الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #80  
قديم 04-09-2006, 03:18 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

349-

تصريحات روحاني :
تواترت الأدلة على أن ثوار الخميني يعدون عدتهم للانقضاض على الخليج ، وسقنا في الصفحات الماضية كثيرا من الشواهد على ذلك منها :
الأسلحة التي ضبطت لدى الشيعة في مناطق متعددة من الخليج ، والبيانات التي كانوا يوزعونها بين كل فترة وأخرى وآخرها بيان أنصار الخميني في الكويت ، والخطبة الرسمية التي ألقاها الدكتور محمد مهدي صادقي في الأحواز بتاريخ 17/3/1979 ونقلتها اذاعة عبدان باللغتين العربية والفارسية ونادى فيها بتحرير مكة والمدينة قبل تحرير القدس .

في هذه الأثناء 17/7/79 نشرت الصحف المحلية في ايران مقابلة مع ما يسمى بآية الله صادق روحاني طالب فيها بضم البحرين الى ايران وأردف يقول أن 85% من شعبه هم من الشيعة لكن ليس لهم أي دور في الحكومة .

وأضاف قائلا أن 12 زعيما دينيا في البحرين قدموا قبل ثلاثة أيام اقتراحات الى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين .
ولم يذكر روحاني الذي يعتقد أنه عضو في المجلس الثوري السري ما هي هذه الاقتراحات .. ومضى يقول :

وقد كتبت كذلك الى شيخ البحرين بأن عليه الخضوع للقوانين الاسلامية والتوقف عن اضطهاد شعبه وإلا فإننا سنتابع مطالبتنا بالبحرين .

نشرت الصحف الخليجية هذا التصريح نقلا عن وكالة رويتر من طهران 17/7/79 . وكان روحاني قد طالب بالبحرين في نهاية الشهر السادس من عام 1979 ، وهذا هو ثاني تصريح له .

-350-

ونحرك شيعة الخليج بعد تصريح روحاني نحو تفجير الأوضاع الأمنية في سائر أنحاء المنطقة.

ففي البحرين تقدم 12 زعيما دينيا من الشيعة _ كما أسلفنا _ باقتراحات مفتعلة الى أمير البحرين ، ومن ثم قام ( محمد علي عقري ) بحوادث شغب ودعا المواطنين الى الاضرابات فاعتقلته السلطة في مطار المنامة يوم عودته من طهران في أول أيام عيد الفطر لأسباب لم تفصح عنها .

وأدى اعتقال الشيخ الشيعي محمد علي عقري الى مظاهرة عبر شوارع المنامة طالبت باطلاق سراحه ، وأعقب ذلك اقدام الشيعة على احراق أكبر صالة سينما في المنامة في وقت كانت خالية من الناس فلم تقع أضرار بشرية .

ونتيجة لهذه الاضطرابات قامت السلطة في البحرين باعتقال عدد من زعماء الفتنة خاصة بعد المظاهرة التي جرت في 17/8/79 بمناسبة يوم القدس الذي دعا له الخميني .

وبدأ آيات قم وطهران يتحدثون عن اضطهاد مزعوم يتعرض له رجال الدين الشيعة في البحرين وعلى رأسهم ما أسموه حجة الاسلام سيد هادي المدرسي الممثل الخاص في البحرين لآية الله الخميني ، والمدرسي فارسي أراد أن يجعل من نفسه وصيا على المسلمين في البحرين ، وأرسل آية الله حسين منتظري رئيس مجلس الخبراء الدستوريين نداء الى السلطة في البحرين للافراج عن سيد هادي المدرسي فورا ووصفه بأنه ممثل الامام الخميني في البحرين ، وقد أذاع راديو طهران نداء المنتظري في 30/8/79 .

ويبدو أن السلطة في البحرين لم تعتقل المدرسي بل طردته من البلاد الى الشارقة


-351-

وتوارى هناك بضعة أيام عن الأنظار ليقال بأنه معتقل أو مختطف ، وأشار المسؤولون في الشارقة الى وجوده في البلاد ، فاضطر الى ارسال برقية للمنتظري يزعم فيها أنه اعتقل ثم طرد من البحرين"13" .

وفي الكويت وقعت أحداث مماثلة لأحداث البحرين في توقيتها وموضوعها . قام المدعو أحمد عباس المهري بعقد ندوات في مساجد الشيعة في الكويت ، وأخذ يثير قضايا سياسية واجتماعية في هذه الندوات ومنها : حقوق المرأة ، المطالبة بانصاف الشيعة ، نقد الحكومة وقضايا الاسكان .

وتجاوب اليساريون والقوميون الأغبياء مع المهري ، وتزايد عدد الذين يحضرون ندواته الدورية . واضطرت السلطة لاعتقاله بضعة أيام ، وتحرك آيات ايران مرة أخرى ، وصدرت أوامر الخميني بتسمية عباس المهري والد أحمد : الممثل الخاص للخميني في الكويت والمسؤول عن صلاة الجمعة فيها ، وبدأت التصريحات تتوالى عن المنتظري فمرة يعرب عن قلقه من المضايقات التي يتعرض لها ممثل الخميني في الكويت ، ومرة يطالب بالافراج عن نجله الذي زعم بأنه يتعرض للتعذيب في سجون الكويت .

وبعد أيام من اعتقال أحمد عباس مهري قامت وزارة الداخلية بسحب جنسيات 17 شخصا من عائلة المهري ، وطردهم الى ايران ، ومنعت السلطة الكويتية المظاهرات ، بل منعت الشيعة من دخول المسجد في الوقت المقرر للندوة بعد اعتقال المهري .



(13) رويتر في 1/9/79 عن وكالة أنباء باريس الايرانية .

-352-

والمهري صهر الخميني وهو فارسي أعطى الجنسية الكويتية في أوائل الستينات بدون حق ، وهو الذي ترأس لجنة شعبية غادرت الكويت بطائرة خاصة لتهنئة الخميني بعد نجاح ثورته ، كما أنه هو الذي استخرج بطاقة زيارة للخميني عندما حاول أن يدخل الكويت بعد مغادرة العراق ، والمهري هذا من زعماء جبهة تحرير الأحواز في عهد الشاه مع أنه يقيم في الكويت .

قابل حكام الخليج التصريحات الايرانية بموقف مماثل فصدر عن العراق تصريح شديد اللهجة ، وبدأت الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين العرب في الخليج ، وتسربت أنباء عن دخول سرايا من الجيش السعودي للبحرين ، وتوقع المراقبون وقوع اشتباكات عربية ايرانية .

غير أن حكومة بازركان أخذت تؤكد بأن روحاني يمثل نفسه ولا يمثل أية جهة رسمية في ايران ، وتوسطت الحكومة السورية بين الطرفين ثم جاءت زيارة طباطبائي لدمشق ، واصطحابه لخدام الى البحرين فأنهت المشكلة عفوا فجمدت الوضع والفتيل ما زال قابلا للانفجار .

والحقيقة أن تصريحات روحاني ليست سرابا في صحراء . فلقد جاءت تؤكد حجم المؤامرة التي يحيكها شيعة الخليج ، وتفضح التحركات المريبة التي تزايدت عندهم منذ مغادرة الخميني للعراق .

وأطلق روحاني واحدا من تصريحاته في مسجد من مساجد قم يغص بالناس ، وكان الخميني قائد الثورة الايرانية من المستمعين لروحاني ، وكان من الممكن أن يرد عليه وأن يعقب على كلامه ، لكنه لاذ بالصمت وفسر المراقبون صمته بأنه اقرار وموافقة .

-353-

واذا كان روحاني لا يمثل إلا نفسه _ كما يقولون _ ، فآية الله حسين منتظري رئيس مجلس الخبراء الدستوريين وامام لصلاة الجمعة في طهران كخليفة للطالقاني ، ففي 15/9/79 دعا الى تصدير الثورة الايرانية الى الدول المجاورة، وزعم أن هذه الدول لا تملك القدرة على المقاومة وهي أضعف من الشاه"14" .

وبعد أكثر من شهر على تصريحه الأول عاد ليقول : ان ايران لا تطمح في أي شبر من أراضي الكويت أو البحرين أو العراق .. ولكن فليعرف العراق أن ايران اذا أرادت احتلال أي دولة خليجية أو العراق فإن جيشها باستطاعته أن يفعل ذلك وبكل بساطة وسهولة .
20/10/79 الصحف عن اذاعة طهران بالفارسية
وفي هذه الأثناء شرعت ايران في تشغيل قاعدتها البحرية في ( خوار مشهر ) بالقرب من الحدود العراقية التي لا تعمل منذ عشرين عاما ، وتناقض المسؤولون في طهران كعادتهم في تفسير هذه الظاهرة :

إنها تمارين خاصة بالبحرية ، وأنها ستعاد كل أربعة أو خمسة أسابيع ، وليس لتشغيلها أي علاقة بالدول المجاورة .

كان ذلك التصريح في لقاء للطباطبائي مع القبس الكويتية في 15/10/1979 .
أما وزير الدفاع الدكتور مصطفى شمران فقال : ( هناك تهديدات عسكرية لإيران من



(14) كونا في 15/9/1979 .

-354-

احدى الدول العربية ، والحكومة الايرانية أرادت أن تثبت أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها اذا تعرضت لأي هجوم عسكري خارجي أو اذا تعرضت لأي مؤامرة أجنبية"15" ) .

وهكذا تضيع الحقائق بين المسؤولين في طهران ، ولكن جواب وزير الدفاع أقرب الى الصواب لأنه المسؤول الأول عن هذه التحركات ، أما تصريح الطباطبائي فلقد أدلى به في البحرين وكان في مهمة لرأب الصدع وتطييب الخواطر ، وليس من مصلحته أن يقول الحقيقة .

وحاول ثوار الخميني أن يقيموا علاقات طيبة مع دول الخليج وشبه الجزيرة العربية ، ووسطوا جهات عديدة : سورية ، والجزائر ، ومنظمة التحرير ، ولكنهم لا عهد لهم ، ولا قيمة لمواثيقهم ووعودهم .

لقد استغلوا الحوادث الداخلية التي وقعت في الحرم بمكة في غرة محرم 1400 فقاموا بمظاهرات في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بمناسبة العاشر من محرم ، وقتلوا عددا من رجال الأمن في القطيف ، وبدأت اذاعة طهران في استغلال هذه المظاهرة والمطالبة بانصاف الشيعة هناك ، ورفع الظلم عنهم ، وزعمت بأنهم يتعرضون للابادة والحرمان والتجويع .



(15) الوكالات في 2/10/1979 . عن صحيفة النهار اللبنانية .