عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 09-06-2002, 06:32 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
إفتراضي

تقولين :
" المسألة مسألة مسميات وشعارات
بدل البيعة انتخاب
وبدل الشورى ديمقراطية
وبدل الخلافة رئاسة او حكم ".


نعم المسألة مسألة مسميات لا مسألة أسماء، الخلاف على المسمى لا على الاسم، وما الحاجة للاسم إلا للدلالة على مسماه .
أما الخلافة فهي نظام محدد للحكم أو للرئاسة المسلمين ، وهذا النظام يختلف كليا عن غيره من أنظمة الحكم القائمة في العالم. فكما أن الجمهورية تختلف عن الملكية مع أن كلا منهما نظام حكم ، فكذلك الخلافة تختلف عن الجمهورية وعن الملكية مع أنها نظام حكم. وكما أن الملك يختلف عن رئيس الجمهورية مع أن كلا منهما رئيس للدولة ، فكذلك الخليفة ليس هو بملك ولا هو برئيس جمهورية مع أنه رئيس دولة. وعليه فالخلافة هي نظام الحكم في الاسلام وهذا النظام كأنظمة الاسلام الأخرى مثل النظام الاقتصادي والاجتماعي تختلف في مضمونها عن أي نظام آخر.
وأما الشورى فمدلولها غير مدلول الديموقراطية، وقد رددتُ على القحطاني في زعمه أن الديموقراطية لا تتناقض مع الاسلام ، وفي أن الديموقراطية هي الشورى، بالحجة والبرهان. فعجز عن الدفاع عن زعمه، كما عجزت انت عن الدفاع عن موضوعه. وإلى جانب ذلك طرحتُ موضوعا مفصلا عن التناقض بين الديموقراطية والاسلام تحت عنوان ( الديموقراطية والمفهوم الصحيح ) إلا أنك وصديقك القحطاني قد عجزتما عن الرد، وقد عبرتِ في تعقيبك الأخير عن عجزكما من خلال الاقتصار على تكرار نفي وجود تناقض بين الاسلام والديموقراطية من غير بينة أو برهان.


وأما البيعة فليست هي انتخاب فقط ، بل هي انتخاب وعقد بين الخليفة المنتخَب وبين الأمة، فلا تنعقد الخلافة بمجرد الانتهاء من عملية الانتخاب بل لا بد من بيعة الأمة للشخص الذي حاز على أكثرية الأصوات. ومع أن البيعة ليست مقيدة بألفاظ معينة إلا أنها لا بد أن تشتمل على العمل بكتاب الله وسنة رسوله بالنسبة للخليفة، وعلى الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره بالنسبة للذي يعطي البيعة، ولا أظن أن مثل هذا العقد على العمل بكتاب الله وسنة رسوله قد حصل على سبيل المثال بين الرئيس بوش والشعب الأمريكي أو بين الرئيس شيراك والشعب الفرنسي .



تقولين :
" اما ان الحكم لله فهذه مافيها خلاف .. لكن هذا مو معناته اتركوا حياتكم تسير وفق مبدأ ((القسمة والنصيب)) ".

فأولا الديموقراطية التي تنادون بها لا تعترف بل تنكر أن الحكم لله، لأن الديموقراطية معناها الحكم للشعب، فلا تعترف بغير حكم الشعب، والذي يعني ليس انتخاب الحاكم فقط، بل يعني أن بيد الشعب السلطة التشريعية والقضائية إلى جانب السلطة التنفيذية. فالخلاف ليس مع بلقيس أو مع القحطاني أو مع برمودا أو مع ظلام السياسة أو مع من هم على شاكلتكم بل الخلاف والتناقض مع الديموقراطية والديموقراطيين، وما انتم إلا مجرد مرددون لكلمة الديموقراطية بسبب انضباعكم بالغرب .

وثانيا لم يقل أحد أن معنى قوله تعالى : { إن الحكم إلا لله } هو أن نسير في حياتنا وفق ( القسمة والنصيب ) لأن الاحتكام للشرع لا يدخل أصلا في باب القضاء والقدر، بل هو داخل في باب الأعمال التي سوف نسال عنها يوم القيامة.


تقولين :

" الاسلام ليس قالب جامد نحشر الامور حشر حتى ندخلها في نطاقه.. وبهذه الصفة بالذات يتميز عن اليهودية والمسيحية
دين مرن يتوافق مع كل مكان وزمان.
وتأكد :شي فيه مصلحة وخير للناس مستحيل يكون حرام.. ".


نعم لا يجوز أن نحشر الديموقراطية حشرا حتى ندخلها في نطاق الاسلام، لأن الاسلام عقيدة ينبثق عنها نظام يعالج كافة مناحي الحياة، فلا يوجد فيه نقص تشريعي، والديموقراطية فوق أنها تشريع من وضع البشر فإنها تتناقض تناقضا تاما مع أحكام الاسلام . وأما اليهودية والنصرانية فلأنهما تفتقران إلى أنظمة الحياة فلا يلمس المؤمنون بهاتين الديانتين تعارضا بين ايمانهم وبين الأخذ بالديموقراطية، لا سيما أن الديانتين قد حرفتا.

الاسلام قادر على معالجة جميع مشاكل الحياة ، وهذا معنى صلاحيته لكل زمان ومكان ، وليس المعنى هو التوافق مع كل زمان ومكان ، ففي عصر الديموقراطية مثلا يعتبر الجهاد في سبيل الله -المنصوص عليه في كتاب الله - ارهابا، ولذلك وجد توجها نحو شطب الآيات التي تتحدث عن الجهاد من مواد التربية والتعليم في البلاد الاسلامية، وأما أن تخوض الدولة الديموقراطية حروبا تدميرية الهدف منها مص دماء الشعوب ونهب نفطها وخيراتها فيعتبر دفاعا عن الحرية !!!
فهل الاسلام يتوافق مع هذا المفهوم ؟!!!!!!
وأيضا عصر الديموقراطية هذا هو عصر إباحة الإجهاض والجنس والشذوذ وكل أنواع العلاقات المشبوهة، فالاجهاض مباح اباحة مطلقة لكل الأعمار، والحرية الجنسية حق للجميع حتى المراهقين والأطفال، ومن حق المرأة أن تمتهن الدعارة طلبا للرزق ، والعلاقات الجنسية ليست محصورة بالزواج، والزواج ليس محصورا بالعلاقة بين الرجل والمرأة ، بل يجوز بين الرجل والرجل، وبين المرأة والمرأة، وأيضا العلاقة الجنسية ليست محصورة بين الانسان والانسان، بل تجوز بين الانسان والحيوان !!!!
فهل يتوافق الاسلام مع مفاهيم هذا العصر ؟!!!!!!!

أما قولك : ( تأكد : شي فيه مصلحة وخير للناس مستحيل يكون حرام ) ، فبحسب قاعدتك يكون العقل هو المشرع لا الخالق عز وجل، لأن مقتضى قولك هو أن ما تراه عقولنا مصلحة أو خيرا نحلله، وما لا تراه كذلك نحرمه. وهذا خطأ محض. لأن المشرع هو الله تعالى لا العقل، ودور العقل هو أن يفهم ما شرعه الله لا أن يشرع بدلا عن الله . فالصواب هو أن المصلحة والخير يُعرفان أنهما مصلحة وخير إذا أحلهما الله تعالى في كتابه وسنة رسوله، اما ما حرمه الله تعالى في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يكون خيرا ولا مصلحة، فالمرجعية في معرفة المصلحة والخير هو الشرع لا العقل.

تقولين :
المفروض احنا مانناقش الديمقراطية حرام او حلال فهذا شي مفروغ منه

أليس هذا الغاءً أو شطبا للرأي الآخر ؟!

تقولين :
الشعب الفرنسي مثلا.. انظروا الى الدرجة العالية من الوعي التي وصل اليها..

المجتمعات الغربية مجتمعات عنصرية، والتمييز العنصري متأصل فيها ويصحبه العنف في أغلب الأحيان. ولم ينجح أي مبدأ في معالجة العنصرية سوى الاسلام ، والمجتمع الاسلامي لم يعرف في تاريخه الطويل أي مظهر من مظاهر التمييز العنصري، وعلى الرغم من أن العالم الاسلامي اليوم لا يُحكم بالاسلام إلا أن العنصرية ظلت بعيدة عن المسلمين. فإذا كان مثال الموقف من العنصرية يدل على الوعي فهو في صالح المسلمين لا الغربيين.

تقولين :
((لو يجي واحد يقولنا السعودية للسعوديين انا اول من يركض خلفه)).

قولك هذا يدل على أن فيك جاهلية، وأنك لا تبالين بالأحكام الشرعية، لأن الاسلام يحرم القبلية والوطنية ويعتبرها عصبية جاهلية ، وقد وصفها صلى الله عليه وسلم ب (دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ) وقال( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ).


تقولين :
شخصيا ارى ان الشعوب العربية تعودت على القمع والاذلال من قبل الاستعمار سابقا والان الحكام الى درجة اصبحت تتلذذ فيه بهذا القمع وتراه روتين تخرب الدنيا اذا تغير.

الاستعمار هو الغرب الديموقراطي ، وأنظمة الحكم الديكتاتوري القائمة في عالمنا الاسلامي هي من صنع الغرب الديموقراطي . فاستعمار الشعوب ، والديكتاتورية المفروضة على منطقتنا هما من إبداعات هذا الغرب ، وهما من نتاج المبدأ الذي يؤمن به هذا الغرب.



تقولين :
على فكرة: هذا هو سبب تأخرنا عن العالم وتخلفنا الى درجة انه رغم مانملك من ثروات مازلنا نصنف من ضمن العالم الثالث .. نقعد سنين نتناقش ونتجادل حرام حلال حرام حلال لااللي يقول حرام راضي يقتنع ولا اللي يقول حلال قادر يطبق.


الظاهر ان بلقيس لا تحسن قراءة التاريخ، أو ليست مطلعة بما فيه الكفاية على التاريخ، فقد مكث الأوروبيون قرونا طويلة من الصراع الدامي حول مسألة الدين والدولة قبل ان تتحقق نهضتهم، وصراعهم لم يكن فكريا فقط بل دمويا أيضا. فالشعوب الغربية لم تنهض إلا بعد أن استقر الرأي العام الغربي على فكر آمن به الجميع، وبوشر بتطبيقه على الجميع. فالشعوب لا تنهض بدون مبدأ، وحتى تعتنق الشعوب مبدأ لا بد من أن تدخل في صراع فكري وسياسي قد يطول وقد يقصر، لأن القناعة أو تغيير القناعات يحتاج إلى صراع أفكار، لكن الغرب أضاف الصراع الدموي إلى الصراع الفكري، وكذلك فعل الشيوعيون، واما الاسلام فدخل في صراع فكري بحت حتى أقيمت الدولة.

أما سبب تخلفنا عن العالم، فذلك لأن شرط النهضة هو أن تؤمن الأمة بمبدأ، وتطبقه في واقع حياتها، وتحمله إلى غيرها. فالشعوب الغربية قبل القرن الثامن عشر كانت متخلفة، ولم تنهض إلا بعد أن اعتنقت الرأسمالية وطبقتها وحملتها إلى غيرها. والعرب قبل الاسلام كانوا متخلفين ، وحين اعتنقوا الاسلام وطبقوه وحملوه إلى غيرهم نهضوا. وحين أساء المسلمون فهم الاسلام، وتخلوا عن تطبيقه وعن حمله رسالة هداية ونور إلى غيرهم تخلفوا. والشعب الروسي لم ينهض إلا بعد ان اعتنق الشيوعية وطبقها وحملها إلى غيره. وحين تخلى عن المبدأ الشيوعي تخلف.

إلا أن ليس كل نهضة تكون صحيحة، فالنهضة تكون صحيحة إذا كان المبدأ صحيحا، وتكون فاسدة او غير صحيحة إذا كان المبدأ باطلا. والمبدأ الذي يؤمن به الغرب هو مبدأ باطل كبطلان المبدأ الشيوعي، فمع تحقق النهضة في الشعوب الغربية إلا أن نهضة الغرب هي نهضة غير صحيحة، ومظاهر عدم صحتها ظاهرة للعيان، ونتن فسادها يزكم الأنوف، وصرخات المكتوين بنارها تقرع الآذان .
ولا يوجد على وجه الأرض مبدأ صحيح سوى مبدأ الاسلام ، فلا يمكن أن تنهض البشرية نهضة صحيحة إلا بالاسلام. وبما أن الشيوعية قد سقطت وبغير رجعة، فأقترح على المضبوعين بالغرب، وعلى المؤمنين بأفكار الغرب أن يدخلوا في مناقشة مسألة واحدة هي : أيهما الصحيح المبدأ الاسلامي أم المبدأ الرأسمالي ؟ فهذا هو أول الطريق للنهوض.