[يتيم الشعر]

أخي الكريم تيمور

كأني بك يا أخي تريد أن تقول أن علينا البدء ببناء مؤسسات المجتمع المدني ومن ثم نتحول إلى مانريد من أشكال السلطة وتتوزع آلية طبخ القرار على مؤسسات تشريعية وأخرى تنفيذية متعددة وذات سلطات متنوعة ومختلفة المستويات ..

وأنا أقول لك يا صديقي إن التغييرات التي تنتظرها شعوبنا تحتاج إلى إلقاء صخرة في هذا الماء الراكد ، وتحتاج لتسريع وتيرة التغيير والإصلاح وإلا دبَّ اليأس الذي يتلوه التخريب والفوضى

ورب ضارة نافعة ، فبع 11/9 بدأت حركات التغيير تنشط بقوة على الرغم من كل السلبيات ، وللأسف فإن دعاة الإصلاح المتمسكين بمادئهم وجدوا أنفسهم بين قريب متسلط عليهم وبين غريب يمد لهم يد العون
نحن نعلم بأن في اليد الأخرى خنجراً ، لكن السؤال : إذا كان في إحدى يدي العدو الأجنبي خنجر .. وكان في يد ابن العم الذي من جلدتي ومتسلط علي خنجران !! فكيف أتصرف ؟

من الظلم تحميل الشعوب مسؤولية التغيير ومقاومة الظلاَّم المستبدين ، من الظلم أن نطالبهم في كل حين أن يثوروا ويحتجوا ويعترضوا ويتظاهروا ليساموا أشد العذاب ويقفدوا وظائفهم وتتشرد أسرهم
من الظلم أن يطالب طالب جامعي أن يضحي بمستقبله من أجل الخروج في مظاهرة قد تؤدي إلى خروجه من الجامعة نهائياً وتدمير مستقبله

الناس بحاجة فعلاً لقائد يرون فيه صمودهم ويرون فيه التضحية والكفاح ، ويرون فيه العقل .. يطمئنون له ويثقون بقدرته على إدارة أمور البلاد والعباد

إن مطالبة الناس بالتغيير وهم لايعلمون من هو البديل ومن سيأتيهم خلفاً لحكامهم الحاليين هو جريمة ، والتاريخ المعاصر زاخر بأمثلة مرعبة لنتائج الثورات والانقلابات في ليبيا والسودان وسوريا واليمن وغيرها ..