عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 01-02-2002, 02:42 PM
مشهور مشهور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 65
إفتراضي

معذرة يا أخت سلوى لأنني حسّنت الظنّ بك واعتقدت أنك ممن يأخذون بالكتاب والسنة...
وكون النهي عن البدع وعن محدثات الأمور من الإسلام لا يختلف فيه صاحبا فهم، ولكن هل معنى ذلك أن كل ما لم يكن في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فهو بدعة ضلالة؟؟؟
حاشا أن يكون ذلك ما عناه الأئمة...
المقصود بمحدثات الأمور والبدع المنهي عنها هو ما كان منها مخالفًا لشرع الله وما لم يكن مخالفًا فليس منهيًا عنه وهذا أمر بديهي جدًا يعرفه الأطفال..
وهذا ما يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود
المعنى واضح وهو أن كل محدثة ليست من الإسلام أي لا تتوافق مع أحكام الإسلام فهي مردودة كبدعة المعتزلة والروافض والخوارج والمشبهة والمجسمة... فهؤلاء أحدثوا في الدين ما ليس منه... فمحدثاتهم تدعى بدعًا وهي ضلال في النار...

وهذا موافق لما نقلته عن الشيخ عبد الخالق:" فكل من
خالفوا كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخرجوا عن إجماع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، واتبعوا أهواءهم، وجعلوا هذه الأهواء أقوالاً واعتقاداً، وتحزبوا حولها وافترقوا بها عن سائر الأمة ممن بقي متمسكاً بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأهواء لا شك أنها نشأت جميعاً بعد قرن الصحابة فلم يكن من الصحابة أحد -بحمد الله- داعياً إلى بدعة، ولا صاحب هوى ولا صاحب طريقة مخالفة للكتاب والسنة، وإنما نشأت البدع فيمن بعدهم "

وليس الأمر أن كل ما لم يكن في ايام الرسول فهو بدعة ضلالة وإلا لكنت تحكمين على العمل بالدعوة على الإنترنت بأنه بدعة ضلالة... فهل فعله الرسول صلى الله عليه وسلّم؟؟؟ كلا
وهل هو محدثة ؟؟؟ نعم
فإذا لم يكن موافقًا للدين فهو مردود... هل هو موافق للدين؟؟؟ نعم
إذًا هذه محدثة حسنة أو بدعة حسنة وليست بدعة ضلالة والأمثلة على ذلك كثيرة وإنما ذكرت الإنترنت لأنه مثال حيّ وحجة عليك لأنك تستعملينه...

ومن هنا نرجع إلى قوله صلى الله عليه وسلّم: "من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم...

وقد كانت إجابتك على هذا الحديث من كلام ابن باز الذي قال:
" ومعنى " سن في الإسلام " يعني : أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس ، فيدعو إليها ويظهرها ويبينها ، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين "

وأنا أقول: هذا التفسير خاطئ جدًا وأنا أدعوكم للتحقق منه جيدًا...
فلو حملنا قوله "من سنّ في الإسلام" على معنى "أحيا في الإسلام" -كما نقلتِ عن ابن باز- نسبنا إلى الإسلام ما هو سيئ... فلو قلنا هو بمعنى أحيا في الإسلام صار الحديث "ومن أحيا في الإسلام سنة سيئة"
أرأيت كيف لا يصحّ حمل الحديث على هذا المعنى؟؟؟

فالمراد إذًا هو عموم اللفظ بأن من سنّ (أحدث أو أحيا) سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده...

والخلاصة أن المحدثات ضربان
محدثة حسنة ومحدثة سيئة.

وأعتقد الآن أن صاحب الفهم قد اقتنع بكلامي لأنه مؤيد بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم
__________________
لا تقل أصلـي وفصلـي أبـدًا
*********** إنما أصل الفتى ما قد حصل