الموضوع: قلب الورق
عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 07-11-2001, 09:43 PM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post

الاخت الدكتورة حنان

بعد التحية

ها هي قراءتي كما وعدتكم ...

***********************************


1) حنان

أكتب..فإن الحرف نصر لو تحرر وانطلق

نصر الحرف وتحرره وانطلاقه يوصل للغاية المنشودة من رواء هذه الامنية
أي سيتحول الحال من الاسوء للاحسن . والانطلاق يعني الرنو للمستقبل الذي نحلم أن نعيشه .

السلاف

عودي تعدْ كلّ أحلامي مرفرفةً

..............ففي وصالكِ للأحلام تجديدُ

احلام السلاف هنا هي الاماني التي تدور في خلده وتشغل باله والذي يعول على المستقبل في تحقيقها فلو تحققت احلامه بوصل الحبيبة ستتبدل احواله للاحسن بل ويقول الشاعر بان آماله ستظل في تجدد دائم حتى بعد تحقيق احلامه وآماله السابقة

2) حنان

المعصم المغلول يكسر كل قيد إن نطق

هنا مقابلة وتواجه بين شيئين متضادين
فالمعصم المغلول كناية عن ( المقهور او المغلوب على امره )
وكلمة ( نطق ) رمز لاعتلاء الحق أو ظهوره وكلمة ( يكسر ) ترمز للثورة والتمرد ... بمعنى أن الخير سيتحقق بالتاكيد – بشرط - لو قدر للمقهورين أن تكون لهم اليد الطولى
وهذا لا يتأتى إلا ( بحدوث شئ ما) ألا وهو المواجهة ورفض النير والاغلال .

السلاف

ألا ترينَ بأن الخير أجمعه

...............له احتفالٌ بحبل الوصل مشدودُ

وهنا يربط الشاعر شيئين (تجمع الخير كله ) في حالة ما كان هناك وصلا إذن لو صار وصال بين الحبيبين سيجتمع الخير كله وكأنه يقول بان الخير لا يتأتى إلا بالوصال.

3) حنان

ولسان عالمنا المريض يَصِحُّ حتماً لو صدق .

كذلك هنا نرى ربط بين شيئين الا وهما العلة والعافية أو الداء والدواء فإن أحوالنا ومعيشتنا واوضاعنا لن تستقيم إلا بوضع الشئ في محلة وبلجوءنا للصدق قولا وفعلا . وفي حال انتشار النفاق والرياء وعدم الصدق سنحيا - لوكن حياة بؤس وشقاء- ولكننا بالتاكيد سنحيا وستتحسن
اوضاعنا لو أتبعنا منطق الصدق في كل شئ ومنطق الصدق هنا هو اللسان القويم أو الوصفة الطبية الناجعة .

السلاف

ما وحدتي من فراقِ الخلقِ بل وطنٍ

..............سمراءُ حيث أقامت فهو موجودُ

هنا يبين الشاعر بان معيشته وحياته بلا حبيبته لا قيمة لها وإنما شعوره بالوطن الحقيقي
في تواجد الحبيبة بجانبه . فهو يشعر بانه وحيدا ليس لقلة الناس من حوله ولكنهم كثر وليس
لكثرتهم في نظره من انس له بلا وجود حبيبته ونرى الشاعر بانه جعل وطنه المأمول بقرب حبيبته مطلقا على تقدير المجهول وكأنه لا يعنيه مكان هذا الوطن وإنما هو قرن وجود الوطن من عدمه بوجود الحبية بجانبه من عدمه .

4) حنان

من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟

تتساءل الشاعرة عن الجاني أو عن الاسباب التي أحالت بيننا وبين تحقيق آمالنا وطموحاتنا . من الذي يحبط من عزيمتنا ومن الذي يقتل
فينا كل أمل وتحفز للمستقبل ( نبض شمس نفوسنا ) يمكن ان نطلق عليه
الأمل والرغبة في التطور والتجديد والتقدم والرقي ... وإن نظرنا للشمس والغسق . فالغسق هو وقت تأهب الشمس للغروب
بما يكسي السماء من ألوان برتقالية شاحبة واحيانا قاتمة.. فالشروق هو الامل
والغسق هو الياس أو خيبة الامل أو ربما الإنذار بمستقبل قاتم. فشتان بين بهجة السماء عندما تكون الشمس مشرقة والكآبة التي تكسو الكون
عندما يزف ترتدي السماء وشاح الغسق ..
ولا يجب ان ننسى بان السماء هي السماء والذي أثر على انتقالها بين صورتي الاشراق والشحوب هو وجود الشمس وغيابها .

السلاف

ما الشِّعر دونك إلا ضجّةٌ وأذىً

....................كما يغنّي بلا أوتاره العودُ

وهنا يشير شاعرنا بان الشعر عنده يفقد بهجته ورونقه وإطرابه للروح والنفس
بدون وجود حبيبته ( كالشمس في بيت الاخت حنان ) بالضبط كعود يعزف عليه بلا اوتار
فربما قال الشاعر شعرا في حالتين . الحالة الاولى بوجود الحبيبة بقربه وهذا يعني
له المتعة والطرب والسعادة وفي الحالة الثانية قوله للشعر في حالة غيابها حيث
لا يبقى من العود إلا اسمه .

5) حنان

أكتب...وعِشْ لم يبق إلا العيش فى قلب الورق...

هنا نرى بان الشاعرة تصل لخلاصة ما تناولته في قصيدتها ونرى هنا مسحة من إحباط تكتنف نفس الشاعرة وكانها تقول : فمادامت الحال كهذه فاكتب وعش (على مضض ) حياتك كما هي بلا ان تحرك ساكنا وهنا إشارة أيضا تاتي كأمنية ضمنية في متن البيت مفادها بأنه ربما سياتي من بعدك من سيقرا ما تقوله . فكأنها توثق لحقبة تعيشها
لمن سيأتي من بعدنا .

السلاف

تذوي الشّفاهُ ويبقى الحرفُ مؤتلقاً

.....................له بفكرك يا سمراءُ ترديدُ

تذوي الشفاه لها اكثر من معنى والمعنى الاقرب هنا هو حديث الشاعر
عن شعره بعد تركه للدنيا فربما تبلى الاجساد بالموت ويخبو ذكرها
ولكن شعر الحبيب بحبيبته سيظل للاجيال لتردده من بعده . وهذا البيت
من أجمل الابيات بلا شك .
........................

اما ان قارنا بين الاخ الحاوي وحنان من حيث الوجدانيات ومحاولة سبر غور المجهول
واستنطاق المبهم فإن الحاوي قد تميز كما تميزت الاخت حنان بانهما كلاهما يتركان للمتلقي إعمال فكره في النص والغوص بين الكلمات وقراءة ما بين السطور واراهما يبتعدان كليا عن وضع حلولا لأسئلتهما المثارة في متن القصيدة إلا ما ندر .
ولعلنا ننظر في هاتين القطعتين للشاعرين حنان والحاوي لنر اتساق الطرح والبحث عن كنه الاشياء وترك التساؤلات تستحث همة المتلقي.

6) حنان

مازلتُ أسأل كل ثانية تعربد فى القلق
من ذا الذى سحب العيون من البريق إلى الأرق؟؟
ورمى برونق وجهها الخلَّاب فى يم الغرق؟؟
من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟

الحاوي

حزمتُ حقيبة الآلام عند تثاؤب الفجرِ
وقمتُ .. وتمتمات النور تُنْمي الدفء في صدري
أفتش عن طريقٍ كي أواصل مهنة السير !
لتبدأ رحلةٌ أخرى .. وأبقى حائمًا عمري


أما مقارنة ما قالته الشاعرة هنا بما استشهدت به من قول اخينا الحاوي فباختصار شديد اقول بان
شاعرتنا تساءلت في ابياتها الاربعة عمن يكمن وراء أشياء كثيرة تحيرها ولم تجد لها من جواب
غذن نراها قد سلكت دربا شعرت هي نفسها بانها تتحدث مع نفسها كسخص تائه في صحراء .أي أنها لا تجد لها من مجيب غير نفسها .
ولاشك بأن أسئلتها هذه لم تأت جزافا بل هي الفلسفة بعينها ولنقل الحكمة المرتدية ثوب السخرية .

واما الحاوي

نراه وبلا مقدمات كأنه أعتلى خشبة مسرح .فشاهده المتفرجون وهو يحمل حقيبة سفره
وما ابتدائه السفر فجرا إلا أيماءة منه على صدق عزمه وربما أراد ان يقول بانه ومنذ نعومة اظفاره وهو ما فتئ يبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة وما قوله ( افتش عن طريق ) سوى أنه يعني بانه كان يود لو وجد رايا من شخص ما أو ربما من نفسه ليستهدي به على صحة دربه .. وهنانرى بوضوح كيف أن الغموض يكتنف دربه وخطوه وقبل كل شئ نراه هو نفسه حائرا في عجزه عن العثور على إجابات لاسئلة كثيرة تدور في خلده .


شكرا لكم وارجو أن أكون قد وفقت .

ولكم تحياتي

[ 07-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ]
__________________
يا قدسُ حبُّكِ في الفؤادِ وفي الـدّمَِ
.............. يا قدسُ ما لكِ في المدائن مِنْ سمي
يا مَن لـها تهـفو القلوبُ وباسـمها
................ تشــدُو المـلائكُ في العُـلا بتـرنّمِ
الرد مع إقتباس