وفي الوقت الذي أنكرت فيه جاهلية قريش حرية الإنسان وحقه في اختيار عقيدته وطريقه في الحياة، آمن الإسلام بالمسؤولية الفردية، وجعل حرية الاختيار معياراً وحيداً لانتماء الفرد الديني والعقدي، بين الكفر والإيمان والنفاق، ومحاسبته في الدنيا والآخرة.
ولا يقر الإسلام بالتوارث في العقيدة والفكر، ولا يقبل الانتماء القسري الذي تفرضه الأعراف أو القوانين، قال سبحانه وتعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى} [النجم/39]، وقال عزّ من قائل: {وألا تزر وازرة ورزَ أخرى} [الأنعام/164] وقال (صلى الله عليه وسلم): (وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) [رواه مسلم].
وجعل الإسلام بني هاشم – وهم عزوة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته - كغيرهم من المسلمين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لا يميزهم شيء عن الناس ولا عن المسلمين اللهم إلا في أحكام تملي عليهم مراقبة أنفسهم وتصرفاتهم احتراماً لنسبهم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وفي الحديث الشريف: (يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا) [رواه البخاري ومسلم].
= يتبع =
|