عرض مشاركة مفردة
  #59  
قديم 09-10-2006, 05:46 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


رحلة مع صحابي في كيفية بناء همته :

عبدالله بن مسعود شاب صغير يناهز 18 سنة ، اسمر اللون ، قصير القامة ، ضعيف البنية ، يعمل راعياً للغنم عند ابي جهل في الجاهلية ، ليس له اي دور في مجتمعه ، عرض عليه ابو بكر الاسلام فاسلم ولازم الرسول صلى الله عليه وسلم وما ان تنزل اية على الرسول صلى الله عليه وسلم الا ويحفظها وهذا بلا شك يحتاج الى همة في الانتظار وهمة في تفتق العقل وكان يقرأ كتاب الله تجويداً وحفظاً كما انزل

وهذه بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال : ( من اراد ان يقرأ القرآن غضا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عببد ) وهو عبد الله بن مسعودويتابع الرسول صلى الله عليه وسلمدون كلل او ملل ويحففظ المئئات من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. وياتي ابو بكر الصديق وتتسع دائرة عبدالله بن مسعود فيصبح من فقهاء المدينة ويحتاج الجميع الى حديثه وفقهه وتفسيرهالقرآن وتلاوته واشتدت إليه الحاجة بعد حروب الردة التي استشهد فيها الكثير من حفاظ القرآن من الصحابة رضي الله عنهم

وفي عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يزداد الناس ويدخلون في دين الله افواجاً فتواصل دائرة عبدالله بن مسعود في الاتساع حتى ان اهل الكوفة طلبوه من عمر رضي الله عنه فكتب عمر اليهم خذوه اني آثرته لكم وينطلق الى الكوفة ويصبح فقيه الكوفة اي اصبح دائرة كاملة مستقلة ، فياتي اليه المسلمون من اماكن متعددة ضاربين اكباد الابل ، والآن هاهو عبدالله بن مسعود تجد علمه وحديثه في بطون امهات الكتب ففي كتب التفسير تجده من المفسرين وفي كتب الحديث تجده يروي احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كتب الفقه تقرأ عن غزارة علمه في القضايا الفقهيه ، فنحالة جسده ، وقصر قامته ، ووضعه الاجتماعي المتواضع لم يمنعه ان يصل الى القمة ،

فعناصر بناء الهمة ليس من بينها تلك الثلاثة السابقة فقد حدد هدفه السامي (( الوصول الى الجنة )) وشحذ اعلى مستوى لطاقته العقلية والجسدية والنفسية وآزر تلك الطاقات الثلاث ووجد البيئة الخصبة الراقية لتحقيق الهمة .

والبيئة الخصبة التي تشرف بها هي ملازمته الرسول صلى الله عليه وسلم واستفاد من وقته فلم تصرفه صوارف تافهة


اقتنص الفرص والمناسبات

فقد اقتنص فرصة نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم فاخذه عنه مباشرة ...
وكذلك اقتناص الفرص انه استمر في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أي العمل خير ، فقال عليه الصلاة والسلام : الجهاد في سبيل الله ، فقال عبدالله : ثم أي ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : بر الوالدين ’ فقال عبدالله : ثم أي ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : الصلاة على وقتها )

نلاحظ : انه لم يقف عند السؤال الاول .. انما واصل السؤال الثاني ثم الثالث ، وهذه صورة رائعة من صور اقتناص الفرص
فنجح عبدالله بن مسعود في بناء همته ووجد البيئة المناسبة فوضع هدفه السامي (( الجنة )) واقتنص فرصة تواجده مع الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى بأم عينيه مثال الهمة المتوقدة ، فففارتقى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من عمل بسيط (( راعياً للاغنام )) الى ثُريا يشع منها العلم الى الافاق.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس