عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-07-2007, 07:36 AM
salafi_maghribi salafi_maghribi غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
الإقامة: maroc
المشاركات: 35
إرسال رسالة عبر ICQ إلى salafi_maghribi إرسال رسالة عبر MSN إلى salafi_maghribi
إفتراضي نصيحة غالية من الشيخ ربيع للمسلمين عموما وعلماءهم وحكامهم خصوصــــــا

ذكرى للمسلمين عموماً

ولعلمائهم وحكامهم خصوصاً

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الدي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ,وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا
اما بعد
فان من نعم الله عز وجل أن جعل لهذه الأمة الإسلامية علماء يقومون بحجة الله على العباد ,يهدون بإذن الله ضال المسلمين ,ويرشدون حاشرهم ,مع قيامهم أيضا بواجب النصيحة التي امر بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {الدين النصيحة ,قيل لمن ,قال :لله ولكتابه ولنبيه ,ولأئمة المسلمين وعامتهم} ويدخل في أئمة المسلمين كما قال غيرما واحد من أهل العلم أنهم هم العلماء والأمراء ,إذ بهما قوام هذه الأمة ,كما قال ابن تيمية رحمه الله :{قوام هذه الأمة بالحديد والقلم } وصاحب الحديد\ هو الأمير ,وصاحب القلم هو العالم الرباني

ومن بين هؤلاء العلماء فضيلة العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ,قام في هذا المقال الجيد النافع -جعله الله في ميزان حسناته - بتدكير المسلمين عامتهم وعلماءهم وحكامهم خصوصا ,إذ في صلاحهم صلاح للرعية

ونترككم اخوتي الكرام مع كلام الشيخ حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

فإنه لما يشرف المسلم ويملأ جوانحه سروراً واعتزازاً ما قام به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من استنكار غاضب لما يرتكبه أعداء الإسلام في الغرب من إهانة للقرآن الكريم وللإسلام ونبي الإسلام r قامت ردود الفعل الغاضبة في بلاد الإسلام وعواصمه من الشعوب والحكام والعلماء .

ومن تقر له عين ولو كان من أشد الناس ضعفاً في الإيمان تجاه هذه التصرفات الرعناء تجاه الإسلام ونبيه أعظم الأنبياء وكتابه أعظم الكتب السماوية ؟ .

هذه المواقف المشرفة تبعث في النفوس الأمل القوي في عودة المسلمين إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم , وبهذه العودة الجادة الصادقة إلى تطبيق القرآن عقيدة وعملا ورفضا لكل ما خالفه من عقائد وعادات ودساتير وقوانين , بهذه العودة والرفض الجاد لما خالف القرآن يكون المسلمون قد حققوا نصراً وانتصارا عظيما للإسلام وقرآنه ونبيه وسنته .

ومن منطلق هذا الأمل الواسع القوي أوجه هذا النداء إلى المسلمين عموماً وإلى حكامهم وعلمائهم خصوصاً أسدي هذه الذكرى كما أمرنا ربنا بذلك فقال : ) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ( ( الذريات:55 )

وأزجي لكم هذه النصيحة كما قال رسول الله r : ( الدِّين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم (1/74) وغيره.

ومما لا يمتري فيه اثنان ولا ينتطح فيه قرنان أن معظم هذه الأمة قد وقع في أمور منكرة عقائدياً ومنهجياً وسياسياً واقتصادياً يَصْدُق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ؟) رواه البخاري (3269 ,6889) ومسلم ( 2669) .

ونتيجة لهذه التبعية العمياء نزل بالأمة من الرزايا والبلايا الشيء الكثير الذي يكفي بعضه لأن تستيقظ الأمة فتدرك خطورة ما وقعت فيه من مخالفات لكتاب ربها وسنة نبيها في عدد من المجالات وخطورة ما نزل بها من ويلات .

منها تسلط أعداء الإسلام عليها من قرون مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن.فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت([1]) ) رواه أبو داود (4/111 - ح 4297) وأحمد (5/278) وغيرهما وهو صحيح.

حتى أصبح دين الله الحق في غربة كما قال رسول الله r : ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) رواه مسلم (1/130-ح145) وغيره

فيا أُمَّة الإسلام بادروا بالرجوع إلى دين الله الخالص كما أمركم رسول الله r وأيقنوا أنه لا خلاص لكم مما نزل بكم إلا بالعودة الصادقة والإصلاح الشامل في كل الميادين العقائدية ،فالمخالفات العقدية كثيرة في باب أسماء الله وصفاته ،فكثير من الأمة لا تطابق عقائدها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام والسلف الصالح من تعظيم الله بإثبات أسمائه وصفاته فعطلوها إلا من وفق الله تعالى .

وفي أبواب القدر مخالفات لما جاء في الكتاب والسنة فهم ما بين جبري وقدري إلا من ثبت الله تعالى.

وفي قضايا الإيمان ما بين خارجي ومعتزلي ومرجئي .

وفي أبواب التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده مخالفات كثيرة لما جاء في الكتاب والسنة ولما جاء به الرسل جميعاً من الاستغاثة بغير الله في الشدائد ودعاء غير الله حتى في حال الرخاء والذبح والنذر لغير الله وهذه من الشرك الأكبر ، قال تعالى: ) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ( (الأحقاف : 5-6) .

فصرَّح الله تعالى بأن دعاء غيره ضلال وأنَّ دعاء غير الله عبادة لذلك المدعو وعبادة غير الله شرك بالإجماع .

وقال تعالى : ) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً ( (الجـن:18)

والآيات في هذا الباب كثيرة .

) قال تعالى : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ( (الكوثر:2)

وقال تعالى : ) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ( (الأنعام : 162/163) .

وقال تعالى : ) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ((الإنسان:7)

فهذه العبادات صرفها لغير الله شرك به .

والبناء على القبور وشد الرحال إليها وذلك من وسائل الشرك والغلو في أهلها إلى درجة أن كثيراً من الناس يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون فمن هذه الأمور ما هو شرك أكبر .

وفي الحياة الاجتماعية مخالفات لما شرعه الله من الحشمة والحياء وسائر ما أدبنا الله من الآداب والأخلاق التي تميز المسلمين من غيرهم ومن اختلاط الرجال بالنساء والتشبه بأعداء الإسلام والمبالغة في ذلك .

وفي مجال الاقتصاد انتشر الربا والرشوة والقمار وما جرى مجراها ،وهي من أعظم الكبائر ،وقد توعد الله بحرب المرابين ولعن الراشي والمرتشي .

وفي مجال السياسة والحكم تحكم الشعوب الإسلامية بغير ما أنزل الله من القوانين الغربية وغيرها إلا من سلم الله كبلاد الحرمين .

والوصول إلى الحكم والمجالس النيابية عن طريق الديمقراطية وما ينشأ عنها من الإيمان والعمل بالانتخابات القائمة على التعددية الحزبية التي حرمها الله ، والدعوة إلى مشاركة المرأة في الترشيح والانتخابات والبرلمانات .

وكل هذه الأعمال مخالفة لما جاء به الإسلام من الهدى والنور والعدل والإحسان وإلزام الأمة بأن تكون أمة واحدة تجمعهم الأخوة والمحبة في الله وتجمعهم العقيدة الواحدة .

والديمقراطية وما تفرَّع عنها تمزق الأمة وتغرس في نفوس الأحزاب والأفراد العداوة والبغضاء إلى جانب تبذير الأموال الطائلة لكسب الأصوات في حلبة الصراعات والإعلانات المزيفة القائمة على الكذب وفساد الأخلاق وتخريب الذمم .

ولهذا يسعى اليهود والنصارى وعلى رأسهم أمريكا لفرض هذه الديمقراطية وما يتبعها وحقوق المرأة المزعومة على الأمة الإسلامية .

وإني لأناشد بالله العلماء والحكَّام والمثقفين وأذكرهم أنا وكثير من المسلمين بقول الله تعالى : ) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ( (النساء:58)

ولا يوجد العدل إلا في شرع الله ، لا في الديمقراطية ولا في غيرها .

ويقول الله : ) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( (النحل:90)

والديمقراطية ليس فيها العدل الذي شرعه الله ولا فيها النهي عن الفحشاء والمنكر بل البلدان التي تحكم بالديمقراطية وما تفرع عنها من قوانين هي مرتع خصب للفواحش والمنكرات ، بل تعتبر الديمقراطية ذلك من الحريات والمساواة واحترام الآخرين والأخريات .

ومن المصائب التي تزيد المسلمين بلاء على بلائهم أن تسمع أصوات باسم الإسلام تقول : إن الديمقراطية هي الإسلام أو روح الإسلام ، ونُذَكِّر هؤلاء بقول الله تعالى لأهل الكتاب : ) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ( ( الأعراف:169 )

أين الديمقراطية التي وضعها شياطين الإنس لإرواء شهوات وأهواء البشر وإهمال حقوق الله وعدم مراعاتها وعدم مراعاة الرسل وما جاؤوا به من عند الله من عقائد وتشريعات قائمة على العدل والحكمة ومراعاة مصالح البشر ودرء المفاسد عنهم التي تفسد عقائدهم وعقولهم وأخلاقهم .
__________________
قال الله تعالى :{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } [ النساء: 145]