عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 16-08-2002, 09:59 AM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
إفتراضي وأنا استعرت من عنتر هذه القصة

أنا الذي بصق بوجه الوالي

دعك من مجريات القصة وتمعن معي في العبارات من جمل وأشباه جمل وحتى المفردات التالية:
كان قصره العملاق يحتل مساحة شاسعة قدرتها بأكبر من الحي الذي اسكن والحي المجاور(يعني بحجم مخيم صبرا وشاتيلا وعين الحلوة مجتمعة) رأيت العجب من تحف ولوحات ورسومات ودقة في البناء وجمال في التنفيذ وروعة ودقة في الهندسة. قادني صاحب الديوان إلى غرفتي الخاصة، كانت افضل من منزلي ومنزل كل من عرفته في حياتي، وهناك أمطرني صاحب الديوان مذكرا بالتعليمات الأخيرة والمحاذير ومواعيد حلاقة لحية سيدي الوالي(والتي لو قورنت بلحية عنزة جدتي لما جاءت بالخمس أو السدس، فما بالك بتيسها). تلا علي ما يحفظ، وما أن انصرف حتى انزويت صامتا بغرفتي الجديدة مسترجعا شريط ذاكرتي ألملم شظايا فرحي بنيلي مكرمة من معاليه وقبول صاحب الديوان ملفي وخبرتي وشهادتي الجامعية من بين اكثر من 30 ألف جامعي متقدم لهذه الوظيفة وذلك بعد ان اقر الوالي بتخصيص مهنة الحلاقة لأبناء وطنه ورعيته فقط وهذه احدى مكارمه الكثيرة علينا.
نظرت إلى الساعة وقد قاربت الخامسة وهذا هو موعد حلاقته وماهي سوى لحظات حتى دخل الوالي وقد كان رجل ضخم جدا وصاحب بطن ( كرش ) لم أرى مثله في حياتي ان بطنه من نوع الحجم العائلي أستطيع السكن داخل بطنه وكذلك رآسة كرأس الثور من ناحية الحجم وليس الشكل فالثور أوسم قليلاً دخل وجلس فوق الكرسي المخصص للحلاقة وانا واقف احتراما وخوفا فقال لي أين كنت تعمل يا غلام قبل ان أمنحك شرف الحلاقة وكم كنت تتقاضى أجرا؟ فقلت أدام الله عزك يا مولاي وجعلنا أمواس تحلق بها رؤوس أعدائك. إذ عليّ ان أنافق لأضمن البقاء في الوظيفة. ) فقلت له كنت اعمل يا سيدي في سوق الخضار كبائع للخس والبقدونس أتقاضى مابين الثلاثون والسبعون وما كدت ان انهي جملتي حتى اهتزت الغرفة بمن فيها وكأن زلزال أصابنا واتضح لي ان هذه الهزة كانت بسبب قهقهة وضحك الوالي حينما سمع بالمبلغ الذي اتقاضاة وبعد اكثر من دقيقة من الضحك الهستيري قال أتعلم اني ابتعت لابنتي زهرة الزمان بمناسبة ترقيتها إلى الصف الثالث الابتدائي قط سيامي، وخصصت له طائرة (جامبو ) لإحضاره من مملكة تايلاند، كلفني اكثر من نصف مليون وان طعامه يأتي مخصوصا من فرنسا بطائرة خاصة تكلف العلبة الواحدة مثل راتبك ألف ألف مرة. فقلت صدقت يا مولاي وهل يقارن سيدي القط الخاص بسيدتي وسيدة الفتيات بصعلوك مثلي لم يحصل إلا على شهادة جامعية خرقاء.
فقال لي وماذا يعمل والدك يا مواطن؟
فقلت البقاء لله ثم لك يا مولاي ان والدي كان فلاحا، انتقل لجوار ربه منذ زمن طويل، تسلمت مهام إعالة أخوتي الثمانية عشر وأرامله الأربع بالوراثة، اصرف عليهم من بعده، وإن رغب مولاي ان اجعل أحد اخوتي الصغار قطا عربيا لأبنته زهرة الزمان فأنة يسرني ويسر عائلتي ونتشرف أن تعبث بلحيته ونتف ملم ينبت من شاربيه. فقهقه من جديد حتى ارتجت جوانب الحجرة. حتى خيل إلي ان الكرسي الذي يجلس علية الوالي استجار منة قائلاً
)ويحكم لا تهرجوا لهذا الحقير أكاد اختنق، أتكسر! ) ناهيك عن بعض الأصوات المفرقعة التي يطلقها بين فواصل الضحك وروائح نتنة لا احب ذكرها .
ما أن انتهى من القهقهة حتى قال: ادن يا غلام وباشر الحلاقة..!
ما ان اقتربت ووضعت رغوة الصابون على خده حتى فاحت رائحة جميلة لم يعتد انفي على تحسسها وإذ بي (( ها ها ها أتسوووو ((عطسه قوية وكبيرة أطلقتها في وجه الوالي مما تركت عطستي أثرا لزجا رطب لحيتة وشوارب الوالي.
رأيت الشرر يتطاير من عينية فوضع راحة قدمه في بطني وقذف بي مخترقا النافذة إلى خارج القصر فأوعز لحراسة وكلابة وحاشيته ان الحلاق قد عطس في وجه الوالي فخذوه وأدبوه. وفعلوا ما أُمروا به. انتهت حفلة التأديب فخرجت مسرعا عائد للشارع من حيث أتيت وأنا احمد الله تعالى على بقائي حيا رغم أني بصقت بوجه الوالي.

الحمد لله انه لم ينفيني من الأرض ولم يقتلني أو يصلبني لقد شملني بعطفة وحلمة
الحمد لله فقد فقأ الوالي عينا وترك لي الأخرى لأبصر بها
الحمد لله لقد كسر الوالي رجل وترك الأخرى لأعرج بها
الحمد لله لقد قطع الوالي يد وترك الأخرى لكي أتسول بها
من الغد سأذهب أتسول في الأسواق والطرقات والأزقة لقد منحني الوالي شهادة
بأنني مسكين ومتسول، شحاذ بدرجة أمتياز و يستحق الصدقة..
كيف لا..! وأنا من بصق بلحية سعادته..

لله ........ لله ........ لله يا محسنين لله
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux