عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 31-10-2005, 05:24 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي هذا هو مبارك الذي يحتفي به الافاكون ..


هذا
هو
مبارك
الذي يحتفي به الافاكون
..


من طبائع المخلوقات على اختلاف أنواعها وفصائلها الاستجابة الفطرية للاستفزاز والاستعداد لردود الأفعال إذا ما تعرضت حياتها للخطر والتهديد ... القطط والكلاب تفعل ذلك وكذا البغال والحمير والنعاج والخراف وحتى الطيور والحشرات ، وهكذا يفعل كل الأسوياء من البشر والخلائق ... إلا مبارك ، ولعله الاستثناء الوحيد فيما نقول فصبره على الذل الأمريكى لا يعرف النهاية ، حتى لو احتلت ديار الإسلام ، وحتى لو اغتصبت النساء المسلمات والرجال ، وحتى لو وقف جنودها الكلاب على المصحف الشريف ومزقوا أوراقه ومسحوا بها دورات المياه كما حدث فى معسكر جوانتانامو ، فإن شيئـًا من ذلك لم يثر حفيظة مبارك كحاكم لأعز بلاد الإسلام أو كمسلم غيور على دينه وصلته أنباء ما تفعله أمريكا فى كتاب الله
!!

إن صبر مبارك على أمريكا اللا متناهى يضعنا أمام علامات استفهام لا حصر لها ، وكلمة "صبر" التى استخدمتها أكاد أشعر بأنها وضعت فى المكان الخطأ ، لأن التوصيف الحقيقى لهذه الأفعال يقضى بأن نضع كلمة جُبن وهوان بدلاً من كلمة صبر ، لأن الصبر قد يكون له نهاية وقد يكون أمرًا محمودًا فى كثير من الأمور ، أما الجُبن والذل والهوان وقبول الإهانة والعار لا يمكن أن يكونوا المرادفات
الطبيعية لكلمة
"الصبر"
!!

لقد تدرجت أمريكا فى إذلال وإهانة مبارك حتى وصلت إلى الدرجة التى قد لا يبلغها التصور أو الخيال ، وأمريكا تنتقم من مصر فى شخص مبارك لأن مصر كانت على الدوام عقدة أمريكا المستعصية والسبب المباشر فى تحجيم دورها وعدم تمكينها من السيطرة على المنطقة .... اليوم تفعل أمريكا ما تشاء فى مصر عن طريق وكيلها ومدير أعمالها ـ المدعو مبارك
وصدق الشاعر
حين قال


إذا أتت باض الحمام على الوتد
وإذا أدبرت بال الحمار
على الأسد
!!


وتعمد الإهانة أمر مرير ، وهوان ما بعده هوان ، ولقد أرادت أمريكا أن تجعل من مبارك أمثولة لكل دول المنطقة ، فأصبح يمضغ الزلط ويبتلع الغلط دون أن يقوى على الفعل أو رد الفعل ودون أن يتنفس أو ينطق بنصف كلمة فى حق أمريكا .

والإهانة درجة أعلى من الأذى ، وقد يتحمل الإنسان أذى خصمه ، لكنه لا يتحمل إهانته ، وكل عدو يهين خصمه يجعل إهانته على قدر من الاحتمال حتى لا يحدث الانفجار وحتى لا تفلت الأمور وتخرج عن حدود السيطرة ، فقد يهين السيد خادمه ولكن بالقدر المحتمل ، وقد يهين المالك أجيره ولكن فى حدود يمكن تحملها بشئ من الضيق والألم ، لكن إهانة أمريكا لمبارك إهانة منفلتة ومخالفة لكل الأعراف والتقاليد وحتى لحقوق العبيد ، وبسبب الإهانة التى يلقاها مبارك من أمريكا أستطيع أن أؤكد وأقول : لو فعل مبارك فى شعبه ما لم يفعله اليهود فى فلسطين ما بردت نار قلبه وما هدأت حسرة نفسه وغليل صدره ، فإهانته لشعبه لا تقاس بحال من الأحوال لإهانة أمريكا له ، وأصبحت الشعوب البائسة فى عرف الطغاه وسيلة للتفريج والتنفيس عن كبت الحاكم .

وإهانة أمريكا لمبارك حولته إلى "جمل" وحمال للأسيه ، فالاهانات لم تكن متقطعة ولكنها متصلة ، ولم تكن مستترة ولكنها عارية ومعلنة ، وتعدت حدود اليوم والشهر والسنة وبلغت 24 عامًا شاب فيها شعر الحاكم وانكسرت فيها إرادته وتبدلت بسببها مشاعره وذلت فيها أحاسيسه وخواطره وأصبح متابع للأحداث وليس صانعها .. منفذ للأوامر وليس صادرها ، وما أقوله ليس كذبًا أو افتراءً لكنه واقع مرير يشعر به كل مصرى ويكتوى بناره صباح مساء لأن أى مواطن ـ مهما كانت درجة خلافه مع مبارك ـ لا يسره أن يرى حاكمه بمثل هذا الضعف والهوان والإنكسار .

إن صدام حسين
وهو فى محبسه
يتمتع بكرامة
لا يتمتع بها
مبارك
...
مبارك الذى يمرح فى قصور الرئاسة طولاً وعرضًا من الأقصر إلى الغردقة ومن شرم الشيخ إلى الإسكندرية ، وكل هذا يرجع لكون الرئيس مبارك لم يذبح القطة السوداء لأمريكا فى سنوات حكمه الأولى ، وتعالوا معًا نبحث عن بداية الهوان فى سجلات مبارك ونضع أيدينا على بداية الإنكسار ومعاشرة الذل فى حياة هذا الحاكم ...

أتذكرون مشكلة السفينة الإيطالية "أكيلى لاور" التى اختطفها بعض المجاهدين الفلسطينيين ورسوا بها على الشواطئ المصرية وهددوا بقتل كل ركابها ونسفها إذا لم يُستجاب لمطالبهم ... كان ذلك فى بداية حكم مبارك أثناء ولايته الأولى ... يومها تدخل الرئيس لدى الخاطفين بعد أن قتلوا بالفعل مواطنـًا أمريكيًا وشرعوا فى قتل الآخرين .. ونجح مبارك فى إبرام صفقة مع الخاطفين شملت الإفراج عن السفينة مقابل تعهده للخاطفين بضمان سلامتهم ونقلهم جوًا إلى الجهة التى يطلبونها .. بعد ذلك سار كل شئ على ما يرام وأطلق سراح السفينة والركاب ، وأعلنت مصر عن مغادرة الخاطفين الفلسطينيين على متن طائرة مصرية إلى جهة غير معلومة خارج مصر ... أمريكا لم تأكل الطعم وكان لها من رجال السادات ما بقوا حول مبارك ، وأبلغوها بحقيقة الموقف أولاً بأول ، وما هى إلا ساعات قليلة حتى أعلنت السلطات المصرية أن إحدى طائرات شركة مصر للطيران قد اختطفت بعد أن تعرض قائدها لقرصنة جوية من قبل الطائرات الحربية الأمريكية حيث أجبرت على الهبوط بإحدى مطارات الدول الأوروبية ، وأنه قد تم القبض على
الفلسطينيين الخاطفين للسفينة
"أكيلى لاور"

هذه الحادثة كانت بمثابة المحك الأول لاستكشاف حقيقة مبارك ففعلت أمريكا فعلتها وانتظرت رد الفعل من مبارك ، فإما أن يثور وإما أن يخور ، وبناء عليه ستحدد أمريكا طبيعة العلاقة التى ستكون عليها العلاقات المصرية الأمريكية ، وما فعله مبارك فى بداية الأزمة كان ناجحًا ، ولو تمت الصفقة وفق ما أراد مبارك لكان لمبارك شأن آخر على المستوى الدولى ، لكن هذا كان يتعارض مع ما تريده أمريكا من مصر وحاكمها ، حيث أعدت الساحة منذ توقيع إتفاقية السلام مع إسرائيل على ألا يكون لمصر أى دور قيادى لا فى المنطقة ولا فى العالم ... من أجل ذلك أفسدت أمريكا مساعى مبارك وحولته إلى سراب وإلى شئ آخر فيه الكثير من الإذلال والإنكسار والعجز ، وقد ضربت أمريكا ضربتها وجعلتها ضربة تعجيز للنظام المصرى وتكسير لعظام مبارك بعد أن أحرجته دوليًا ووضعته فى خانة من العجز والهوان الذى يُندى له الجبين
!!

أيامها لم تعتذر أمريكا لمصر ولم يتحرك مبارك ولم يثور ولم يطالب بتحقيق دولى ، ووقف حائرًا أمام كاميرات التليفزيون مرددًا عبارة واحدة مفادها ان قلبه يتقطع من هذا العمل الذى لا يعرف له تفسير
!!

هذه الواقعة مثلت بداية الهوان الحقيقى فى علاقة أمريكا بمبارك .. هذا الهوان الذى ارتضاه مبارك لنفسه ولوطنه وارتضته أمريكا كأسلوب دائم فى التعامل معه ... أيامها لم يفطن مبارك لحجم الإختراق الأمريكى الضارب فى الدولة ، ولم يحاول تصحيح الأوضاع ، ولم يسأل نفسه : كيف علمت أمريكا بموعد إقلاع الطائرة المصرية ، وكيف عرفت وجهتها وخط سيرها فى وقت حرصت فيه القيادة المصرية على تعمد التمويه والتضليل على الجميع حيث أعلنت بصورة متكررة فى نشرات الأخبار المتعاقبة نبأ مغادرة الفلسطينيين لمطار القاهرة دون أن يحدث ذلك ، وعندما حدث ما حدث ابتلع مبارك الإهانة بمنتهى اللطف والوداعة والروح الرياضية ، ولم يطالب بالإعتذار ورد الإعتبار ، ولم يهدد بطرد السفير الأمريكى أو قطع العلاقات ـ رغم أن كل هذه الأمور تعد من الشكليات التى تلجأ إليها كل الدول عند إدارتها للأزمات على أنها من الأمور البسيطة والشكلية التى تعبر عن أزمة عارضة سريعًا ما تجد طريقها للحل على أيدى وسطاء وأطراف أخرى ولكن بعد أن تمتص غضبة الشعوب وبعد أن يُظهر الضعيف قدرته ويسترد كرامته ، ولأن شيئـًا من ذلك لم يحدث فقد فتحت أمريكا فى علاقاتها الدولية فرعًا جديدًا يتبع وزارة الخارجية ـ هذا الفرع أو القسم جعلته متخصصًا فى إبتكار طرق الإذلال والتنكيل بالدول المستضعفة وبالحكام الضعاف ، وللأسف فإن هذا الفرع لم يجد غير الدول العربية على وجه العموم ومصر على وجه الخصوص ليباشر مهامه الدنيئة والشاذة ـ كما أنه لم يجد غير مبارك من بين كل رؤساء العالم ليكون ألعوبتهم المفضلة
..

يسافر شارون ـ وهو رئيس وزراء ـ إلى أمريكا فيقابله الرئيس الأمريكى على سلم الطائرة ، ويسافر مبارك وهو رئيس أكبر دولة عربية فلا يجد فى المطار غير إمرأة تنتظره نيابة عن الرئيس ، ثم يمكث بعيدًا عن البيت الأبيض من السبت إلى الثلاثاء دون أن يقابل سيد البيت .

أليست هذه سخرية ما بعدها سخرية وإهانة ما بعدها إهانة ، وفى كل مرة يحج فيها مبارك للبيت الأبيض يحدث نفس الفعل ويعود إلينا مبارك منكسرًا ومحطمًا ليكتب سمير رجب عن الزيارة الناجحة وإبراهيم سعده عن الحفاوة البالغة وإبراهيم نافع عن العلاقات الوطيدة ، وفى كل حين يُزغد الرئيس مبارك من أمريكا فينطق فى القاهرة ويتحدث عن زيادة السكان وإرهاب الإخوان وبيع القطاع العام والخيار الاستراتيجى للسلام ، وكلما تعب وجلس قليلاً ليستريح من أعباء الحكم ومسئولياته التى يحدثنا عنها تزغده أمريكا من جديد فينطق مثلما ينطق التليفون الذى يعمل بالعملة ويأتى باسطوانة الشرعية الدولية مطالبًا السودان بالالتزام بالشرعية الدولية ومطالبًا ليبيا بالشرعية الدولية ..

ومطالبًا لبنان بالشرعية الدولية
..

ومطالبًا العراق بالشرعية الدولية
..

ومطالبًا سوريا بالشرعية الدولية .. دون أن يطالب أحد بحقوقنا الشرعية ... حتى أصبح مبارك مندوبًا للشرعية الدولية ومتحدثـًا رسميًا للأمم المتحدة الأمريكية ، وإذا كان الوضع كذلك ـ وهو كذلك ـ فما أسهل أن يسجل نصائحه على شريط كاسيت ليذيعها كلما اقتضت الضرورة حتى لا يمل من التكرار ويرتاح قليلا قبل أن يُزغد من جديد ويعيد بأفصح لسان ما سبق وقاله عن زيادة السكان وإرهاب الإخوان وإلى آخر قائمة الهوان ..

هل سينسى التاريخ لمبارك
استقباله لبوش فى شرم
الشيخ بعد احتلاله لبغداد
؟!!

كيف تـُمحى من الذاكرة الوطنية مشهد قيادة المجرم بوش لسيارة الجولف فى منتجع شرم الشيخ بعد أن شحنها بخراف العرب أمثال مبارك وظالم الحرمين وخائن الأردن وعلاوى فلسطين ، وهو منتشيًا بنصره الواهم فى العراق
؟!!

يومها وفى شرم الشيخ وقف بوش أمام حكامنا الأندال بعد أن دمر العراق وفتك بشعبه ليلقى محاضرة عن الترغيب والترهيب فى مشهد مروع صدم فيه مشاعر المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ، وبعد أن انتهى من خطبته قال لمبارك : إبنِ لى يا هامان بنيانـًا لعلى أطلع على إله المسلمين وإنى لأظنكم من الكاذبين ، فوضع مبارك على رؤوسنا الطين وبنى له الصرح المطلوب .. لبنة من رفات الشهداء ولبنة من عرق الكادحين ، بعد ذلك أشار بوش إلى حيث فلسطين وقال لمبارك : إبن لشارون جدار يعزله عن أطفالكم المتوحشين ، فيأمر مبارك بتحويل كل مواد البناء إلى فلسطين لا لإعمارها ولكن لبناء جدار للشياطين !!


يتبــــــــع ......
__________________