عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 09-12-2005, 06:57 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

الأعضاء المتواجدون الآن: 143 (6 عضو و 137 ضيف)

حلف الفضول


المشاركة الأصلية بواسطة الهلالي و فارس ترجل

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تابعنا كثيراً منتديات الحوار المنتشرة على الشبكة ، و على رأسها منتدانا الأثير "حوار الخيمة" ، و لاحظنا مشكلة في طريقة الحوار التي يتبعها اكثر المتحاورين "و لا نقول جميعهم" ، خصوصاً في الخيمة السياسية ، رغم ان الغرض من هذا القسم يفترض ان يكون الحوار حول همومنا السياسية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، بدءً من آراءنا في الحكام مروراً بما يجري على الاوضاع السياسية من تطورات و تغيرات و إنتهاءً بإنعكاس ذلك علينا كمجتمعات و أفراد

خصصنا هذه الخيمة بالموضوع رغم عدم إتصاله المباشر بالسياسة ، لأنها المقصودة اكثر من سواها بما سيلي ، حيث صارت لهجة الحوار المنبثة فيها تنتهي في كثير من الأحيان بالمتحاورين إلى التلاعن والتراشق بالقول المشين ، مما يوغر الصدور و ينفر اواصر الاخوة التي تجمعنا ، بالاضافة الى ضياع الحق وسط غث المشاركات و تضيع محاور النقاش في الشخصانية و البحث عن النواقص ، و ينتهي الامر بحشو الموقع بسطور اغلبها فارغة الا من السطحية و الغمزات و اللمزات و الكراهية مما يسيء الينا امام انفسنا و امام القاريء سواء العابر أو المقيم.



و بما ان هذه الظاهرة قد استفحلت مؤخراً فقد عزمنا ان نشترك في هذا الموضوع رغبة منا في وضع النقاط على الحروف و تبيان ما قد نسيناه في خضم آراء الاعضاء المتناقضة ، مع علمنا ان الكثير قد كُتب في هذا المجال سواء خلال منتدانا العزيز هذا او المنتديات الاخرى ، لكن نظن انه هذا سيكون مختلفاً كونه تم بعد الإطلاع على أغلب ما كتب في هذا المجال و تصفيته و عكسه او مقارنته بما يجري هنا في خيمتنا ، و سواء أتى بأثر او لم يأتِ فقد قصدنا به وجه الله و إلزام الحجة و البينة ، و لله الامر من قبل و من بعد.

قبل ان تنشر موضوعاً او ترد على موضوع

* إجعل غايتك إنصاف الحق و لو كان عند الطرف الآخر ذلك الحق فلا تجد غضاضة في القول إنك تتفق معه ، او انك إقتنعت بوجهة نظره ، و لا تظنن ان هذا سينقص من قدرك ، بل ان كل قاريء واعٍ خلوق سيدرك من موقفك ذاك انك باحث عن الحق و لست محتكراً له ، اما غير ذاك من القراء فلا يهمك امرهم ، أما اذا ابيت ذلك فعلى الأقل أصمت خيراً لدينك و مروؤتك.
و قد عُرف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لامرأة راجعته في قضية تحديد المهور:

أخطأ عمر وأصابت امرأة
وما عُد ذلك انتقاصاً من قدره بل عُد من جملة مزاياه الحسنة والكثيرة

فالحقيقة ان المرض بدأ عندما تكاثر الاعضاء الذين همهم غلبة الطرف الاخر و إعلاء الصوت عليه و تحقيره و لو بالباطل ، فالمهم ان يشعروا بإنتصار ذاتي هو في حقيقته زائف ، ثم تبدأ المشكلة في التضاعف عند التحول الى المباهاة و مد الأرجل بليّ اعناق الكلام حتى يلفتوا اليهم إعجاب الناس ، بصرف النظر عن الحق او الباطل
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( من ابتغى العلمَ ليُباهي به العلماءَ، أو يُماريَ به السفهاءَ، أو تُقبل أفئدة الناس إليه، فإلى النار )

* عندما تجد ان احد الاعضاء قد طال حاكم او رمز سياسي او جهادي تحبه و تقدره بنقد صريح يتضمن تبيان مثالب ذلك الرمز ، فلا تعتبر تصرفه هذا يعنيك بالتحديد ، و لا تظن انه يفعل ذلك من منطلقات حاقدة او متتبعة للنواقص بالضرورة ، بل انظر هل هو محق في نقده؟ ، و إن لم يكن محقاً فبيّن له هذا بكل هدوء و محبة ، و ذلك وفق مرجعية تتفقان عليها و هي هنا على الأغلب المرجعية الاسلامية الحنيفة ، ثم إخضع الامر بينكما للحوار و التحاجج و غرضك إحقاق الحق ، فإن بدا كلامه مبني على حجج سليمة لا بأس ان تأخذ بها و تشكره على الفائدة ، و إن بدا واهي الحجة عديم السند فبيّن له ذلك بذات الهدوء ، و رد الاعتبار لرمزك الذي تحبه بحسن البيان دون اي استهداف لشخص الطرف الآخر .

تستطيع ألا تفعل اياً من ذلك ، و تستطيع ان تهمل موضوعه و تبدأ في كيل الاتهامات إليه بالافتئات على نيته التي انت في الحقيقة لا تعلمها و الالتفات الى شخصه و جنسيته و مثالبه التي تدعيها عليه ، و إخراج روابط مواضيع قديمة لتشتيت التركيز ، و طرح صور مستهزءة من شخصه او شخص تعلم انه يحترمه ، و الضحك و السخرية من طرحه و من معرّفه ، و إستخدام كافة الابتسامات و الوجوه التي يتيحها المنتدى للإنتقاص منه و إثارة زوبعة راقصة من حوله....إلى آخر ما حفظناه هنا ، لكن إسأل نفسك بعد كل هذا هل استطعت ان تثبت إحترامك لذلك الرمز الذي طاله الطرف الآخر بالانتقاد؟ ، و هل بتصرفك هذا أحسنت الى قناعاتك و بينت صحتها للناس ام أسأت اليها و بينت إنك على هواء؟

و تذكر دوماً أمر الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام بأن يقولا للطاغية فرعون و هو فرعون و ليس أخيك في الاسلام وهما يُحاورانه قولاً ليناً، أي قولاً رفيقاً رقيقاً لطيفاً، لأنه أوقع في النفس، وأشد أثراً، وأكثر نفعاً، كما قال تعالى :

{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}

* لا تكتم الحقيقة التي تعرف عند الحوار ، فاللين لا يعني المداهنة او المجاملة في الباطل ، او ان تسمي الاشياء بغير مسمياتها الشرعية ، فكل شيء مستحب او مقبول الا ان تمرر الباطل ، و إنما غرضنا لين القول في عرض منهجك ، فلا تغيِّب أو تكتم من الحقيقة شيئاً ، فليس هذا ما قصدناه بل نبرأ الى الله منه.



* بما اننا في أغلبنا مسلمين فيصعب علينا التصدي لأي مسألة سياسية دون ربطها بالمنظور الشرعي لها ، فإذا طرح احد الاعضاء موضوعا ً ينتقد من خلاله احد العلماء ، فيفترض منك في هذه الحالة ان تواجه انتقاده الى هذا العالم او ذاك بكلام عالم او علماء او بما هو معلوم من الدين بالضرورة ، فإذا وجدت انه ليس موضوعياً او علمياً في طرحه ، فعليك بدورك ان تأتي بكلام العلماء الثقاة الذي ترد به عليه مقالته في ذلك العالم او تأتي بالمعلوم من الدين و مسلّماته.

في نفس الوقت تذكر أن لا رهبانية في الاسلام ، و لا يوجد احد فوق النقد ، فلسنا في الأغلب شيعة ، و باتالي فإن ائمتنا ليسوا معصومين ، و للدنيا عليهم مداخل مثل جميع البشر ، و من واجبنا ان نأخذ على أيديهم اذا أفتوا او صرحوا بما يخالف الشرع سهواً او عمداً و ذلك بمقارنته باقوال علماء السلف و الخلف و إجماع الامة

* تذكر انك في خيمة سياسية ، و السياسة في هذا العصر مناطها الدول ، فلا يمكن الحوار او عرض موضوع دون الاشارة الى دولة من الدول بالاسم و التعيين ، و قد تكون هذه الدولة هي التي تعيش فيها ، فلا تعتبر ان ذكر هذه الدولة بشيء من النقد هو نقد لشخصك او ذكرها بشيء من المديح هو مديح لك ، بل إفهم ان طارح الموضوع معني بالسياسات و الانظمة لا الشعوب ، و اذا طالك شك في هذا الجانب و انه قد يكون يجترأ على شعب مسلم كلنا نغار عليه من اي مس ، استوضحه قبل ان تتسرع ، و اذا إتضح على الملأ انه يستهدف فئة من المسلمين الذين يعيشون في دولة معينة فبيّن عوار منهجه بالحسنى ، و اظهر له ان لا فرق بين المسلمين الا بالتقوى ، و أظهر محاسن تلك الفئة من المسلمين و ذكره بأمجادها التاريخية كبقعة من بقاع الاسلام ، لعله يتراجع ، فإن لم يفعل فقد قمت بما عليك و أمره الى الله.

* يلاحظ ان هناك تركيز في خيمتنا على النظام الحاكم في دولة المملكة العربية السعودية ، مما دفع الكثير ان يضجوا من المسألة و يتساءلون حول الدوافع او يفسرونها على انها إقليمية ، ناسين او متناسين ان بلاد الحرمين هي مهبط الوحي و مهد الرسالة و كل ما يحدث فيها ينعكس على الامة الاسلامية ككل ، فمن الطبيعي ان تكون محور الاهتمام ، مع ذلك فإن المتتبع الدقيق لمواضيع السياسية يلاحظ ان كثير من المواضيع تتعلق بدول اسلامية اخرى يتم نشرها و لكنها سرعان ما تموت و السبب عائد الى عدم التفاعل معها ، فيبدو الامر و كأنه استهداف متعمد ، و الحقيقة ان المواضيع الاخرى هي غير المستهدفة.

لذا ننصح بعدم إهمال اي موضوع سياسي ملتزم و بناء ، و محاولة التحاور حوله و التجاوب مع طروحاته سواء بالإتفاق او الإختلاف ، حتى تبتعد الخيمة عن النمطية و التكرار.

* إمتنع عن إطلاق الإتهامات الجاهزة على الطرف الآخر عند اول بادرة خلاف ، ان تقع في الظلم والعدوان بغير حق ، فهذا جامي او خارجي او علماني او مرتد او جاسوس... وغير ذلك من الاطلاقات والأحكام ، مع إنك على الأرجح لو إستمريت معه في الحوار دون البحث عن التوصيف الامثل لتوجهاته لاكتشفت ان مرجعيتكم في الغالب واحدة و هي الكتاب و السنة ، لكن هناك سوء فهم او إختلاف في تفسير المواقف يمكن للحوار ان يبينها.

* عندما يكون بيننا دخيل يتقافز بين المواضيع بتعليقات سمجة او شائنة و فيها النابي من القول او يسعى لإثارة الفتنة بين الاعضاء فلا يطرح تعليقاً إلا و يضمنه ما يفرق بين القلوب و ليس ما يجمعها ، مما يزيد الشحناء ، فلا تعمل على مواجهته بذات اسلوبه و تنحدر الى مستواه فتكون مثله ، بل نبهه الى شططه بكلمات قليلة ، فإن أصرّ تجاهله تماماً و تجاوز تعليقاته كأنه غير موجود ، و اترك امره للمشرفين و للقراء و لنفسه.

* حاول ألا تعلق على اي موضوع الا بعد ان تقرأه جيداً ، فأذا وجدت فيه ما تؤيده لا تتردد في تبيان ذلك حتى لو كان صاحب الموضوع مخالف لك في كثير من مواضيعه السابقة ، فما أبهى تبيان نقاط الاتفاق ، و لا تظن ان الخيمة السياسية هي لمجرد الحوار حول نقاط الخلاف و حسب ، بل ان نقاط الاتفاق ايضاً قد تولد حوارات كثيرة تنمي منها و تبين جوانبها ، فلا تجعل موقفك من العضو عائقاً امامك في إظهار محاسن احد مواضيعه او بيانه ، حتى لو كان ذات العضو مخالف لك في كثير من الامور ، فالعدل اسمى من النظر الى الصغائر
قال تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

* إذا طال الحوار وفق الضوابط التي بيناها اعلاه فإنه رغم ذلك قد يتشعب و تطرح فيه الكثير من المسائل ، و يفترض ان تحرص ألا تسمح لمحاورك ان يثير الكثير من المسائل دفعة واحدة قبل الانتهاء منها ، فإن أصرّ على ذلك بدعوى انها مسائل مترابطة ، فما عليك الا ان تستمهله ثم تتناولها مسألة مسألة بالتحليل و إبداء رأيك حولها.

اما الانجراف وراء إثارة المسائل بالعشرات من الطرفين دون ترتيب فإن ذلك يؤدي الى تشتت الحوار و صعوبه تتبعه من القاريء ، فضلاً عن ضياع النتيجة في خضم المسائل مما لن يؤدي الا الى التيه و دون اي جدوى.


* إياك و الغضب ، فالغضب يفقدك الاتزان و الانصاف و يغلق عليك ذهنك و يخرجك عن طورك و حسن أدبك ، و اعلم ان الغضب و إن أدى بك الى شعور زائف بإنك إنتقمت لنفسك ببعض الالفاظ المشينة فالواقع انك ذممت نفسك

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال علمني شيئا ولا تكثر علي لعلي أعيه قال لا تغضب فردد ذلك مرارا كل ذلك يقول لا تغضب

و بعد...

فإننا بهذه المحاولة قد أجملنا ما رأيناه جدير بالاتباع للرفع بخيمتنا الأثيرة و الإفادة و الإستفادة عبرها ، و لا نبريء انفسنا من مخالفة ما ورد ، فلسنا أحسنكم ، و لكنها مبادرة نأمل ان تأتي بأثر علينا و عليكم.

و اذا وجد عضو ان كل ما ورد أعلاه لا يعنيه في شيء ، وان قناعاته التي يخوض بها الحوارات هي الاجدر ، فليعلم _ اصلحنا الله و إياه _ ان هذا الموضوع قد كُتب لغيره.


و الله من وراء القصد و هو الهادي الى سواء السبيل