عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 13-06-2003, 10:36 PM
ثمرة الثامر ثمرة الثامر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 32
إفتراضي

لم اطلع على كل الردود وإنما من صلب الموضوع أقول أن كل مواطن صالح لا يعتبر الأصولية المتطرفة – أم المعارك- على رأي المواطن صدام حسين .. لا يعتبر مواطناً يهتم بقضايا أمته وشعبه .. وإن أنشغل بغير ذلك فهو يغني أو يغرد خارج السرب ..
لا نبتعد كثيراً فالكل يعلم وحشية الحرب التي شنها الأصوليين باسم الدين-والدين براء منهم- في كل من الجزائر والسودان واليمن والصومال ومصر.. والكل كذلك يعلم الإسفين الذي دقه المتزمتون في مفهوم الوحدة الوطنية وزراعتهم للفتنة والبلبلة..
التطرف الديني ما هو إلا ( إرهاب فكري ) أي اغتصاب العقول – ومن يقوم بذلك هم الجماعات الدينية المتطرفة ، فهي بعد ان تجعل من معتنقيها عقولا واحدة (نظرية القطيع) تبدأ في محاولة اغتصاب عقول بقية المجتمع , ان هؤلاء يا سادة اخطر على المجتمعات من الأعداء في الخارج ، إنهم يتسللون بمهارة الى عقول الناشئة مستغلين عواطفهم النقية ليبثوا سمومهم وأفكارهم الهدامة .. شعارهم" أن لم تكن معي فأنت ضدي" .
ويتمثل نوعا من التطرف الديني والفكري بما يمارسه البعض في حياتنا اليومية باسم الدين بينما هم يفتقدون المقومات التي تؤهلهم لممارسة هذا الدور العظيم فهم ذوى عقول خاوية ، وأفكار متحجرة تحاول فرض المعتقدات كما يرونها هم وماعدا ذلك فهو باطل ومن ليس معهم قلبا وقالبا فهو من الفئة الضالة ، فقد عطلوا عقولهم عن التفكير والتدبر خلافاً لماأوصى به الدين .. فالدين عندهم أصبح مظهرا وحجرا علي الرأي والفكر الآخر ، يحكمون على الناس بدون وجه حق .. يقرر بعضهم من في النار و من في الجنة ! وكأن الله لم ينزل القرآن الكريم من سبع سموات ، ولم يرسل الرسل إلا لاستعباد الناس ..
لا يا قوم لم يأت القران إلا ليحرر الأرواح لتحلق في ملكوت السموات والارض ، وليس لإلغاء ملكة التفكير عند الكثير ، فتجد منهم من يتصل على التلفزيون يسأل .. يا شيخ هل ذهاب النساء الى الكوافيرة حرام ؟؟؟
وعندما يسأل أحدهم في جريدة ما حكم شرب البيبسى ؟
وعندما تعقد الجلسات والندوات من مئات البشر رجال ونساء للتحدث عن تحريم النمص ، أو عقوبة الخلوة مع السائق ، او تحريم السفر !!! أو إصدار كتاب فتوى عن حكم لبس الفستان الذي به سحاب يضيق الفستان ،،! ومن تلبس العباءة علي الكتف فهي فاسقة ، والتي تكشف وجهها كافرة .. حتى إن أحدهم يرى أن المرأة فاسقة إذا زارت صديقاتها أو تصفحت الإنترنت .. وبعضهم يرى عدم قبول شهادة حليق اللحية !! بل وصل الأمر عند البعض أنه خارج عن المله ، وغيرها الكثير من هوامش الأمور .

لو أتينا للحركات الدينية المتطرفة في السعودية فقد بدأت بالانتشار كـ ظاهرة قبل ما يقرب من أكثر من 20 سنة..فقد استغلوا المذهب الوحيد المعترف به عندهم للتسلق والوصول إلى الهرم الديني / السياسي ، وهم الآن يمثلون جماعات ضغط ليس عن طريق رموزهم التي اندثرت وإنما عن طريق جماعات اللوبي " طلبة العلم " . وهذا ما يفسر لنا حقيقة إرهابهم وعلى ماذا يستند .
أما التطرف او الإرهاب الفكري فبدأ بعد حرب جهيمان .. جهيمان الذي أعطى نفسه الحق بأن يستبيح بيت الله الحرام ويقتل الأبرياء فية ويأسر النساء والأطفال والعزل الذين أتو للصلاة في بيته كل ذلك بإسم الدين ..
في داخلهم نوازع عنف وتعطش للدماء واتخذوا الدين مبررا لتصرفاتهم .. الذي أعرفه أن معظمنا تربي على ثقافة التسامح واحترام الآخرين والرفق في التعامل .. لكن الأجيال التي غرست في عقولهم هذه الأفكار ..أنسى ..

أستخدم هؤلاء التطرف الديني مجرد وسيله للوصول إلى أهداف ..
فهناك من يستخدم التطرف الديني للوصول الى السلطة ، وهؤلاء يتميزون بالذكاء الحاد ويعرفون كيف يطوعون ما لديهم من إمكانيات للوصول الى اهدافهم ويتغلفون بالتقيا للتغرير وبالآخرين وهؤلاء الآخرين هم من يدفع الثمن.

وهناك من يستخدم التطرف للوصول الى أهداف اجتماعيه نتيجة للشعور بالنقص وقله التعليم فيكون الدين بالنسبة لهم هو المطية التي توصلهم لتحقيق اهدافهم.

ولكن السؤال هو:-
كيف تمكن التطرف من التأثير على شريحة كبيرة من المجتمع ؟؟
والجواب : هو المجتمع والدوله.

فالمجتمع ساعدهم على ذلك ودعمهم لتحقيق اهدافهم وطبعآ بحسن نية وتدرجت العملية الى ان أصبح المجتمع مدافعاً عنهم وبقوه فنجد ان القسوة والغلظة أصبحت هي السمة نتيجة للشعور بأن هناك قوه خلفهم تحميهم.

آما الدولة فقد دعمتهم ولازالت تدعمهم الى درجه ان إيه قرار يتخذ لا بد اخذ رده فعلهم بعين الاعتبار ، كما وفرت لهم المنابر الأعلاميه والدعم المالي ، فكم من مشروع ومن قرار جمد خوفاً من ردة فعلهم ، والدولة مع الأسف لا زالت نائمة ولن يوقضها سوى مصيبة تحصل ، أكبر مما حصل ، وبعدها لا يمكن علاج ما يمكن علاجه لأن الفأس قد وقع في الرأس.


اعزائي
التطرف الديني منبعاً لجميع أنواع الإرهاب حتى الدموي منها والذي تنتج عنه كوارث رهيبه تصيب الإنسان والممتلكات ، التطرف بجميع أنواعه و بغض النظر عمن يقوم به أو من يقع فيه مرفوضٌ رفضاً تاماً دينياً ، وإنسانيا ، وحضارياً ، واجتماعياً ، هناك نتيجة واحدة للتطرف هو الإرهاب .. وذلك نتيجة الفكر الأحادي سواء كان ديني أو الحادي .
إن التطرف يتلبس أشكال عديدة إلا أن أخطرها وأعظمها ضرراً تلبيسه عباءة الدين و تسخيره بالباطل لخدمة أغراضه وأهدافه ..
لأن البسطاء من الناس وغالبية مجتمعنا شديدي التأثر من الناحية الدينية وهي أقرب طريق لبث الأفكار المتطرفة الأحادية وبذلك يصلون إلى القاعدة العريضة من الشعب ويزرعون فيهم العنصرية المذهبية الممقوتة ، ويزرعون بين أبناء الدين الواحد الكراهية والبغضاء ، أمامن يستخدم العقل والمنطق فهم يخرجونه من الدين ويطلقون عليه مسمى علماني .

هؤلاء المتطرفين يتخذون الدين ستاراً لفرض أحادية الرأي ومصادرة الأصوات الحرة والأفكار النيرة ، ديدنهم تصنيف الآخرين من وجهة نظرهم المتحجرة ورفضهم حق الآخرين بالتفكير و النقاش وإبداء الرأي إنما هم أعداء للإنسانية والحضارة ، مغيبة عقولهم ، يفتقدون الشجاعة والنزاهة في المواجهة الشريفة وقرع الحجة بالحجة ، والحوار بأسلوب حضاري يحترم الطرف الآخر بعيداً عن الإساءة والتجريح الشخصي وبذاءة الأسلوب كما يدعو إلى ذلك الدين الإسلامي الحنيف ..

إلا أنَ المفارقة المضحكة المبكية أن بعض الذين يدعون انهم يدافعون عن الإسلام هم الأبعد عن العمل بالذي يدعو إليه .. قال تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليُ حميم ) ، هذا الخطاب وجهه المولى عزَ وجل إلى النبي الكريم الذي جمع مكارم الأخلاق (وانك لعلي خلق عظيم ) ، أليس الأجدر بهؤلاء العمل بذلك !
حري بنا فضح هؤلاء المتطرفين الذين يمارسون إرهابهم باسم الدين ، ، ،
وعلينا أن نبين حقيقة الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى ما فيه صلاح الإنسان وتعمير الأوطان والتأمل والتفكير فيما خلق الله ، الدين الذي يدعو إلى العلم والعمل والمساواة وحسن التعامل ،، المصيبة أ ن طبيعة التعليم لدينا هي ا لتي خلقت الفكر الأحادي إلا من رحم ربي ممن حباه الله بوالدين وأسرة واعية أ و حباه الله بعقل راجح ، فالأنشطة ا لمدرسية والجامعية التعليمية والأجتماعية والترفيهية تحولت إلى أهداف أخرى وسيطر عليها من يغذي هذا التيار الديني وسيطر عليها أناس يستخدمونها لخدمة أهدافهم ونظرتهم الأحادية .. مثل جمعيات التوعية الإسلامية حيث وصلت إلى أماكن العمل مثل مكاتب التوجيه حيث يقول لي أحد الأصدقاء عن زوجتة التي تعمل في رئاسة تعليم البنات كموجهة أنه يوجد لديهم شعبة التوعية الإسلامية ومن إحدى مهامها مراقبة الموجهات هل يلبسن العباءة على الرأس ومن تلبسها على الكتف يسجل أسمها ويكتب عنها تقرير سري ويخفض من درجاتها في السلوك في تقرير الأداء الوظيفي ومن مهامها الأخرى زيارة المدارس والتقصي عن الموظفات وما هي( مذاهبهن) والمقياس أن تكون الموظفة أصولية سلفية وأحيانا يصل الإقصاء إلى حد الفصل من العمل .

إنه والله وضع مزري ولا يقر ذلك أي دين ولا يرضي الله ، أتخيل عندما أسمع أو أشاهد مثل ذلك أننا نعيش في العصور الوسطى أو ما يسمى سيطرة الكنيسة ورجال الدين في أوربا !! مما يعانيه هذا المجتمع المبتلى بالمتطرفين من قمع وإرهاب فكري وديني ..
والحقيقة التي لا ينكرها أحد أ ن التطرف والفكر الأرهابي ا لأصولي إكتسح الساحة ا لسعودية بالخصوص ولم تتعامل الدولة مع هذا الفكر بالطريقة المناسبة كما ذكرنا سابقاً ، بل أعطت هؤلاء سلطة عمياء فزادت قوتهم وقويت شوكتهم ، وارتكبت الدولة حماقة عظيمة بزج الشباب السعودي دون وعي في افغانستان والشيشان وأُستخدم الدين لخدمة السياسة بطريقة قذرة وهنا حدثت الكارثة والتي نعيش أزمتها وتداعياتها حتى الوقت الحاضر .

ولمكافحة التطرف والمتطرفين علينا ان نتجنب ما استطعنا الأمور التالية وكل إنسان يبدأ بنفسه :
** تجنب فرض أحادية الرأي ..
تجنب مصادرة الأصوات والأفكار ..
تجنب تصنيف الآخرين من وجهة نظر محددة ورفض حق الأخر بالتفكير ..
علينا جميعا التحلي بالشجاعة والنزاهة في المواجهة الشريفة وقرع الحجة بالحجة .. والحوار بأسلوب حضاري إنساني .. ومحاورة الطرف الآخر بعيداً عن الإساءة والتجريح الشخصي .. وبذاءة الأسلوب والإسفاف.


تحياتي
__________________