عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 22-05-2005, 06:40 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي الكريم / طابور

لقد أطلت الحديث في هذا الأمر وكبّرته حتى غدا أكبر من واقعه ، بالرغم من أنه لا يستحق كل هذا العناء منك أو من غيرك .
وكان من الأولى بي وبك أن نكتب ما نعتقده صحيحا ، وأن لا نجزم بصحته إلا إذا وجدنا النص الجازم بذلك ، ولو أنك راجعت كل ما نشرته أنت هنا أو غيرك لوجدت أن الحجة به تقام عليكم وليس على هذا الموضوع الذي نتحدث عنه
وأعتقد جازما أخي الفاضل أن الإهتمام بقضية ما وجعلها الهم الأكبر - بالرغم من أن الإختلاف فيها واضح وضوح الشمس - لا طائل من ورائه ، ولو أننا صرفنا شيئا من جهدنا الذي نقوم به لإثبات أننا على الحق وغيرنا على الباطل إلى أمر آخر يفيد الناس في دنياهم وأخراهم لكان ذلك أجدى وأنفع ، وكلنا يطلب الخير ولا شيء غير الخير ، ولسنا مبتدعة أو أهل ضلالة والحمد لله
ولو لاحظت أن ما تكتبه أنت أو غيرك هنا أو في ذات الموضوع لا يعني إلا شيئا واحد وهو أن كل من كتب في ذلك الموضوع ولم يوافقكم على ما كتبتموه هو بالتأكيد مبتدع وصاحب ضلالة ، وذلك هو الخطر الذي نخشى الوقوع فيه وأربأ بك أو بغيرك أن تقعوا فيه أيضا .
أنا أحترم وأجل كل من ذكرتهم أو أتيت على فتاواهم في هذا الموضوع أو في غيره ، ولكن لو أنك عدت وراجعت ما كتبوه ( إستشهادا ) تجده لا ينطبق على واقع الحال في موضوعنا محل النقاش ، ولعلني أكتفي بما أتيت به مؤخرا فقد ذكر الشيخ الذي نقلت عنه أسبابا للمتابعة وسأعلق على كل واحدة على حده :

الأول : سبب العبادة
وقد قال الشيخ / الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة مندوب إليها في الكتاب والسنة ، بلا خلاف أو إشكال
وهذا ما أقول به أنا معك ومع ذلك الشيخ ويقول به الجميع أيضا فلا اختلاف بيننا فيه

الثاني : جنس العبادة
وهنا قال الشيخ / الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم مشروعة مندوب إليها
ومع الإستثناء الذي ورد إلا أنه رأي خاص للشيخ لم يثبته في هذه النقطة وسنصل إلى ما قاله بعد ذلك كإثبات

الثالث : قدر العبادة
وقد قال الشيخ / وهذا مُتعلّق بالعدد ، وبِقَدْر العبادة
وفي ذلك الموضوع لم يحدد القدر ولا العدد وبهذا ينتفي تطبيق الحكم عليه

الرابع : صفة العبادة
وهنا قال الشيخ / أي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو الذِّكْر بهذه الصفة . وهل هو مشروع ؟
فمن قال : نعم . طالَبْناه بالدليل على هذا العمل على وجه الخصوص .
أين صفة هذه العبادة في عمل السلف ؟

وهنا أقول .. قبل أن يطلب الشيخ الدليل من الغير ليته أتى هو بالدليل حتى لا يبقى السؤال جوابا ، وأنا على ثقة بأنه لن يأتي بالجواب على ذلك ليس قصورا في القدرة بل لأن تطبيقات الواقع الحالي تختلف عن السابق ، والكتابة ليست ( حُصيات ، أو عجم ) يعده الخلق أو يحصونه ويصلون على الرسول عليه الصلاة والسلام ، وبهذا ينتفي تطبيق الحكم علي الموضوع هنا .

الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان ) .
وهنا قال الشيخ / فالذي حدد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو حدد الذِّكْر كلما دخل المنتدى أو خَرَج منه ، حدد زماناً للعبادة لم يُحدده الشارع ، وقد مضى كلام الشاطبي رحمه الله ، وأن التحديد من غير دليل بدعة .
وفي ذلك الموضوع الذي نحن بصدده لم يحدد عدد ولا كيفية ولا صفة
وبهذا ينتفي تطبيق هذا الحكم عليه

السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )
وهنا أخالف الشيخ في ذلك ، لأن العبادات ( بمطلقها ) لا يجوز أن يقال عنها ذلك ، فالحج مقيد بمكان ، والصلاة مقيدة بالمساجد إلا للضرورات ، بل وإن من الدعاء ما هو مقيد بمكان وزمان ، كالتكبير في أيام التشريق والعيدين
وإن رجعت إلى الموضوع الذي نتحدث عنه فأقول إن ( المكان ) بواقعه المعروف عند الناس ينتفي عنه ، لأن المكان هو ما ثبت على الأرض وليس ما تنقل

وختاما
من الخطأ تركيب الأحكام على الأوضاع المغايرة للأصول لأن في ذلك تجني على الحق ، وأربأ بك أن يكون ذلك ما تعنيه ، لأن عنوان الموضوع ليس هو الهدف بل الهدف أكبر من مجرد حروف أو كلمات ، ولهذا فقد غيرته إلى الآية الكريمة ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ، وهنا ينتفى ما ذكره الشيخ في استدلالاته التي استشهدت بها

أتمنى أن لا نحجر واسعا ، وأن لا يكون همنا هو إثبات أننا على الحق وأن غيرنا مبتدعة أصحاب ضلالة وفسوق ، فليس بهذه الطريقة تكون الدعوة إلى الله
أسأل الله أن يوفقني وإياك إلى الحق وأن يدلنا عليه وأن يهدينا سبل الرشاد

تحياتي
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }