عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 08-05-2006, 03:25 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

قال لنا : انتظرا حتى افتح لكم باب الملحق..
وهو عبارة عن غرفة مستقلة بطرف المنزل في شماله الغربي..
فتح الشيخ باب الملحق فدلفنا للبيت ..
نزع الشيخ عباءته وعلقها على يده ثم قال : سأتسنن وأحضر لكما العشاء !!
ثم خرج من الباب الفاصل بين الملحق والبيت والذي يدخل مباشرة للفناء ..
في ذلك الملحق كعادة البيوت في نجد ، حيث يمزج بين الطراز القديم و ثوب
الحداثة..!!
تحتوي الغرفة في صدرها على مشب للنار خلفه مخزن مكشوف للحطب ..
وعلى يساره بنيت رفوف رصت عليها دلال القهوة العربية وأباريق الشاي..
وتحته توجد مغسلة لغسل الفناجيل وإعداد القهوة والشاي للضيوف..
الغرفة مفروشة بفرش جميل لونه ازرق ..
سألت الأخ محمد .. لقد كنت أظن قبل حضوري لعنيزة أن الشيخ يقيم في بيت طيني؟؟
قال : لقد انتقل الشيخ لهذا المنزل عام 1409 ولم يكن راغبا ترك بيته الطيني!!
ولكن أبناءه أصروا عليه أن يبني بيتا حديثا ففعل..
قلت : وأين يقع ذلك البيت .. ؟؟
قال :سأريك إياه بعد أن ننتهي من العشاء ..
بعد قليل .. فتح الباب الفاصل .. فبرزت صينية كبيرة قد أحاط الشيخ عليها بذراعيه
وتوشك أن تقع .. فقمت فحملتها من يده .. وقلت له : هل ترغب أن أساعدك؟
قال لي : تعال ...!!
لحقته حافيا فدخل من باب كبير فانتظرته ظنا أنه سيقدم هو الطعام فأحمله للملحق ..
فخرج علي الشيخ وقال : لا يوجد أحد تعال ادخل..
دخلت البيت وكان نور الصالة خافتا .. حتى وصلنا المطبخ على يمين الداخل .. انشغلت
بالنظر والفضول ..
فأشار الشيخ لي أن تعال واحمل الطعام!!
حملت الحافظات والصواني الصغيرة فوضعتها على سفرة الطعام..
كانت تلك أول مرة آكل فيها من طعام بيت الشيخ ..
كان الطعام خفيفا وسهل الهضم ولو شئت لذكرته!!
بعدها ساعدت الشيخ في حمل المواعين والسفرة ..
سألت الشيخ ونحن بمفردنا في المطبخ : أين تقع مكتبتكم؟
أمسك بيدي وقادني للجهة الشرقية من المنزل ومررنا بسيب ضيق
ويقع عن يمينه علاقات وضع عليها عباءات الشيخ وعن اليسار درج يقود للقبو.
أخرج الشيخ من جيبه الذي على صدره شبكا علقت عليه مفاتيح كثيرة..
ثم أدخل أحد المفاتيح في الباب المغلق الذي أمامنا ..
فدلف للغرفة وأضاء المصباح ..
أي حظ هذا وأي شرف لي أن أدخل بيت شيخنا بل وأدخل مكتبته ..
لقد مر على قدومي لعنيزة منذ ذلك التاريخ وحتى تلك الليلة حوالي الشهرين وزيادة..
سأصف مكتبة الشيخ من الداخل في الحلقة القادمة إن شاء الله ..
الحلقة العشرون..
مكتبة الشيخ عامرة وأغلبها نسخ قديمة الطبع...
مساحتها حوالي ستة أمتار في أربعة ..
والرفوف ملصقة بجميع جدران الغرفة ...
يجلس الشيخ بجوار نافذة قريبة من الأرض ..
ويستقبل النافذة في الواجهة الجنوبية من الغرفة وأمامه تلفونان ..
أحدهما للفتاوى الشرعية والآخر تلفون البيت الخاص..
وليست هناك مقاعد للجلوس أو طاولة للكتابة.. بل يجلس الشيخ على الأرض فوق
سجادة صلاة .. ويكتب على لوح تعلق عليه الأوراق ..
يراجع الشيخ في مكتبته الكتب أو يجيب على الفتاوى .. أو ينظم المعاملات أ ويقرأ
الرسائل..
بخصوص الرسائل في تلك الليلة التي دخلت فيها للمكتبة ..
شاهدت بوسط الغرفة كومة ضخمة من الرسائل والأوراق المبعثرة ..!!
قال الشيخ وهو يشير لها بأسى: هذه رسائل الأسبوعين الأخيرة ولم أستطع قراءتها ؟؟
تأتي للشيخ رسائل من كل بلاد الدنيا ..
__________________









الرد مع إقتباس