عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 19-02-2003, 04:52 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

[color=black]مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع مجلة (المجلة)



س: سنبدأ بالموضوع المطروح، وهو الأزمة ما بين الحزب والأردن بعد توقيف السلطات الأردنية عناصر من حزب الله كانت تقوم بتمرير صواريخ (كاتيوشا) إلى الأراضي الفلسطينية عبر الحدود الأردنية؟


- من حيث المبدأ، نحن نعتقد أنّ أقل واجب تجاه الشعب الفلسطيني هو دعمه بالسلاح والمال. وما يجري اليوم داخل فلسطين المحتلة، فلو كان لدى الفلسطينيين القدرة العسكرية التسليحية على مواجهة هذا العدوان، ما كانت قوات الاحتلال لتجرؤ على ارتكاب كل هذه المجازر واقتحام المخيمات وتدمير البيوت.

إخواننا في فلسطين محاصرون من كل الجهات، وهم لم يطلبوا من أحد أن يرسل لهم قوات. الآن بعض الدول تجتمع وتقول (ماذا نفعل؟).

لم يطلب الفلسطينيون أن نرسل لهم قوات مقاتلة، كل ما يطلبونه هو الدعم، والدعم بالسلاح في الدرجة الأولى. لذلك نحن نعتبر أنه من واجبنا وواجب الجميع إيصال السلاح إلى الفلسطينيين، ومَن لا يفعل ذلك مقصّر ومدان. ويجب أن لا يدان مَن ينقل السلاح إلى الفلسطينيين.

وإذا كان إيصال السلاح أو تمريره إلى الفلسطينيين جريمة يعاقب عليها القانون، فنحن حاضرون للمعاقبة، وأن يطلق علينا أي صفة أو اسم فليس لدينا أي مشكلة في ذلك.

أما بالنسبة لحادث الأردن، والأمر الذي أجبرني على الكلام هو أنّ بعض الأوساط الأردنية وبعض الإعلام الأردني حاول أن يسوق موضوع الثلاثة اللبنانيين، كأنهم مجموعة تستهدف أمن الأردن أو القيام بعمليات تخريب في الأردن. وفيما نحن ساكتون وصامتون ستكون النتيجة أنّ هؤلاء الثلاثة هم إرهابيون ويجب أن يعاقبوا، لماذا نظلمهم إلى هذا الحد؟ يجب أن نقول الحقيقة، لقد أبلغنا السلطات الأردنية، منذ اليوم الأول لاعتقالهم، أنّ هؤلاء لا يريدون تخريب الأمن في الأردن، كما أبرز التحقيق معهم. ماذا وجدوا في حوزتهم؟ لم يجدوا في حوزتهم لا أسلحة رشاشة ولا متفجرات، كل ما وجدوه في حوزة هؤلاء هو بضعة صواريخ (كاتيوشا)، كان المطلوب نقلها لإيصالها عبر الحدود الأردنية إلى الفلسطينيين.

وتم اعتقالهم نتيجة خلل ما أو لسبب ما. نحن نسعى بالطرق القانونية وعبر الدولة اللبنانية، لأنّ هؤلاء مواطنون لبنانيون، ولا يجوز أن يتركوا بأي حال من الأحوال.

أما الإعلان فإنّ سببه أنّ هناك محاولة ما لتلبيس أو توريط هؤلاء باتهامات غير سليمة وغير صحيحة، ووصل الأمر إلى حد أنّ أهل هؤلاء والمحامين والصليب الأحمر لا يستطيعون لقاءهم.

وأعتقد أنّ الأمور الآن تحسنت، لأنّ والدة أحدهم ذهبت واستطاعت أن تزوره، وتلقينا وعداً من الصليب الأحمر أنه سيقوم بزيارتهم. من الممكن أن تتحسن الأمور إلى الأمام. لكن خلفية ما طرحته هي ما تعرض له الرجال الثلاثة لدى اعتقالهم.

طبعاً أنا عندما تحدثت كنت أجيب عن سؤال في ندوة حوارية، ولم أكن ألقي خطاباً. طرحت الموضوع لأنّ بعض الحاضرين كانت لهم مجموعة أسئلة، من جملتها السؤال عن المعتقلين في الأردن، وأنا أجبتهم عن هذا الأمر.


س: هذا يعني أنه لم يكن من المقرر الحديث عن الموضوع لو لم تُسألون؟

- لم يكن لدي مانع من تناول هذا الموضوع في أي وقت. نحن لا نتبرأ مما قمنا به، ولسنا خجلين منه.


س: ألا يعني هذا أنّ حزب الله له امتدادات خارجية، مع العلم بأنّ رئيس الجمهورية كان ينفي أي نشاط للحزب خارج الحدود اللبنانية؟

ـ أنا أقول بالعكس، أنا رأيي الشخصي أنّ هذا يعني أنّ حزب الله ليس له امتداد خارجي، نعم له نشاط في إطار الصراع العربي - الإسرائيلي، نحن لم ننفِ هذا الموضوع، لقد قلت في الكثير من مناسبة إنّ حزب الله هو مقاومة في إطار الصراع العربي - الإسرائيلي. وإيصال السلاح إلى الفلسطينيين هو عمل مقاوم في إطار الصراع العربي - الإسرائيلي. أما الحديث عن تشكيل خارجي وفرع خارجي، فهذا يعني أنه يجب أن تكون لدينا قواعد وشبكات في الأردن وفي مصر وفي أوروبا وفي كل أنحاء العالم. فلو كان لدينا فرع خارجي، لما كنا مضطرين أن نرسل ثلاثة من إخواننا الذين يسكنون هنا في بيروت لينقلوا سلاحاً عبر الأردن، وكنا استعنا بفرعنا الخارجي لتأمين هذا الأمر. أنا أقول إنّ هذا يستدل به على عدم وجود فرع خارجي، وأما أن نتحدث عن نشاط في إطار الصراع العربي - الإسرائيلي فنحن لم ننكر هذا في يوم من الأيام.


س: السفير الأميركي في بيروت (فنسنت باتل) وجّه انتقاداً إلى الحزب حول هذا الموضوع؟

- وقد رد عليه أيضاً بعض المسؤولين في الحزب، لأنّ الذي يقدّم الدعم للفلسطينيين لا يدعم الإرهاب. الذي يدعم الإرهاب هو مَن يعطي الطائرات والدبابات والصواريخ لـ(شارون) ليذبح الفلسطينيين، أي الإدارة الأميركية.


س: قال البعض إنّ إرسال السلاح إلى الانتفاضة قد يكون نوعاً من التعويض عن عدم فتح جبهة الجنوب لدعم الفلسطينيين؟

- لا، إنه شكل من أشكال الدعم. فعندما نساند الانتفاضة يجب أن نساندها بما ينفعها. هناك أشكال من التي قد يتصورها البعض للمساندة قد لا تكون مفيدة، أو قد تكون مضرة أحياناً.

بعض العمليات في جنوب لبنان تحتاج إلى تقييم حول ما إذا كانت تنفع الانتفاضة أو لا، سواء بالنسبة لحجم تأثيرها أو مردودها. لكن في نهاية المطاف موضوع الجبهة اللبنانية مع (إسرائيل) هو أمر مفتوح، وأمر قابل للنقاش وخاضع للتطورات، ولم يقدّم أحد ضمانات لـ(إسرائيل) حول هذا الأمر.

وبالنسبة إلينا أعود وأقول: إنه أمر مفتوح، لكنه مرهون بالتطورات، ونحن نتعاطى بكل هذا الملف بدقة وتروٍّ وحكمة وشجاعة أيضاً. أي لسنا خائفين من هذا العدو، لكننا نحسب خطواتنا جيداً، بما يحقق مصلحة الانتفاضة واستمرارها.



س: أليس هناك شبه توقف للعمليات في مزارع شبعا؟

- سياستنا منذ بداية التحرير أن لا نقوم بعمليات يومية في مزارع شبعا، كون المنطقة ضيقة وصغيرة، ولا تتحمل هذا المستوى من الجهد الذي كان يحصل في السابق في الشريط الحدودي الواسع. نركز على العمليات بين الحين والآخر التي تبقي الإسرائيلي في حال قلق واضطراب في المنطقة. وهذا كفيل أن يمارس ضغطاً دائماً يؤدي في يوم من الأيام إلى الانسحاب من هذه المزارع في أقل كلفة ممكنة.


س: ذلك لا يعني وجود كلام عن ضغوط أميركية لوقف المقاومة في شبعا؟

- دائماً هناك ضغوط. لكن سياسة العمليات في المزارع اتبعناها منذ بداية التحرير، حتى قبل وجود هذه الضغوط وقبل 11 أيلول. أي أنّ سياستنا كانت قبل 11 أيلول القيام بعمليات بين الحين والآخر، هذه السياسة هي ذاتها التي ما زلنا نعتمدها بعد 11 أيلول.


س: مَن يتخذ القرار بالعمليات، العناصر الميدانية أم القيادة السياسية؟

- قيادة حزب الله. فالموضوع لم يعد ميدانياً بحتاً. فقيادة حزب الله قيادة مقاومة تقدّر مجموعة المعطيات ومصلحة المقاومة وسياسة عمليات المقاومة، والاخوة هناك ينفّذون السياسة.


س: حكي الكثير عن أنّ العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية أصبحت شبيهة بعمليات المقاومة اللبنانية، وأنّ هناك مجموعات فلسطينية تتدرب في لبنان، هل هذا صحيح؟

- نقل التجربة أمر سهل. يمكن أنّ الفلسطينيين واكبوا عمليات المقاومة أو شاهدوها على التلفزيون، أو حتى يمكن نقلها من خلال حوارات صحفية أو الإنترنت. عملياً، إنّ مغادرة فلسطينيين من الداخل والمجيء إلى لبنان والعودة إلى فلسطين هو من أصعب الصعوبات، لكن ليس لدينا أي مانع لتقديم خبرتنا وتجربتنا للفلسطينيين.

وعلى كل حال هم أيضاً لديهم تاريخ مقاومة وعمل جهادي طويل وعريق، وبالتأكيد استفدنا من تجاربهم السابقة، ومن الطبيعي أن يستفيد بعضنا من تجارب البعض الآخر، هذا ما هو قائم. لكن حالياً الفلسطيني لا يستطيع أن ينتقل من غزة إلى الضفة في داخل الضفة، أو أن ينتقل من رام الله إلى نابلس، فكيف سيتمكن من المجيء إلى لبنان للتدرب ويعود إلى فلسطين؟!


س: بالنسبة لقصة السلاح، ما علاقة الحزب بباخرة السلاح التي ضبطتها (إسرائيل)، وهل كان السلاح لحزب الله؟

- لا لم يكن السلاح لحزب الله، فنحن لم نتفق مع أحد على أن يرسل لنا سلاحاً في هذه الباخرة. أما مَن يقف وراءها وهذا السلاح لمن، فلا أعرف.


س: ما هو موقفكم إذا تبلور مشروع تسوية وطُرح في القمة العربية؟

ـ نحن لدينا موقف مبدئي، لا يرتبط بأي مسؤول عربي. أولاً نحن لسنا نظاماً عربياً، الأنظمة عادة عندما تأخذ مبادرات أو مواقف، تلاحظ مجموعة ضغوط وظروف. وسواء أكانت محقة أم لا في ما تفعل، فأنا أوثّق الواقع ولا أحكم عليه.

إنّ حزب الله هو حركة شعبية، وبالتالي فإنّ تطلعاته منسجمة مع تطلعات الأغلبية الساحقة من شعوب هذه الأمة.

شعوب أمتنا العربية والإسلامية تنظر إلى (إسرائيل) نظرة مختلفة، وتعتبر أنّ (إسرائيل) هي كيان طارئ وغير قانوني وغير شرعي، ودولة مغتصبة قامت على المجازر والإرهاب، وليس لها مستقبل في هذه المنطقة، وبالتالي فإنّ هذه الشعوب مثلاً تعتقد أنّ حدود فلسطين من البحر إلى النهر هي حق الفلسطينيين وليست حق اليهودي الروسي واليهودي الأوكراني واليهودي البولندي واليهودي الفالاشي والأثيوبي.. الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم ليغتصبوا هذه الأرض ويطردوا منها أهلها. هذا هو الموقف الشعبي ونحن مسنجمون معه. فلو اجتمع الحكام ووافقوا على أن يقيموا علاقات تطبيع مع (إسرائيل)، قد يستطيعون أن يَعِدُوا (إسرائيل) بالتطبيع، لكنهم لا يستطيعون أن ينفّذوا التطبيع.

لو أخذنا، على سبيل المثال، التجربة الإسرائيلية - المصرية، فالحكومة المصرية عقدت اتفاقية (كمب ديفيد) منذ سنوات طويلة، الإسرائيليون يسمّون السلام مع مصر سلاماً بارداً. لماذا؟ لأنه لا يوجد أي تطبيع. الشعب المصري يرفض التطبيع، فمَن يستطيع أن يفرض على المصري أن يشتري بضاعة إسرائيلية أو أن يذهب إلى زيارة (إسرائيل)؟ إنّ أي قمة عربية تستطيع أن تَعِد الإسرائيليين بالتطبيع لكن لا تستطيع أن تفرضه على شعوبها. نحن حركة شعبية وجزء من هذه الشعوب التي ترفض أي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وترى أنه كيان غير شرعي.


س: لكن الوعد بالتطبيع والوصول إلى صيغة سلام يعني وقف العمليات العسكرية؟

- هذا نقاش آخر، في النهاية أصحاب هذه الأرض سيقررون إذا كانوا يريدون استعادة كامل أرضهم أم لا، وإذا كانوا يريدون استعادة كامل أرضهم هل يجب الوقوف إلى جانبهم أم لا؟ هذه أسئلة متروكة إلى تلك المرحلة. لكن عندما نناقش ما نحن فيه حالياً، أنا أقول باختصار: إنّ الفلسطينيين، الذين يُذبحون في كل ساعة، بحاجة إلى الدعم والمساندة والسلاح والحماية أكثر مما هم بحاجة إلى مبادرات وأفكار تسوية.
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]