عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 31-05-2005, 03:54 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

تابع الفصل الثاني

*********

11 ـ غريزة الحل والتركيب :

أن هذه الغريزة ذات أثر بالغ في تربية أبنائنا إذا ما وجهناها التوجيه الصحيح ، أنها تنمي فيهم روح المتابعة والاستطلاع والابتكار ،وتنشط ذكائهم وقابليتهم ،وينبغي لنا أن نقدم لهم كل دعم ومساندة ، والإجابة على كل استفساراتهم ،ومساعدتهم على تخطي كل الصعاب.

غير أننا ينبغي أن لا ندع الأطفال يعبثون بأشياء أو أمور ذات خطورة لا طاقة لهم بها ولا معرفة ، فيسببون لهم المخاطر والأذى إضافة إلى التخريب والضرر .

وبالإمكان شراء بعض أنواع الألعاب التي تعتمد على الحل والتركيب والتي لا يسبب لهم استعمالها أي ضرر بدني .

*********

12 ـ الغريزة الجنسية :

وتعتبر هذه الغريزة من أقوى الغرائز البشرية وأخطرها في الوقت نفسه ، أنها غريزة البقاء للجنس البشري ، والتي تتشابك مع غريزة الأبوة والأمومة لتكونا معاً اتحاداً مقدساً يجمع بين الذكر والأنثى لكي تنشأ الخلية الصغيرة في مجتمعنا أي [ الأسرة ] حيث يكّون مجموع الأسر المجتمعات البشرية .

تبدأ هذه الغريزة بالظهور منذ مراحل الطفولة الأولى بشكل بسيط وبدائي في بادئ الأمر ، لكنها سرعان ما تتطور في بداية مرحلة المراهقة وتشتد عنفواناً ، حيث نجد الأبناء يميلون كل إلى الجنس الآخر [الذكر والأنثى ] ويأخذ الجنس بالسيطرة على تفكيرهم باستمرار ، ولذلك فأن مرحلة المراهقة تعتبر اخطر مراحل النمو ، وأكثرها حاجة لإشراف الأباء والأمهات والمربين وتقديم النصائح والإرشادات للمراهقين غير مكتملي النضوج والذين يمكن أن يتعرضوا لأخطار كثيرة إذا أهملنا واجبنا كمربين وتركناهم يتخبطون في سلوكهم وتصرفاتهم .

ينبغي أن نعطي اهتماماً كبيراً للتربية الجنسية ، سواء في البيت أو المدرسة ،وعدم التهيب من إعطاء أبنائنا وبناتنا المعلومات الكافية عن الحياة الجنسية ، وينبغي لنا أن ندرك أن الاضطراب العصبي الذي نجده لدى المراهقين عائد في الواقع لتهديدهم من الاقتراب من المسألة الجنسية .

إن سياسة السكوت وحجب الحقائق الجنسية عن الأبناء تؤثران تأثيراً سلبياً بالغاً عليهم ،إضافة إلى أنهم سيدركون أن ذويهم يكذبون عليهم ، وهم سوف يجدون الحقيقة عاجلاً أم آجلاً ، و عندما يكتشفونها فإنهم سوف لن يستمروا بمتابعة طرح الأسئلة على ذويهم ، وسوف يستعيضون عن ذلك بالحصول على كل المعلومات المتعلقة بالحياة الجنسية من زملائهم الآخرين .

إن الكذب على الأبناء عملُ غير صحيح وغير مرغوب فيه ، وإن المعلومات عن المواضيع الجنسية ينبغي أن تعطى لهم تماماً بنفس اللهجة ، ونفس الشيء من المعلومات عن المواضيع الأخرى ، وأن تعطى بنفس الحديث المباشر .

وإذا كان الوالدان غير قادرين على التحدث مع أطفالهم بشكل طبيعي في المواضيع المتعلقة بالجنس فسيدعونهم يستمعون إلى الآخرين الذين هم أقل تمسكاً بالتقاليد وقيم العائلة ، وليس هناك أية صعوبة ، قبل البلوغ ، في جعل الطفل يبقى طبيعياً بالنسبة للجنس ، تماما كما في المواضيع الأخرى وحتى بعد البلوغ سوف تكون أقل بكثير عندما ينعمون بصحة سليمة أكثر مما عندما تكون عقولهم قد امتلأت بالرعب والحرمان غير المعقول .

إن التضحية بالذكاء في سبيل الفضيلة عن طريق جعل الأولاد مشغولين ومتعبين جسدياً ، كي لا تكون لديهم فرصة أو ميل للجنس يسبب لهم الأضرار التالية :
1 ـ يغرس رعباً وهمياً في عقول الأولاد .
2 ـ يسبب نسبة كبيرة من الخداع .
3 ـ يجعل الفكر والشعور في المواضيع الجنسية مشيناً ووهمياً .
4 ـ يسبب تشوقاً فكرياً يظهر مخطئاً ومدمراً ، أو يصبح مؤذياً قذراً يفقد الراحة ،ويعيق الإدراك.
إن من المهم في جميع تصرفاتنا مع الأطفال أن لا نشعرهم أن الحصول على فكرة عن الجنس هو شيء قذر وسري ، إن الجنس موضوع هام جداً، ومن الطبيعي للمخلوقات البشرية أن تفكر به ،وتتكلم عنه وخير لنا أن لا ندع أبنائنا يتعلمون عنه من الجهلة أو المراهقين المنحرفين فينزلقون وينحرفون ، وخاصة ما نراه اليوم من انتشار الأمراض الفتاكة الناجمة عن فقدان الوعي الجنسي والصحي لدى المراهقين بصورة خاصة ، والمنتشرة بشكل خطير في أنحاء العالم كمرض [ فقدان المناعة ] الذي بات يهدد حياة مئات الملايين بالموت المحقق ، وحيث لم يتوصل العلم لحد الآن إلى علاج شافٍ له ، أو الوقاية منه ، والذي يمكن أن يُنقله المصابون للآخرين الذين لا يملكون المعرفة والخبرة الكافية لتجنب هذا الوباء الوبيل .

*********

13 ـ غريزة الضحك :

الضحك سلوك غريزي نجده بشكل واضح لدى الأطفال منذ المراحل الأولى ، فهم يضحكون لأتفه الأسباب ، وقد ينطلق الطفل بالضحك بصورة لاإرادية ، ولاشك أن الضحك يؤثر تأثيراً إيجابياً على الصحة النفسية للأطفال وللكبار على حد سواء ، وينفس عن الضيق والضجر الذي يشعر به المرء في حياته ، وعليه فأن قمع هذه الغريزة لدى أبنائنا يعود بالضرر البليغ على حالتهم النفسية .

إن علينا أن ندعهم ينفسون عن ما في أنفسهم بالضحك والمرح حتى داخل الصف في المدرسة لكي لا نجعل الدروس عبئاً ثقيلاً عليهم ، إن بضع دقائق من الضحك والمرح تخلق روح التجديد والنشاط لدى التلاميذ ، وتجعلهم يقبلون على الدرس برغبة واشتياق ، شرط أن يكون بحدود معقولة لا تدع العبث يطغي على الدرس .ولاشك أن المعلم العبوس ، الذي يرفض أن يمنح تلامذته الابتسامة ، ويستكثر عليهم الانبساط ولو لبضعة دقائق ،يصبح درسه عبئاً ثقيلاً عليهم وبالتالي يكرهونه.

*********

الخلاصة :

نستخلص من كل ما سبق أن الحقيقة التي ينبغي أن نضعها أمام أنظارنا هي أن الوقوف بوجه الغرائز ومحاولة استئصالها ، أو قمعها ، أو بترها أمرٌ ضار جداً ، ومخالف للطبيعة البشرية ، لأن الغرائز لا يمكن قهرها أو إلغائها ، بل يمكن السمو بها وتوجيهها وجهة الخير لكي تعود على أبنائنا بالفائدة التي من أجلها ولدت معنا هذه الغرائز ، فمن المعلوم أن كل شيئ في الوجود يحوي على النواحي الإيجابية والنواحي السلبية ، ولاشك أن دورنا كبير ، وأساسي في التركيز على الجوانب الإيجابية لهذه الغرائز ، وحثّ أبنائنا على التمسك بها ، والتقليل من تأثير الجوانب السلبية ، وبهذا نستطيع خلق الظروف الصحية لنمو أبنائنا أخلاقياً ونفسياً وجسمانياً ، ولاشك أن هذا العمل ليس بالأمر الهين ، وهو يتطلب منا عملاً مثابراً ، ومتواصلاً حتى نستطيع أن نوصل أبناءنا إلى شاطئ السلامة والأمان .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس