عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 25-05-2003, 09:08 PM
الثائرة بلقيس الثائرة بلقيس غير متصل
ضيف
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2002
المشاركات: 34
إفتراضي

17- وهذا الإثبات يتطلب إثبات ثلاث مقدمات:
الأولى: إثبات وجود الغلو الظاهر الذي لا يقبل الشك في مصنفات (بعض) علماء السلف ممن نقلدهم الذين دخلوا في خصومات (مذهبية) مع علماء المذاهب والفرق الأخرى فحصل بين الفريقين تجاوز في التكفير والتبديع والتشاتم، وهذا (البعض) من علماء السلف هم في آخر الأمر كغيرهم من علماء المذاهب الأخرى الذين دخلوا معهم في تلك الخصومات، بل الجميع في نهاية الأمر بشر يصيبون ويخطئون وقد نهونا عن تقليدهم فيما أخطأوا فيه، وأن نضرب به عرض الحائط، وأنهم كسائر البشر يؤخذ منهم ويرد[8].
الثانية: انتقال هذا الغلو السلفي لعلماء الدعوة السلفية النجدية (الوهابية)[9] مع زيادتهم عليه غلواً في التكفير والتحريم[10].
الثالثة: انتقال غلو علماء الدعوة لمنهاج التعليم في التعليم العام والجامعي، وهذا سنخصصه لمناهج التعليم العام ونختار منها (مقررات التوحيد) في وزارة المعارف.
فالمناهج الدينية (وخاصة التوحيد) مأخوذ من علماء الدعوة كالشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن بعده من علماء هذه البلاد الذين هم في نهاية الأمر بشر يصيبون ويخطئون، وكانت لهم خصومات مع علماء المذاهب الأخرى وعلماء البلدان التي لم يسيطروا عليها.
والدليل على أن مناهجنا مأخوذة من كتب وأقوال علماء الدعوة أن بعض المقررات هي مؤلفات كاملة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من علماء الدعوة وإن كانت لهم جهودهم التي لا تنكر لكننا لسنا ملزمين بأقوالهم إن خالفت الصواب لأننا وإياهم ملزمون بالإسلام ولا يتحمل الإسلام أخطاءنا، وهذا ما أعلن عنه الشيخ نفسه وطلب من العلماء وطلبة العلم أن يردوا عليه الخطأ إن خالف الصواب.
لكن علماء الدعوة ومن تبعهم من علماء هذه البلاد قلدوا للشيخ محمد رحمه الله وساروا على المنهج نفسه بلا نقد ولا مراجعة باعتراف الجميع وخاصة في العقائد.
والشيخ ومن تبعه من علماء الدعوة مقلدون أيضاً لبعض العلماء دون بعض، مع زيادة في الغلو في الحكم على الآخرين وتكفيرهم، وغالباً لا يحررون قول من يستشهدون بأقوالهم، وإنما ينقلون أقوالاً دون أقوال مع تتبع لخصومات بعض السلف مع آخرين والاستدلال بها عند المحاججة بأنه سبقنا إلى ذلك فلان وفلان وفلان...الخ، وينقلون أيضاً عن بعض السابقين ممن اشتهروا بالتكفير وضيق الأفق بالمخالف من المسلمين، كبعض غلاة الحنابلة، وقد ينقلون بعض أقوال الكبار التي قد لا تصح عنهم أو قد ثبت عنهم خلافها أو لا يكونون حجة مع وجود النصوص الناهية عن تكفير المسلمين.
وعلى افتراض أن بعض المتقدمين من كبار أو صغار وقعوا في التكفير والظلم ، هل هذا يبرر لنا أن نظلم بظلمهم ونترك النصوص الشرعية الناهية عن التكفير والظلم؟ كلا.
وسنذكر نماذج الغلو والأخطاء في مقررات التوحيد بشكل مختصر ثم نشير إلى جذورها الفكرية في كتب (الدعوة السلفية) ثم نذكر جذور هذا الغلو الأخير في كتب (غلاة الحنابلة)، وإن لم نناقش الأمر بهذا التوسع والتشخيص فلن نستطيع التجديد المطلوب، فالأمور مترابطة متداخلة جذوراً وجذوعاً وثماراً.
13- من الأمور التي ينبغي الإشارة إليها عدم قدرة الأسر الوطنية ولا التطوير التربوي على اكتشاف (الدس التكفيري ) الموجود داخل المناهج، الذي تم دسه بعلم أو بجهل أو بتواطؤ من بعض الجهات خارج الوزارة، وسيأتي بيانه أثناء النقد التفصيلي (مقررات التوحيد)، لكن بيانه لا نتوقع أن يجد استجابة من جهات التعليم لضعفنا في نقد أنفسنا وفي نقد الفكر السائد ، فالأمور مترابطة وتبني بعضها.

- الملحوظات العامة على مقررات التوحيد:
سبق أن كررنا أن من أكبر ما ينقص (لغة المجتمع) هو (عدم إدراك معاني الألفاظ) التي يتحدثون بها ويكررونها، والقائمون على المناهج جزء من هذا المجتمع يحملون العيوب نفسها، فانتقلت هذه العيوب في المقررات نفسها ومن بينها مقررات التوحيد.
ومن أبرز الشواهد على هذا العيب (وهو عدم إدراك معنى الكلام) أن المؤلفين لمقرر التوحيد لا يعرفون ماذا تعني كلمة (التوحيد) أولاً[11] حتى وإن كرروا بأن التوحيد ثلاثة أقسام (ربوبية وألوهية وأسماء وصفات) مع التحفظ على هذا التقسيم المستحدث.
- ولو أن (مقررات التوحيد) تم تعديل عنوانها إلى مقررات (الإيمان) لأمكن دخول كل ما ليس من التوحيد في مسمى الإيمان، لأن الإيمان يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فالقسم الأول من الإيمان فقط- وهو (الإيمان بالله)- هو (التوحيد) نفسه.
فإذا كان اسم المقرر لا ينطبق عليه ولم نستطع تحديد (دلالة اللفظ) فكيف نستطيع أن نفصل بين أقوال وأفكار الفرق والمذاهب الإسلامية وننتصر لفرقة على أخرى في جدليات التوحيد؟! يجب أن نتواضع ورحم الله من عرف قدر نفسه
__________________
لا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد