عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-09-2006, 09:29 AM
خادمة الاسلام خادمة الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 40
إفتراضي حنين الماضي وانين الحاضر

حنين الماضي وانين الحاضر

بعهد من قلب ذاق مرارة العصيان.. عزم وتعهد على نسيان الماضي.

واغلاق ملف ايام وسنين ملطخة صفحاتها بالوان قاتمة باللهو واللعب..

تلك الايام كان يفسق فيها ويفجر بما منع منه وحرم عليه..

كان يعبث بشريعة الشارع الحكيم فلا امر يردعه ولا نهي يكفه..

منهجه هواه.. وشريعته اتباحة كل ما حرم.. لا يخاف الا من كشف مستوره امام الناس..

ولا يضرب حسابا الا لالسنة الخلق.. يسير باقدام الجراة على المعصية..

يمارسها بجوارح التحدي.. جرب كل اصناف الشهوات.

يطلب السعادة.. ولكن وجد نفسه في لحظة قد اعلن افلاسه من كل رصيد للسعادة.

وهاهو يضاف الى قائمة فقراء السكينة.. ويحسب من مساكين الاستقرار النفسي..

بعد ان كان من قبل يعد من اغنياء السكون..والهدوء..

وفجاة وهو في طريق حيرته وقف عن السير ليسقط على ركبيتيه..

واخذت النفس تجيش بالبكاء بعدما اثقل كاهلها ما تحمله من الاكتئاب..

وبدون مقدمات اخذت تركض عائدة الى نقطة البداية لتعكس الطريق الصواب والسداد..

الى طريق التوفيق والنجاح.. وهناك سجد لله سجدة شكر ان انقذه من شبح ظلام التخبط..

ونهش وحوش الحيرة.. ظل يسير في طريقه الذي رسمه بريشة التوبة..وغلفه بغلاف العمل الصالح و...

فبينما هو منهمك في صنع لوحته البديعة اذ به يعرض عليه امر اثار لديه الحنين الى الماضي..

ويذكره بلذة الامس..تصارع داخله حنين الماضي وانين الحاضر.. وتعالت اصوات القبول والرفض..

وفي غمرة ذلك استجاب عقله الى الطارق.. ويغدو ذلك المسكين يشكو الضيق والملل..

وداخله يرجو الله ان ينقذه من نفسه الامارة بالسوء..

وبينما هو سائر في درب الشوك يتالم من كل شوكة اخذ يدعو من بيديه العصمة من كل سوء ان ينجيه من طغيان المعصية..

وبينما هو يدعو من صميم قلبه استجاب الرحمان الرحيم..

لدعاء ذلك العبد الضعيف.. وعلم بصدق نيته ورغبته في العودة الى الله..

فعاد ووهو باك.. حامدا الله شاكرا ان عصمه..

فاخذ يتذكر ذلك القول (هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم)

فاخذ عهدا على نفسه ان يعود لاكمال صورته البديعة ولا يلتفت لاي طارق عدا طارق الخير....


اختكم في الله

خادمة الاسلام
الرد مع إقتباس