[سيدي حرازم يطرونس]

وأنت تقول ما بعد الخنا.
ما أوقحكم .. ما أقبحكم.. ما أوسخكم.. ما أنثنكم.
كنت اسمع بالعهر السياسي كتعبير يستخدمه بعضهم لوصف مواقف البعض الآخر، تعبير طالما قرأته كذلك ولم أتوقف كثيراً عنده، لكني اليوم وفي ظل الهجمة الشرسة والوحشية والبربرية التي يتعرض لها لبنان تذكرته بعد أن أصبح هذا العهر صفة ملازمة لأقوال وأفعال زمرة أبت إلا أن تكون كذلك، وبلغت بها درجات الكذب والخداع والتضليل والوقاحة مبلغاً يعجز القلم واللسان عن وصفه.
فالبصاق إن ضاق الكلام أوسع.
والوقاحة أيضاً لا تكتمل إلا بتحويل الضحايا إلى مجرمين.
كان من المفترض أن يكون العدوان على لبنان وفليسطين والمستمر منذ أسابيع سبباً في توحيد ورص الصفوف والالتفاف حول الشعب وصموده، وأن يكون سبباً في اتخاذ مواقف مشرفة كريمة تليق بعزة شعب وحضارة ننتمر اليها جميعا، وأن يكون سبباً للترفع عن الأحقاد والنكايات والتربص بالآخرين، والأهم أنه كان من المفترض أن لا أضطر لكتابة ما أكتبه اليوم والأمس وغدا وأن تكون أسلحتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والمعنوية وغيرها موجهة جميعها نحو العدو الواحد، لكن وبكل أسف فإن اصطفاف البعض من أبناء جلدتنا في خانة ومربع الأعداء كان صادما.

دام لك المجد إسرائيل فأعداؤك ليسوا سوى عرب.

وطن يدمر بالردى ونصيح فليحيا الوطن ... لو كنت تبغي خيره لبذلت من دمك الثمن.