الموضوع: العمود
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 01-05-2007, 02:01 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

[ =المشرقي الإسلامي ===== تخبط كيف شئت على الحدود
ففوق الأرض قد مات العمود
وقد وقف الحداد َ له جبال
وصارت لا حدود إلى حدود
وغربان تنوح بكل شبر
على ما كان من ضوء يجود
وحيدًا كان يحرس في الليالي
وما خاف السيول ولا الجليد
إذا ما حل للآنام خطب
وضوء النجم مسترخ بعيد :
أشع ولم يطالبهم بيوم
يكون له من الأيام عيد
وتحت ظلاله سارت صحاب
وضحكت أعين ووجوه غيد
وحيدًا يملأ الدنيا وفاءً
ويبكي الراحلين من الجدود
وعبر حدود بلدان تهاوت
بها الأنام والدنيا تبيد :
يمر شعاعه من غير خوف
ويكسر كل أغلال القيود
وقد غاظ الأعادي منه بأس
وأن فؤاده صلب حديد
تضاء به دروب وهو أعمى
حزين ، من يلاذ به سعيد
وحيدًا عاتب الآنام أني
جزائي منهم بخس زهيد
وما غرسوا جواري بعض ورد ٍ
وما حنوا على دمعي السهيد
ولا ، ما راعهم مني انحناء
لظهري واهن وهناً شديد
وما منوا على بنظم شعر
ولو شطر يتيم من قصيد
وتجلدني الرياح بألف سوط
وما أحد يدافع أو يذود
وفي (الأفراح) يربط فيّ حبل ٌ
لتوضع زينة (الحفل السعيد)
وما آنسن ِ من شيء لعمري
وعشت مؤانس الدرب المديد
***
على تلك الحدود هوى رصاص ٌ
فأرخى بعد قوته الوريد
ويرحل واقفًا رغم الرزايا
وحول ترابه نمل ودود
أذاك الدرب تكمله مسيرًا
وبعد رحيله الأيام سود ؟
وأنى النار تمددنا بدفء ٍ
إذا يفنى من الأرض الوقود ؟
أذاك الدرب مكمله مسيرًا
ولست بمبصر بعد السدود ؟
وحولك ألف ذئب ألف كلب
بجنح ظلامها غدرًا يصيد
تنازل عن مسيرك سح دمعًا
فإنك إن ذهبت .. فلن تعود
===================

يا كـوكـبـاً مـا كـان أقـصــر عـــمـــره
وكـذاك عـمـر كـواكـــب الأســـحـــار

وهـلال أيام مــضـــى لـــم يســـتـــدر
بدراً ولـم يمـهـــل لـــوقـــت ســـرار

عجـل الـخـسـوف عـلـيه قـبـــل أوانـــه
فمـحـاه قـبـــل مـــظـــنة الإبـــدار

واسـتـل مــن أتـــرابـــه ولـــداتـــه
كالـمـقـلة اسـتـلـت مــن الأشـــفـــار

فكـأن قـلـبــي قـــبـــره وكـــأنـــه
في طـــيه ســـر مـــن الأســـــرار

أن يعـتـبـط ضـغـراً فـرب مـضـــخـــم
يبـدو ضـئيل الـشـخـص لـلــنـــظـــار

أن الـكـواكـب فـي عـلـو مـحــلـــهـــا
لتـرى صـغـاراً وهـي غـير صـــغـــار

ولـد الـمـعـزى بـعـضـه فـإذا مــضـــى
بعـض الـفـتـى فـالـكـــل بـــالآثـــار

أبـكـيه ثـم أقـول مـــعـــتـــذراً لـــه
وفــقـــت حـــين تـــركـــت ألأم دار

جاورت أعـــدائي وجــــاور ربـــــــه
شتـــان بـــين جـــواره وجـــــواري

أشـكـو بـعـادك لـي وأنـت بـمـــوضـــع
لولا الـردى لـسـمـعـت فـــيه ســـراري

والـشـرق نـحـو الـغـرب أقـــرب شـــقة
من بـعـد تـلـك الـخـمـسة الأشـــبـــار

هيهـات قـد عـلـقـتـك أسـبـــاب الـــردى
واغـتـال عـمـرك قـاطـع الأعـــمـــار

ولـقـد جـريت كـمـا جـــريت لـــغـــاية
فبـلـغـتـهـا وأبـوك فـي الـمـضـمـــار

فإذا نـطـقـت فـأنـت أول مـنــطـــقـــي
وإذا سـكـت فـأنـت فــي إضـــمـــاري

أخـفـي مـن الـبـرحـاء نـاراً مـثـلــمـــا
يخـفـي مـن الـنـار الــزنـــاد الـــواري

وأخـفـض الـزافـرات وهــي صـــواعـــد
وأكـفـكـف الـعـبـرات وهــي جـــواري

وشـهـاب نـار الـحـزن أن طــاوعـــتـــه
أورى وان عـاصـــيتـــه مـــتـــواري

وأكـف نــيران الأســـى ولـــربـــمـــا
غلـب الـتـصـبـر فـارتـمـت بــشـــرار

ثوب الـرياء يشـف عـمـــا تـــحـــتـــه
فإذا الـتـحـفـت بــه فـــإنـــك عـــار

قصـرت جـفـونـي أم تـبـاعـد بـينـــهـــا
أم صـورت عـينــي بـــلا أشـــفـــار؟

جفـت الـكـرى حـتـــى كـــأن غـــراره
عنـد اغـتـمـاض الـعـين وخــز غـــرار

ولـو اسـتـزارت رقـدة لـطـحــابـــهـــا
ما بـين أجـفـانـــي مـــن الـــتـــيار

أحـيي الـلـيالـي الـتـم وهـي تـمـيتــنـــي
ويمـيتـهـن تـبـــلـــج الأســـحـــار

حتـى رأيت الـصـبـح تـهـتــك كـــفـــه
بالـضـوء رفـرف خـيمة كـــالـــقـــار

والـصـبـح قـد غـمـر الـنـجـوم كــأنـــه
سيل طـغـى فـطـفـا عـلـى الـــنـــوار

لو كـنـت تـمـنـع خـاض دونـك فـــتـــية
منـا بـحـار عـــوامـــل وشـــفـــار

ودحــوا فـــويق الأرض أرضـــا مـــن دم
ثم انـثـنـوا فـبـنـوا سـمــاء غـــبـــار

قوم إذا لـبـسـوا الـدروع حـسـبــتـــهـــا
سحـبـا مـزررة عـــلـــى أقـــمـــار

وترى سيوف الدارعين كـأنـهـا
خلج تمد بـهـا أكـف بـحـار

لو شرعوا أيمانهم في طـولـهـا
طعنوا بها عوضاً عن الخـطـار

جنبوا الجياد إلى المطي وراوحـوا
بين السروج هـنـاك والأكـوار

وكأنما ملـؤوا عـياب دروعـهـم
وغمود أنصالهم سـرار قـفـار

وكأنما صنـع الـسـوابـغ عـزه
ماء الحديد فصـاغ مـاء قـرار

زردا فأحكم كل موضـع حـلـقة
بحبابه في موضع المـسـمـار

فتسربلوا بمـتـون مـاء جـامـد
وتقنعوا بـحـبـاب مـاء جـار

أسد ولـكـن يؤثـرون بـزادهـم
والأسـد لـيس تـدين بـالإيثـار

يتزين النادي بحسـن وجـوهـهـم
كتزين الـهـالات بـالأقـمـار

يتعطفون على المـجـاور فـيهـم
بالمنفسات تـعـطـف الأظـآر

من كل من جعل الظبى أنـصـاره
فكر من واستغنى عن الأنصـار

وإذا هو اعتقل القناة حسـبـتـهـا
صلا تأبطـه هـزبـر ضـاري

والليث أن ثاورتـه لـم يعـتـمـد
إلا علـى الأنـياب والأظـفـار

زرد الدلاص عن الطعان يريحـه
في الجحفل المتضايق الـجـرار

ما بين ثوب بالـدمـاء مـضـرج
زلق ونقع بـالـطـراد مـثـار

والهون في ظل الهوينـا كـامـن
وجلالة الأخطار في الأخـطـار

تنـدى أسـرة وجـهـه ويمـينـه
في حالة الإعـسـار والإيسـار

ويمد نحو المكـرمـات أنـامـلاً
للرزق في أثنائهـن مـجـاري

يحوي المعالي كاسبـاً أو راغـبـا
أبـداً يدارى دونـهــا ويداري

قد لاح في ليل الشباب كـواكـب
أن أمهلت آلت إلـى الأسـفـار

وتلهب الاحشاء شـيب لـمـتـي
هذا الضياء شواظ تلـك الـنـار

شاب القذال وكل غصـن صـائر
فينانه الأحـوى إلـى الأزهـار

والشبه منجذب فلم بيض الـدمـى
عن بيض مفرقه ذورات نـفـار

وتود لو جعلت سواد قـلـوبـهـا
وسواد أعينها خضـاب عـذاري

لا تنفر الظبيات منـه فـقـد رأت
كيف اختلاف النبت في الأطوار

شيآن ينـقـشـعـان أول وهــلة
ظل الغمام وصـحـبة الأشـرار

لا حبذا الشيب الـوفـي وحـبـذا
ظل الشباب الـخـائن الـغـدار

وطري من الدنيا الشبـاب وروقـه
فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري

قصرت مسافته وما حـسـنـاتـه
عنـدي ولا آلاؤه بـقـصــار

نزداد هماً كلمـا ازددنـا غـنـى
والفقر كل الفقر فـي الإكـثـار

ما زاد فوق الزاد خلف ضـائعـاً
في حـادث أو وارث أو عــار

إني لا رحم حاسـدي لـحـرمـا
ضمنت صدورهم مـن الأوغـار

نظروا صنيع الله بي فعـيونـهـم
في جنة وقلـوبـهـم فـي نـار

لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلـي
فكأنما برقعـت وجـه نـهـار

وسترتها بتواضعي فتـطـلـعـت
أعناقها تعلو عـلـى الأسـتـار

ومن الرجال معالـم ومـجـاهـل
ومن النجوم غوامـض ودراري

والناس مشتبهـون فـي إيرادهـم
وتفاضل الأقوام فـي الأصـدار

عمري لقد أوطأتهم طرق العـلـى
فعموا فلم يقفوا عـلـى آثـاري

لو أبصروا بقوبهـم لـتـبـصـرا
وعمى البصائر من عمى الأبصار

هلا سعوا سعي الكرام فـأدركـوا
أو سلمـوا لـمـواقـع الأقـدار

وفشت خيانات الثقـات وغـيرهـم
حتى اتهمـنـا رؤية الأبـصـار

ولربما اعتضد الحلـيم بـجـاهـل
لا خير في يمنى بـغـير يسـار
__________________
]
الرد مع إقتباس