الموضوع: العروض رقميا
عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 06-06-2000, 11:48 AM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
Post

قصيدة سلاف (تهاويم) جميلة، وأجمل ما فيها بالنسبة لي ما وجدته فيها مما اصطلح على تسميته بأخطاء عروضية كتلك التي أشرت إليها في أبيات للأستاذ جمال حمدان، وهي كذلك من منظور خليلي بضبط شعر العرب. ولكنها تأتي تجسيدا لما تطرقت له في الطبعة الثانية من كتابي وما أفضت في شرحه فيما تقدم عن الزحاف وارتباطه من حيث الثقل بخصائص نوعي البحور من سبب وخبب والخصائص الإيقاعية التي تتنبأ بها الأرقام، وسأحاول فيما يلي شرح ذلك.
لا أدري كم منكم لاحظ البيت الجميل:
وكسوتُـهُ طولاً كشعركِ ضـافياً -- ما كنتُ أحسبُني أطيلُ عـذابيا
أنه بحسب القواعد العروضية فإن صدره من الطويل وعجزه من الكامل. ولكنه حسب الخواص الإيقاعية للكلام مستقر الإيقاع إلى حد كبير، وأذكر هنا بالسبب الخفيف=1ه=2،والثقيل=11، وان السبب الأول في التركيب 322 يمكن أن يأتي خفيفا أو ثقيلا، دون أن تتغير الخصائص الإيقاعية. وليتني أستطيع نقل صورة جدول هنا، ولكن أحاول أدناه قدر المستطاع.
1-الكامل
ما..كُنْ..تُأَحْ..سِبُ..ني..أُطي..لُعَ..ذا..بيا
2..2…3 …11..2…3..11..2..3
مُتْ فا…عِلُنْ..مُتَ.فا..عِلُنْ..مُتَ..فا..عِلُنْ =مُتْفاعلن مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ
-------------------------
2-شبيه الطويل
2..2…3 …11..2…3..11..2..3
..عو لُنْ…مفا..عِيَ..لُنْ...فعو..لُمَ..فا..عِلُنْ
=عولُـنْ مفـاعِيَــلُنْ فعـولُ مَـفاعِلُـنْ
هذا تفسير لتقارب الإيقاع بين الوزنين،
وقد تعمدت تأخير الصدر وهو أيضا من الكامل، ولكن الشبه أعقد قليلا كما لأنَّ وزن التفعيلة الأولى من شبيه الطويل هو عُوَلُنْ =مُتَفا=211 وليس عوْلُنْ =مُتْفا=22، حيث تم التبادل في السبب الأول بين الخفيف والثقيل.
والبيت الذي يليه من الكامل أيضا بكلا شطريه:
هل كنت تسطيعينَ دون قصائدي --تهدين قرص الشمسِ وهْجَكِِ حاميا
متْ..فا….عِلُنْ..مُتْ..فا….عِلُنْ…مُ….تَفا….عِلُنْ = الكامل
عو..لُنْ….مفا…عي..لُنْ….فعو…لُ…مفا….عِلُنْ.= الطويل المخروم
2….2....3....2….2….3....1….3…..3
هلْ.كُنْ..تِتَسْ…طي..عي….نَدو…نَ…قصا..ئدي
وهذا ما يعرف بالخرم، وبإضافة متحرك يتبين الطويل بدون خرم
(وَ)هل كنت تسطيعينَ دون قصائدي -- (فَ)تهدين قرص الشمسِ وهْجَكِِ حاميا
بل إني وجدت في القصيدة المذكورة الكثير من الأحرف التي زيدت لفظا دون داعٍ تعبيري لتنقل الوزن من الكامل إلى الطويل ومنها على سبيل المثال:
عييتُ بهِ كم ذا أحاولُ جاهدا -- غليـظا كسور الصّينِ فظّاً (و)عاتـيا
لا أرى أن وقع البيت سيتأثر كثيرا بخذف هذه الواو، ويبدو التعبير لغويا أجمل بدونها
(و)من قالَ غيري الله زَيّنَ كـونَهُ -- (بـ)عُشْرَيْنِ من حسنٍ وأنـتِ ثـَمانيا
الباءُ في أول العجز، ماذا سيترتب على حذفها.
أقول إن العلاقة بين هذه الصور من الكامل والطويل التي تقررها الخصائص الرقمية للإيقاع أكثر بكثير من العلاقة بين البيت التالي والبسيط التي تخالف هذه الخصائص وإن أقره العروضيون (الكافي في العروض والقوافي ص 45):
وزعموا أنهم لقيهم رجلٌ -- فأخذوا ماله وضربوا عنُقَهْ
311…32…311..31.--311..32..311..31
الرد مع إقتباس