عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 29-11-2005, 09:33 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد،

لنبدأ بعون الله اختي الحبيبة أولا بمسألة الآية،وأقول والله الموفق:

لأ يا اختي الحبيبة،كذلك فهمتي غلط هذه المرة،فالعقوبة ما نقول عنها انها غير موجودة لأن الفعل فعل ماض ناقص،ثم يا اختي الحبيبة حتى لو نفترض أننا أردنا أن نتكلم عن ذلك لكان اولى أن نظن أن الله كان غفورا رحيما وليس غفور ورحيم الآن (ونستغفر الله)،فالآية هي : "وكان الله غفورا رحيما " ،لكن في كلتا الحالتين أخطأنا الفهم،أولا لأن الله غفور رحيم دائما،وثانيا لأن مسألة الفعل الذي أتى بصيغة الماضي هي مسألة إعجاز لا غير،وإذا لا حظتي حين تلاوتك للقرآن إن شاء الله سوف ترين بإذن الله أن القرآن مليء بمثل هذا الإعجاز اللغوي،فكثير هي الآيات التي يأتي فيها الفعل مثلا بصيغة المضارع وهي أحداث مرت في الماضي أو بصيغة الماضي وهي احداث لم تمر بعد بل سوف تمر بإذن الله تعالى في المستقبل،اعطيك مثال يا اختي لكي تتضح لك الصورة قليلا إن شاء الله،مثلا هذه الآيات التي تحضرني الآن :

سورة الأعراف:

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45)
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)
وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)
وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)
أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)
وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)

فإذا لاحظتي الأمرهنا اختي الحبيبة سوف ترين إن شاء الله ان الفعل في هذه الآيات غالبا ما أتى بصيغة الماضي مع ان هذه الأحداث لم تقع بعد بل سوف تقع بإذن الله يوم البعث.أظنك تتفقين معي اليس كذلك؟؟ فلا هو الغل زال من قلوبهم بعد، ولا هي الأنهار تجري من تحتهم الآن ، ولا هم حمدوا الله بعد واعترفوا بالحق ،ولا هم أصحاب النار نادوا أصحاب الجنة،بل كل هذا سوف يحصل إن شاء الله يوم الحساب والجزاء.صحيح ان المؤمنين الذين ماتوا يتنعمون الآن بالنعيم في قبورهم وأصحاب النار يعذبون والعياذ بالله،لأن القبرأول منزلة من منازل الآخرة،لكن الحال هنا لا شك انه حال الناس يوم الحساب والجزاء.وكثير هي الآيات التي تحمل إعجازا لغويا،لكن سوف أكتفي بهذا القدر إن شاء الله،وخلاصة اختي الحبيبة،ان العقوبة كانت ولازالت الآن وسوف تكون مستقبلا إن شاء الله إلى ان يرث الله الأرض ومن وما عليها.هذا فيما يتعلق بالآية.

الآن دعينا يا اختي الغالية نتحدث عن العقوبة إن شاء الله،وإن كنت أرى ولله الحمد أننا متفقتان على ان المسلم ينبغي له أن ينفذ ما امره الله به ليس خشية من العقوبة فقط ، بل وخضوعا واستسلاما لأمره سبحانه وتعالى أولا،إلا انني ألاحظ انك مازلت تصرين على مسألة العقوبة،لكن لا بأس أبدا ،بالعكس يسرني ذلك فجميل جدا أن نتصارح ونسأل لنعرف،بارك الله فيك.وإذن أقول والله الموفق،أولا ضعي في بالك دائما أختي الحبيبة أن الله ما امرنا بشيء وأوجبه علينا إلا وسوف تكون هناك عقوبة على تاركه،هذه قاعدة مهمة يجب أن نستحضرها دائما بإذن الله،فالأحكام كما هو معروف سبعة:الواجب والمندوب والمباح والمحظور والمكروه والصحيح ثم الباطل،وتعريف الواجب في أصول الفقه يا اختي هو ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه،ولا شك أن الحجاب هو أمر واجب فرضه الله على نساء العالمين،فمن البديهي أن نعقل اننا إذا تركنا هذا الأمر فإن العقوبة ستكون ملحقة بنا ونسأل الله العفو والمغفرة والعافية آمين،ثم صدقيني يا اختي الحبيبة،يكفي ان نعرف انها عقوبة من عند القهار بغض النظر عن كمها او كيفها لنقدم عليها بسرعة،فهو القائل سبحانه عن عذابه : {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد}،يعني ما يسوى أشد العذاب الذي كان الناس يعذبون به الناس في الدنيا ولو ذرة أو أصغر من ذلك أمام عذاب الله في الآخرة،فعذاب الله اعظم وأشد ونسأل الله العافية آمين،ثم إن الأحاديث كثيرة هي يا أختي التي تبين هذا الأمر،فقد جاء في حديث لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"صنفان من أهل النارلم أَرَهُمَا : قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات , مُمِيلاتٌ مائلات , رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"

وقال عليه الصلاة والسلام:
" سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات , على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت , العنوهن , فإنهن ملعونات "

وقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:

خير نسائكم الودود , الولود , المواتية , المواسية , إذا اتقين الله , وشر نسائكم المتبرجات المتخيِّلات , وهن المنافقات , لا يدخلن الجنةَ منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم.

فما بال التي تخلت عن الحجاب بكامله وعصت امر ربها؟؟نسأل الله المغفرة والهداية برحمته آمين.

الرد مع إقتباس