت مطعما ً لأشتري شيئا ً ءاكله, فلمحت طفلا ً لم يجاوز العشر سنين في غاية من البؤس والجوع ينظر إليّ والدمعة في عينه, فسألته ما لك تبكي؟ فقال بي جوع شديد فأنا لا أب لي وأمي تعجز عن إطعامنا وصار يبكي, فقلت له هذا الطعام خذ ما شئت منه!!! فأخذ فقط ما يسد جوعه ولم يزد, فقلت سبحان الله شديد الفقر ذو عزة نفس عالية, وأثـّر فيّ كثيرا ً هذا الطفل وحبست دمعتي وجادت قريحتي بهذه الأبيات:
بئس الزمان ُ زمان المال ِ والذهب ِ ... بئس الزمان زمان العهر والكـَلـَبِ
بئس الزمان زمان لا حياة به... إلا ّ لذي العز ِ والأملاك والرُتب ِ
إن الذي بـِيدي ورق ٌ تـُلوِّنه ُ ... ءالات ٌ اتـّسخت بالجور والكذب ِ
هذا الدولار ُ وهذا الباوند سيدكم؟ ... هل هان عِرضكم ُ يا أمة العرَب ِ ؟
ابن ُ الفقيرة ِ " بهد َلـَه " تعطـّشـُهُ ... لجرعة ٍ من عصيرك, شارب َ العنب ِ
يا ليته " السم الهاري " على بطنك ْ ... يا ليت آخرهُ ملآن بالكـُرَب ِ
كم أسعدتني بسمة ٌ مِن فاقد ٍ ... لحنانِ أم ٍ أو يتيم ِ بلا أب ِ
ما ذنبه ؟ ماذا جنى من بؤسِه ِ ؟ ... إلا سعادتكم يا باعة َ الأدب ِ
هل ينقص العز ُ إن أعطيتـَه ألفا ً ؟ ... يا من لِعاهرة ٍ تحبو على الرُكب ِ
من أجل شـُقرتها تنسى براءتهم... تفنى اللذاذة يا ماش ٍ كذي الذنـَب ِ
واحذر!! فمالـُك َ لا يعطيك مغفرة ً ... إن جاءكم يوما ً جبريل ُ بالغضب ِ

فقلت
إخشع لربك يا مجدي من الرَّهَبِ --- تشكوكَ للهِ ذاتُ الـنّابِ والذّنبِ
أنّى تشبَّه أعداء الإلهِ بـهــا ---- ما هكذا الظلم يا صنّاجةَ العَرَبِ
فليس تحرس إخوان القرود ولا --- قد وُكِّلت بفسادِ الحكمِ والسّلَبِ
ولم تبعْ كَرْمِلاً أو ثورةً عمِلتْ ---- على التخلص من سبْعٍ ومن نقبِ
كلا ولا زعمت بالمصطفى نسباً --- في موت رابينَ عيناها كما اللهبِ
وليس تعقد للتطبيع مؤتَمَراً --- - إذْ لا يروقُ لـخَنّوصٍ ولا جَأَبِ
ولا هي اتخذت فتوى تحلُّ بها --- هدم الخلافة (يا تبّتْ… أبي لهــبِ)
ولا تحاصرُ إخواناً لها أبداً ---- - ولا اتِّخامَ لها والأهلُ في سـغَبِ
ولا جيوشَ لها تحمي (اليـ…) بها --- فِعْلَ الأُلى من بني حمّالةِ الحطبِ
ولا على على أنفاس خلق الله قد كتمت منعا لهمسٍ لهم مودٍ إلى الشَّغبِ
تهزُّ أذيالها من ذاتِ أنفسها --- بلا تعاليمَ تأتيـها كما (………)
يعوي على فطرة الأشياء واحدها --- فلا إذاعة أو تلفاز للخطبِ
لا تستحل الربا من أجل ما ملكت --- من الجلابيب أو من طائل الزغبِ
ولا سجون لديها تستضيف بها ---- من وحد الله عدوانا بلا سبب
ولا تطوفُ جماعاتٍ على صنمٍ --- ولا تنوءُ من الألقابِ والرُّتَبِ
وما لديها سجلاتٌ تزيّفهـا ---- ولا تصوِّتُ إن شاقت إلى اللعِبِ
ولم تغنِّ لمن أعراضَها هتكوا ---- ولم تقل لحمار الوحش أنت نبي
ولا تهزُّ لكوهينٍ أتى ذنبـا ---- بالسر من تحت أثوابٍ لها (وعبي)
إن تختطفْ لقمةً تسددْ بها رمقاً --- ولا رصيدَ لها في أَبْنُكِ الـغَرَبِ
ولا تراها على تشطيرنا حرصت --- كمـا الذين بها شبّهتهم فَـتُبِ

أخي جمال: لديك قصيدة مجففة تماما ( للسيد- ص) فإن شئت أن تنشرها
كاملة فافعلْ، تلك التي مطلعها
لكل شيء إذا ماتم نقصانُ
.................وكل عزّ بغير الله خسرانُ

الرد مع إقتباس