عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-04-2003, 05:10 PM
الضوء الشارد الضوء الشارد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 149
إفتراضي


ظل الإنسان العربي ولعدة عقود من الزمن وهو يقتات يوميا على ما ترميه له أنظمته الحاكمة في العالم العربي من أكاذيب وتلفيقات وشعارات وأطروحات مزيفة كاذبة، إلى أن وصل إلى درجة فقدانه لقدرة التمييز بين الأشياء وتسميته للأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، وهي المرحلة التي أرادت الأنظمة الحاكمة أن توصله إليها.

فعندما استولى البعث التكريتي المتحالف مع إسرائيل على السلطة في العراق عام 1968، كان هذا الحدث في حقيقته وبكل المقاييس غزوا بعثيا إسرائيليا دفع العراق وشعبه ثمنه على شكل مذابح هائلة وحروب عدمية كان الشعب العراقي وثرواته الهائلة وقودا رخيصا لها. إلا أن الإنسان العربي امتنع عن أن يسمى هذا الغزو باسمه الحقيقي وهو "الغزو البعثي الإسرائيلي.

وعندما دخلت القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق بهدف إسقاط نظام حكم البعث التكريتي، لم يطلق الإنسان العربي على هذه العملية إسم "تحرير العراق" بل أسماها "غزوا" على الرغم من أن العالم قد شاهد بالصوت والصورة كيف كان رد فعل الشعب العراقي وهو يرى جلاديه وقتلة أبنائه البعثيون وهم يهربون كالنساء إلى خارج العراق، وكيف رحب الشعب العراقي بقوات التحالف.

ولعل المضحك في الأمر هنا، هو أن يأتي الإنسان العربي الملوث القيم والتفكير ليحدثنا عن أن "هولاكو قد اعتدي على العراق" بعد أن ظل عقله لعقود طويلة عبارة عن علبة سردين تملأها الأنظمة الحاكمة بماشائت من الكذب والتزوير.

فهل هناك أكثر بؤسا من هذا الإنسان؟