عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 08-05-2006, 03:15 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

قلت له: لقد سافرت لحائل لزيارة أقربائي ..!!
قال لي: ووالديك ؟
شدهت وارتفع حاجباي وعجزت عن الإجابة ولكن تداركت الأمر سريعا وقلت:
طبعا والداي نعم!!
دار بيننا الحوار التالي:
أين يعمل والدك ؟
قلت له :والدي رجل أعمال!!
ثم استأنفت كلامي .. بدون حساب للعواقب ..
ولكن والدي بيني وبينه خلاف !!
قال : كيف؟
قلت : لا يحب والدي أن اطلب العلم بل يريدني أن اهتم بدراستي النظامية فقط..!!
وأخذت في فبركة كلام على الوالد مما لا يصلح الحديث عنه هنا والله يعفو عني فيما
قلت!!
قال لي : وأين يقيم والدك ؟
قلت له : في الطائف !!
قال : الم تقل انك ذهبت لرؤية والديك في حائل؟؟
سكت ولم اجبه فعرف الشيخ أن في الأمر شيئا ولكنه لم يبال حينها!!
ختم حواره بهذه الجملة : لا أسمح لك مرة أخرى بالسفر حتى تأخذ أذنا مني فأنا في مقام والدك !!
ما أجمل وقع تلك الكلمات على نفسي هي والله في نفسي ذلك اليوم ..
كماء بارد شربته بعد عطش شديد في صحراء قاحلة وساخنة..
لقد بثت تلك الكلمات في نفسي روحا جديدة وهمة لا يقاومها أي كساد أو تلف ..
رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وجعل ذلك في ميزان حسناته..
رجعت لغرفتي فحكيت لبندر ما حصل بيني وبين الشيخ من حوار..
لم يصدق بندر أن يكون هذا التصرف من الشيخ بهذا الشكل !!
فمن أنت حتى تحصل على هذه الميزة وهذا الاهتمام؟؟
.. ولكن والله هذا ما حصل..
أخذت قلمي وفتحت دفتري وأردت أن اعبر عن سعادتي بخاطرة أو شعر أو أي شيء!!
كتبت رسالة للشيخ .. قلت له فيها ..
أشكرك من أعماق قلبي فوا لله لقد كانت عبارتك تلك كالماء الذي يروي نبتة أوشكت على الذبول والفناء..
كانت عباراتها ركيكة ومعانيها عميقة سطرتها بعبارات امتزجت بالشقاء والعذاب والخوف والضياع واليأس ..وسلمتها للشيخ بعد صلاة الفجر ..
لقد وقعت تلك الكلمات في نفس شيخنا موقعا عظيما فدعاني بعد درس المساء للسير معه..
قال لي : لقد تأثرت بكلامك وأرجو منك أن تثق في وتجعلني في مقام أبيك ..
وأريد منك أن تستمر في الطلب والتحصيل وأرجو من الله تعالى أن ينفع بك الإسلام والمسلمين...
أكدت له مرة أخرى عن مشاكلي مع والدي وأنه لا يريدني أن اطلب العلم ..
كنت أريد أن افتح موضوعي كله مع الشيخ وليتني فعلت!!
ولكنني جبنت واستحييت أن احكي للشيخ كل شيء.. خوفا من عواقب كلامي!!
لقد كانت فرصة سانحة ولكن الله تعالى كان يريد لي شيئا آخر ..!!
ذات ليلة دعا مشرف السكن الأخ محمد زين العابدين الطلاب للاجتماع مع الشيخ بعد صلاة العشاء في سطوح السكن ...
أجتمع طلاب السكن وجاء الشيخ وجلس على مقعد قديم لا يكاد يستوي عليه لتهالكه!!
استمع الشيخ لمشاكل الطلاب وما يعانونه من صعوبات مادية نحو غلاء الكتب..
وأشرطة التسجيل ، وتحدثوا مع الشيخ حول ترميم السكن ورفع قيمة المكافآت وتوسيع المكتبة وزيادة المراجع ونحو ذلك غير انه حصل في تلك الجلسة موقف أحرجني للغاية!!
كتبت سؤالا للشيخ باسمي وبلقبي المزيف !!
قال الشيخ: أنت مرة تقول انك كذا ومرة تقول إنك شمري وش الصحيح؟؟
وقعت في حرج شديد ولم استطع التعليق ولكن شيخنا تجاوز ذلك وغير الموضوع!!
كيف عرف الشيخ بلقبي الحقيقي؟؟
من نظام السكن لا بد أن يكون لك ملف لدى المشرف ومن متطلبات فتح الملف ..
إحضار صورة الهوية !!
وضعت صورة الهوية في ملفي وسلمتها مع السيرة الذاتية للمشرف..
نظر في وجهي المشرف وقال لي: مكتوب هنا أنت من القبيلة الفلانية؟؟
وأنت شمري ؟؟
كنت قد زورت في نفسي كلاما لأبرر هذا الحال فقلته فقبله في الظاهر غير انه نقله
للشيخ بالتأكيد!!
لقد كنت بليدا فلو أنني قلت الحقيقة وشرحتها لكان خيرا من الخزي الذي كنت فيه..
ولنجوت من الفضيحة التي سأقدم عليها!!
__________________









الرد مع إقتباس