أخي الحبيب .. أختي الفاضلة
ما رأيك الآن لو قمنا بدراسة موقف
من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما حدثت مشكلة وكيف عالجها عليه الصلاة والسلام فعلى بركة الله فإلى الموقف :
علاج آني كان سداً منيعاً لشيوع الفوضى والاضطراب في غزوة حنين :
بعد غزوة حنين خص النبي صلى الله عليه سلم المؤلفة قلوبهم
وهم أهل مكة بمزيد من الغنائم والعطايا ليؤلف قلوبهم على الإسلام
فوجد بعض الأنصار في نفوسهم من ذلك
فقالوا : يغفر الله لرسول الله يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر دماً
فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم
فأرسل إلى الأنصار فاجتمعوا في مكان أُعِدَ لهم ولم يُدعَ معهم أحد غيرهم
ثم قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله
ثم قال : يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم ؟
ألم آتكم ضِلالاً فهداكم الله بي
وكنتم متفرقين فألفكم الله بي
وكنتم عالة فأغناكم الله بي .
وكلما قال لهم من ذلك شيئاً قالوا بلى الله ورسوله أمنُ وأفضل
ثم قال : ألا تجيبون يا معشر الأنصار ؟؟
قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله لله ولرسوله المن والفضل
فقال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم
أتيتنا مُكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك وطريداً فآويناك وعائلاً فآسيناك ...
فصاحوا : بل المن علينا لله ورسوله
ثم تابع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قائلاً : أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم لعاعة من الدنيا تألفت بها قوم ليسلموا ووَكلتكم إلى إسلامكم ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟
فو الله لما تنقلبون خير مما ينقلبون به
والذي نفس محمد بيده لولا الهجرة امرءاً من الأنصار ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار
وإنكم ستلقون أثره من بعدي فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار .
فبكى القوم حتى أخضلت لحاهم
وقالوا : رضينا بالله ورسوله قسماً ونصيباً .
( متفق عليه )
.. يتبع ..