عاطف ... قصيدتك هذه ثورة على كل مفاهيم الغزل العربي العريقة ، قبل أن أكتب ردي عليك كنت أطالع كتاباً في النقد ، أورد بعض الأمثلة على التعليل الموضوعي في النقد العربي ، مما ذكره المؤلف: اجتماع الأحوص وعمر بن أبي ربيعة ونصيب ، وكان الحكم كثيّر عزة ، ذم كثيّر الأحوص على خروجه على تقليد مهم ، هو إصرار الحبيب على دوام العاطفة على الرغم من هجر الحبيبة له ، وهو تقليد عام في الغزل العربي ، يخرج عليه الأحوص بقوله :
فإن تصلي أصلك ، وإن تعودي ....... لهجر بعد وصلك لا أبالي !!!
فعلق كثير على البيت السابق متوجهاً إلى الأحوص ، قائلاً : أما والله لو كنت من فحول الشعراء لباليت ! هلا قلت كما قال هذا وأشار إلى نصيب :
بزينب ألم قبل أن يرحل الركب ....... وقل : إن تملينا فما ملك القلب
ولكنك يا عاطف لم تكتف بفراقها فراقاً هادئاً ، بل قلت فيها ما لم يقله الفرزدق في هجاء جرير !!!
فلماذا ؟؟؟ أنسيت أن هذا الفؤاد كان هائماً بها ذات يوم ؟؟؟
أهناك عاشق يقول - وإن كان عاشقاً معتزلاً - :
وسأفقأ العينَ التي جمَّلتُها
وجعلتُ منها روضةً للناظرينْ ؟؟؟
عاطف ربما كنت مصدوماً جداًّ في حبك هذا ، ولكن يبدو أن الصدمة الشديدة التي تعرضت لها أفقدتك الاتزان في التعبير ، تذكر أن القصيدة أولاً وأخيراً قصيدة غزل ، وليست قصيدة هجاء لعدو غاشم !!!
أهلاً بك يا عاطف ، واعذرني على هذا الترحيب ، سيكون أرق بإذن الله تعالى مع القصيدة الثانية ، فلا تغضب .
|