عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 10-06-2002, 05:19 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
إفتراضي

أخي ميثلوني
ورد في تعقيبك ما يلي :
" بل إن الحرية المطلقة أمر لا يمكن تحقيقه عمليا لإن لكل حرية مهما ارتفع سقفها سقف يحدها ولإن حريات الأفراد ستتقاطع حتما عند تضاد الرغبات
ولتوضيح ذلك لو أن نظاما من أنظمة الأغيار الوضعية رفع سقف الحرية فيه فهل سيسمح لفرد بداعي حريته أن يرتكب جناية أو أن يهدم النظام نفسه أو أن يأخذ ما ليس حقا له من مال أو جاه أو سلطان
إذن فلا بد لهذا الحر المزعوم أن يكون سقف حريته هو حدود تشريعات النظام ..... وبالتالي يصبح عبدا لهذا النظام ........ يعني عبدا لغير الله
وهذا معنى الآية "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيحَ بن مريم" كما فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم الطائي " ألم يحلوا لهم الحرام ويحرموا عليهم الحلال " قال : بلى قال :" فتلك عبادتهم إياهم" ".


جميع ما أوردته صحيح ، ولذلك الحرية التي جاء به الاسلام تعني تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ففي الوقت الذي عمل الاسلام فيه على تحرير الانسان من عبوديته للانسان ، نقله إلى عبادة خالق الانسان، فالانسان إما أن يكون عبدا لله تعالى، قال تعالى : { إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه }، أو يكون عبدا لغير الله تعالى، سواء لغيره من بني الانسان، قال تعالى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيحَ بن مريم }، أو لأهوائه وشهواته، قال تعالى : { أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا }.
وعليه فصحيح أن الحريات بمعناها الدقيق لا وجود لها في الواقع ، والغرب إنما يكذب على نفسه وعلى غيره حين يدعو للحريات العامة، فالحريات التي يدعو إليها الغرب لا تعني الا تحرير العباد من عبادة رب العباد الى عبادة العباد . فهو ان نجح في تحرير الانسان من عبوديته لخالقه فلم ينجح في تحريره من العبودية مطلقا ، بل أدخله في عبودية أخرى وبشكل آخر.
ولذلك لسنا مضطرين للجنوح الى التعريف النسبي للحرية –على فرض وجود تعريف نسبي- بل نقول ان شعار الحريات العامة شعار كاذب، فإما أن تنتقل البشرية مختارة الى نور العبودية لخالقها أو تظل غارقة في ظلام العبودية لغيره تعالى .