الموضوع: م/ع ؟؟
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 16-10-2003, 02:47 AM
أبو حسن أبو حسن غير متصل
المهندس
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 39
إفتراضي

هذه مسألة تتعلق بمسألة عامة هي العلاقة بين اللفظ والمعنى.
فالأستاذ خشان يلتمس علاقة بين ما سكن آخره من أسباب وأوتاد بحرف ساكن وما سكن بحرف علة. ويلتمس فروقاً في المعنى أو إيحاءات المعنى لكل من الحالتين.
والمسألة في أصلها مختلف عليها قديماً:
فقد ذهب عباد بن سليمان الصيمري وهو من كبار المعتزلة إلى أن بين اللفظ ومدلوله علاقة طبيعية وإلا كان تخصيص اسم بمسمى ترجيحاً من غير مرجح.
وروي عن واحد يقول بهذا الرأي أنه سئل عن معنى"أذغاغ" وهو بالفارسية "الحجر" فقال: أجد فيه يبسا شديداً وأراه الحجر!
ورد الجمهور هذا الرأي ولا شك أن الغالب هو أنه لا علاقة بين اللفظ ومعناه وأن العلاقة بين الألفاظ ومعناها اعتباطية عملياً إذ هي تخضع لاعتبارات عديدة جداً أغلبها لا علاقة له بالمعنى إن أردنا الدقة.
ولا دليل على ذلك أوضح من اختلاف اللغات بل من ظاهرة الترادف والاشتراك والتضاد في اللغة الواحدة!
لنأت الآن إلى هذه الحالة الخاصة.
يقرن الأستاذ إلى انتهاء الأسباب أو الأوتاد بحرف من السواكن – م بالصفات التالية الموجودة في النص أو واحدة منها:شحنة نفسية عالية، عتب وأمل واحتجاج، دعوة للتحرك ، السرعة (حصان امرئ القيس)
ويقرن انتهاءها بحرف من الصوائت (حروف العلة) الصفات التالية أو واحدة منها: الحياد، انخفاض الشحنة النفسية، الانكسار، الألم.
لننظر بمزيد من التدقيق للمواضع:لماذا كان قول الفرزدق"وليس قولك من هذا بضائره" حقيقة بشكل أقرب للحياد"
وقوله "العرب تعرف من أنكرت والعجم" يدل على شحنة نفسية عالية"
(لأننا لن نقع في المصادرة على المطلوب فنستند إلى "المؤشر" لنرى "الصخب" و"الشحنة النفسية العالية" فنحن نريد من المعنى أن نرى الفرق ثم نرى إن كان هذا الفرق له علاقة مضطردة مع المؤشر م/ع)
الموضوع كما أراه قابل للذاتية أي للانسياق وراء التوهم المحض، إذ يمكن لشخص آخر أن يرى في قول الفرزدق"وليس قولك من هذا بضائره" تحدياً عالياً وغلاً وبغضاً وما شئت من صفات! وكلها مما لا يتناسب مع إحساس الأستاذ "بالحيادية" في الشطر.
وفي بيت الشاعر ناجي نجد العتب والأمل والاحتجاج مقترنة بارتفاع المؤشر ولا يراها الأستاذ إلا في الشطر الثاني بينما أنا مثلاً أراها في الشطر الأول أيضاً بل الشطران عندي بمعنى واحد:
ألمي محا ذنبي إليك وكفرا..هبني أسأت ألم يحن أن تغفرا!
والقضية زئبقية لا يمكن ضبطها.
على أن فرضية الأستاذ مع ذلك في اعتقادي لها أصل صحيح يجب أن نقر به ولكن على طريقة أدق وأقل غلواً في الإطلاقات غير المنضبطة:
إذ السكون علامة بناء في فعل الأمر:
اذهب أقدم.
وكذلك حذف حرف العلة في فعل الأمر!
وبقاء حرف العلة في الفعل المعتل الآخر علامة رفع في المضارع على حين يحذف حرف العلة في حالة الجزم (وتأمل في لفظ "الجزم" الذي اختاره علماؤنا للفعل المضارع المسبوق بلم ولا الناهية وما شابههما!)
لذلك يجوز القول إنه في بعض اللغة وأعيد: (بعض) اللغة هناك علاقة بين انتهاء الكلمة بحرف ساكن أو انتهائها بحرف متحرك أو حرف علة.
وتسكين الآخر أو حذف حرف العلة يدل (علامة بالاصطلاح اللغوي) على الجزم أو البناء للأمر.
ففيه قطعية و"جزم" باختصار!
غير أن اللغة في الجوانب الأخرى مبنية من ألفاظ لا علاقة ضرورية بين أصواتها ومعانيها.
تبقى مسألة كنت سابقاً أشرت إليها: لا ينبغي أن ننسى أن الأرقام في مثل هذه الأبحاث مسألة مساعدة وهي رموز لا تعني أن من حقنا إجراء حسابات عليها!
فالأستاذ قسم التسعة على صفر وخرج باللانهاية نتيجة!
وهذه نتيجة شاطحة لا علاقة لها بالموضوع بالمرة والأستاذ هنا اختفى كباحث و "تجلى" كشاعر!
وإلا فقد كان بإمكانك أن تقسم الميم على مجموع الميمات والعينات وليس الميم على العين.
فإن فعلت وجدت النتيجة تسعة على تسعة أي واحد صحيح!
ولعله أقرب لمنطق الإحصاء أو نظرية الاحتمالات!
أما استنتاج اللانهاية فشيء عجيب يجوز صدوره من شاعر كبير على كل حال ولكن لا نقبله من باحث.
أخيراً ثمة ملاحظة صغيرة هي مجرد هفوة في اتساق الطريقة وهي في حساب م/ع في البيت
وليس قولك من هذا بضائره..العرب تعرف من أنكرت والعجم
فهي في الصدر عند الأستاذ 3/7 وفي العجز 7/1
والصواب على حسب طريقته هو للصدر 3/4 وللعجز 7/1
والله أعلم
الرد مع إقتباس