عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-07-2005, 02:15 PM
عنتر الهوني عنتر الهوني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: libya
المشاركات: 123
إفتراضي النظرة بوابة المعاصي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله




النظرة هي رائدة الشهوة ورسولها , وحفظها أصل حفظ الفرج , فمن أطلق

بصره أورد نفسه موارد المهلكات . وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في

الحديث الحسن الذي رواه أحمد وابو داوود والحاكم والترمذي (( [

color=003300]لا تتبع النظرة النظرة , فإنما لك الاولى , وليست لك الاخرى[/

color] )) , وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم

وأحمد (( [color=003300]إياكم والجلوس على الطرقات . قالوا يارسول الله

مجالسنا , مالنا بد منها . قال : إن كنتم لابد فاعلين , فأعطوا الطريق

حقه . قالوا : وماحقه ؟ قال غض البصر , وكف الأذى , ورد السلام[/

color] )) .

والنظرة أصل عامة الحوادث التى تصيب الانسان , فالنظرة تولد خطرة ثم

تولد الخطرة فكرة , ثم تولد الفكرة شهوة , ثم تولد الشهوة إرادة , ثم

تقوى فتصير عزيمة جازمة , فيقع الفعل ولابد , مالم يمنع منه مانع ,

وفي هذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم مابعده ,

وقال الشاعر :

كل الحـوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظـرة بلغت من قلب صاحبها كمبلغ الســهم بـين القوس والوتــر
والعـبد مـادام ذا طـرف يـقلّـبه في أعين الغيد موقوف على الخطر
يســر مقلــته ماضر مهجــته لامــرحباً بســرور عــاد بالضــرر


ومن آفات النظر أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات , فيرى العبد ماليس

قادراً عليه ولا صابراً عنه , وهذا من أعظم العذاب أن ترى مالا صبر لك عن

بعضه ولاقدرة على بعضه .

ومن العجب أن لحظة الناظر سهم لايصل الى المنظور إليه حتى يتبوأ مكاناً

من قلب الناظر , ولي من قصيدة :

يــارامياً بسـهام اللـحـظ مجـتهداً أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
ياباعث الطرف يرتاد الشفاء له إحبس رسولك لا يأتيك بالعطب

وقد قيل : إن حبس النظرات أيسر من دواء الحسرات



من كتاب الجواب الكافي لأبن قيم الجوزية ص \ 196- 197- 198