عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-01-2005, 12:39 PM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

حاكم المطيري: هذا الخطاب نسميه خطاب إسلامي مجازا لأنه تم توظيف العلماء والفقهاء من علماء السلطة في إضفاء الشرعية على هذا الخطاب الذي ولِد وترعرع في أحضان الاستعمار البريطاني في المنطقة وجاء كتاب علي عبد الرازق ليعبر عن مضامين هذا الخطاب ونسف موضوع الخلافة التي ترمز إلى وحدة الأمة الإسلامية ككل، نسف موضوع القضاء الشرعي الإسلامي ليتم إقصاء الشريعة الإسلامية ونسف موضوع الجهاد ليؤكد أن الإسلام دين سلام وهذا ما كان يريده الإنجليز في العالم العربي آنذاك وبعد ما تم تقسيم إسقاط الخلافة وتقسيم العالم العربي إلى دويلات طوائف جاء خطاب ديني يرسّخ هذا الواقع ويضفي عليه الشرعية وكأن هذا مما يقره الإسلام.

أحمد منصور: الآن النقطة المهمة الآن هي اغتصاب السلطة ومصادرة حق الشعب في اختيار حاكمه وهذه سقطت منذ العام 73 هجريا، كيف كان اختيار الحاكم في ظل نظام الخلفاء الراشدين؟ أنت تحدثت عن اختيار أبو بكر في السقيفة..

أحمد منصور: ولكن كيف تم اختيار من بعده؟ وكيف كان حق الأمة أو السلطة في اختيار حاكمها؟

حاكم المطيري: نعم، نجد أنه عندما حضرت أبا بكر الوفاة جاءه الصحابة وقالوا اختر لنا، فأبى، فلما أصروا عليه وأكثروا عليه جمع جماعة منهم واستشارهم ثم قالوا أترضون بمن اختاره لكم؟ قالوا نعم، بعد ذلك عهد بالأمر إلى عمر، العهد هنا بمعنى الترشيح ولهذا نص شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا وقال ولو فُرض أن الصحابة لم يبايعوا عمر بعد وفاة أبي بكر لما أصبح خليفة بمجرد العهد فالعهد عبارة عن ترشيح إن شاء الصحابة أن يأخذوا به اخذوا به وإلا فالأمر لهم، ثم بعد ذلك أيضا جاء عمر وترك الأمر شورى بين ستة بعدما أصر عليه الصحابة، قالوا اختر لنا فقال لا.. توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ترك هذا الأمر ثم بعد الإصرار قال إن شئتم أو إن أبيتم ففي الستة الذين توفي عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضي فتم بعد ذلك اختيار الخليفة عثمان بعدما تنافس هو وعلي وتم حسم هذا الموضوع من خلال الاستفتاء العام.

أحمد منصور: هذا الأسلوب في الاختيار هل ينسف قضية أنظمة الحكم الوراثية من جذورها؟

حاكم المطيري: بلا شك هذا من الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه "وإياكم ومحدثات الأمور عليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين" ولهذا قال عمر في خطبة على الصحابة وهو بمحضر الصحابة جميعا قال لا خلافة إلا بالشورى مَن بايع رجلا دون شورى المسلمين فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه، إلى حد القتل.

أحمد منصور: الآن فيه مجالس شورى بتكون وبيتم من خلالها إضفاء الشرعية على تلك الأنظمة.

حاكم المطيري: لا الشورى أصبح لها معنى آخر في الخطاب المؤول، الشورى في الخطاب المنزل بمعنى حق الأمة في اختيار الإمام لكن بعدما اغتصبت السلطة أصبح معنى الشورى مشاورة الإمام للأمة.

أحمد منصور: في ظل هذا الخطاب السياسي الإسلامي المُنزل والذي انتهى من قديم ولم يعد مرة أخرى والذي يعتبر هو الصورة الحقيقية للإسلام وللخطاب السياسي الإسلامي، هل يوجد ما يسمى بالمعارضة أو بالتعددية السياسية مثلا في ظل هذا النظام أم أن الولاء مطلق للحاكم طالما أنه تم اختياره من قبل الأمة؟

حاكم المطيري: نحن قلنا بأن الخطاب المُنزل هو الخطاب الإسلامي الذي يجب على الأمة أن تعود إليه لقول النبي "عليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء" سُنن الخلفاء في باب الإمامة الخلفاء لم يشرعوا في العبادات، لم يشرعوا في العقائد لم يشرعوا إلا في باب سياسة الأمة.


أشكال معارضة الأمة للحاكم

"
المعارضة تجلت في أوضح صورها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياة الصحابة
"
حاكم المطيري: فيجب أن تعود الأمة إلى الأصول التي أجمع الصحابة عليها ومن قضية حق الأمة في اختيار السلطة، أما موضوع المعارضة فقد تجلت المعارضة في أوضح صورها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياة الصحابة.

حاكم المطيري: نجد أنه يأتي رأس المنافقين في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول ويخطط لإخراج النبي من المدينة وينزل في هذا القرآن يقول{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} صدق الله العظيم، يقصد نفسه يريد إخراج النبي، فلما بلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال لا، قيل له ألا نقتله يا رسول الله قال لا، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه بل نحسن صحبته، رأس المعارضة كما يقولون وفي أحد رجع بثلث الجيش ولم يقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتعرض له النبي صلى الله عليه وسلم وجاء يهودي إلى النبي وهو بمحضر الصحابة فقال له يا أنتم.. إنكم يا بني عبد المطلب قوما مطل أي لا تؤدون الحقوق لأصحابها، فأراد عمر أن يضربه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا يا عمر لقد كنا إلا غير هذا أحوج، إن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء".

حاكم المطيري: حرية الكلمة وقال "دعوه فإن لصحاب الحق مقاله" صاحب الحق له أن يتكلم وأن ينتقد وأن يمارس حقه في إبداء رأيه ونقد السلطة.

أحمد منصور: كيف كانت الصورة في عهد الصحابة في عهد الخلفاء؟

حاكم المطيري: نجد أن أهل العراق في عهد عمر جاؤوا يشتكون من سعد بن أبي وقاص وكان هو أمير العراق وخال النبي ومن العشرة المبشرين بالجنة وبطل القادسية، قال حتى اشتكوا في صلاته قالوا لا يحسن أن يصلي فعزله عمر..

أحمد منصور: استجابة لطلبهم رغم كل هذه الصفات التي تذكرها.

حاكم المطيري: لم؟ لأن عمر نفسه وكيل عنهم ممثل لهم، فقال هان شيء أن أبدل لهم أميرا مكان أمير فعزله وعندما حصلت الوفاة قال إني لم أعزله من عجز ولا خيانة، سعد في نظر عمر لم يكن عاجزا ولا خائنا، لم عزله إذاً؟ التفسير الوحيد هو نزولا عند رغبة أهل العراق ونأتي إلى عهد عثمان وتتجلى صورة المعارضة بصورة أوضح فأصبحت معارضة سياسية جماعية منظمة، يأتي وفد من مصر بقياداته ويأتي وفد من العراق بقياداته ويحاصر المدينة ولا يجد الخليفة بدا من أن يجلس معهم ومن أن يحاورهم ويوقع وثيقة معهم تنص على..

أحمد منصور: كيف.. ما هي أهم مطالب هذه المعارضة هل كانت مطالبها موحدة بين المعارضة التي جاءت من مصر والتي جاءت من العراق؟

حاكم المطيري: نعم، يريدون عزل الأمراء في الأقاليم يريدون..

أحمد منصور: الذين عينهم الخليفة؟

حاكم المطيري: الذين عينهم الخليفة يريدون..

أحمد منصور: يعني معارضة لسياسات الخليفة وله شخصيا.

حاكم المطيري: معارضة سياسية.

أحمد منصور: ولولاته.. ولأمرائه.

حاكم المطيري: معارضة سياسية يريدون عزل الأمراء، اختيار الأكفاء من القياديين، تقسيم ألفي بالعدل، رد المنفي لأن أمراء الأقاليم نفوا بعض الزعماء، رد المنفي..

أحمد منصور: الذين كانوا يعارضون سياستهم.

حاكم المطيري: الذين كانوا يعارضون سياستهم وإعطاء المحروم من ألفي لأنهم كانوا يمارسون نوع من الحرمان على من يعارضوا سياستهم في الأقاليم فنص على هذا في الوثيقة وجاء علي وكتب الوثيقة بحضور جماعة من الصحابة فقام الخليفة بعد ذلك ماذا قال؟ قال "ما رأيت وافدا خير من هؤلاء إن قالوا إلا حقا وإن طلبوا إلا حقا".

أحمد منصور: المعارضة هنا تحولت من مجرد معارضة فردية إن واحد بيبدي رأيه أو امرأة تقوم إلى عمر تقول له أخطأت في كذا يا عمر إلى معارضة جماعية منظمة.

أحمد منصور: يعني وفد جاي بمعارضة معنى ذلك أن الإسلام أو النظام السياسي الإسلامي..

أحمد منصور: يسمح بقيام معارضة سياسية منظمة في داخل إطار هذا النظام؟

حاكم المطيري: بلا شك، بل أشد من هذا نجد أن المعارضة في عهد علي تطورت إلى معارضة فكرية سياسية مسلحة، الخوارج.

حاكم المطيري: إذا كانت المعارضة في عهد معاوية معارضة سياسية ففي عهد علي معارضة فكرية..

أحمد منصور: تقصد في عهد عثمان ليس معاوية.

حاكم المطيري: في عهد عثمان، أصبحت في عهد علي معارضة فكرية، فخرجت طائفة تحمل أفكار في غاية التطرف كفّروا علي، كفّروا الصحابة جميعا، كفّروا المجتمع الإسلامي كله، فلما سُأل عنهم علي أكفار هم؟ قال من الكفر فروا، أمنافقون هم؟ قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، ثم قال وحدد هنا، من أرقى ما توصل له الفكر الإنساني بل لم تصل إليه النظم الحديثة قال لهم علينا ثلاثة أن لا نبدأهم بقتال، حق الحياة وأن لا نمنعهم مساجد الله أن يذكروا فيها اسمه، الحرية الدينية وأن لا نحرمهم من الفيء مادامت أيديهم مع أيدينا.


أحمد منصور: يا سلام.

حاكم المطيري: الحقوق المادية، على أن لا يسفكوا دما حراما ولا يقطعوا سبيل ولا يظلموا ذميا فاشترط لهم وعليهم وحدد العلاقة بينه وبينهم ولم يتعرض لهم إلا بعدما صاب..

أحمد منصور: يعني دون تعقيدات ضخمة جدا ولا دساتير كبيرة ولا كذا في عبارات وفي جمل بسيطة كانت مفاهيم الإسلام السياسية الفكرية تحل كثير من العلاقات والمشاكل الشائكة.

حاكم المطيري: لأن الخطاب القرآني لمن تدبره كما قال تعال {الّـر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ} ولهذا لاحظ الله يقول {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، الدين هنا بمعنى الطاعة.

أحمد منصور: هنا حرية الاعتقاد؟

حاكم المطيري: لا الدين بهذه الآية بمفهومها الشامل يعني الاعتقاد والطاعة..


حاكم المطيري: ولهذا.. هذا قياس جليل، علي رأى بأن الإسلام يقر وجود أهل الكتاب ووجود المجوس وجود غير المسلمين في الدولة ويتسع إلى هذا الحد كيف لا يتسع؟

أحمد منصور: الشرط ده خطير جدا إنه يشترط على الخوارج أن لا يظلموا ذميا في مقابل أن يكف عن قتالهم أو يكونوا في ظل نظام الدولة الإسلامية..

أحمد منصور: كمعارضة مسموح بوجودهم؟

حاكم المطيري: معارضة فكرية سياسية أيضا.

أحمد منصور: يعني لم ينس في زحمة هذا الصراع حق أهل الذمة في ظل الدولة الإسلامية؟

حاكم المطيري: بلا شك لهم ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أقصد بأنه إذا كان الإسلام يقر التعددية الدينية فمن باب أولى أن يقر التعددية الطائفية أو المذهبية..

حاكم المطيري: في داخله فإذا كنا نسمح لغير المسلمين أن يمارسوا عقائدهم..

أحمد منصور: يعني هؤلاء العلماء الآن الذين يصورون كل من يخرج حتى على هؤلاء الحكام القائمين الآن في ظل الخطاب الشرعي المُبدل، أن يصفوهم بأنهم خارجين على الإمام والملة ويجوز قتالهم لمجرد أنهم يبدون رأيا معارضا أو سجنهم أو اعتقالهم كل هذا شيء من يعني التدمير لمبادئ الإسلام الأساسية؟

حاكم المطيري: ولهذا نص شيخ الإسلام على هذا الخلط من الفقهاء..

أحمد منصور: ابن تيمية تقصد؟

حاكم المطيري: نعم شيخ الإسلام ابن تيمية نص وقال بأن الفقهاء خلطوا بين المعارضة وبين البغاة وبين الخوارج وقصدوا نص على هذا قصدوا مشايعة أهواء الملوك، هو نفسه أدرك السر وراء هذا الطرح الخطير..

أحمد منصور: قبل أن آتي للمسؤولية الكبيرة اللي تحملها العلماء، أتفضل تحب أن تضيف شيء؟

حاكم المطيري: أينعم، عمر بن عبد العزيز عندما سُئل عن الخوارج وكذلك علي قبله قال إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم وإلا فدعوهم فإن لهم مقالا، أي إذا خرجوا على إمام جائر وظالم والفقهاء نصوا على هذا قالوا بأنه لا يقاتلون حتى ينظر في أمرهم ما الذي يريدون ما إن كانت لهم مظلمة وجب على الإمام أن يزلها. وجب على الإمام أن يزيل هذه المظلمة.

أحمد منصور: طيب الآن أشكال المعارضة تحدثت عنها، معارضة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم سمح بها حتى من المنافقين حتى حينما خذلوه ورجعوا بالجيش، معارضة في عهد الصحابة تمثلت في معارضة فردية مثلا أو معارضة لمجموعة على حاكم رغم أنه كان من الصحابة من العشرة المبشرين بالجنة، خال الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك عزله لأن الناس لا تريده.

التعددية في الإسلام
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .


ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969