عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-04-2004, 02:20 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي

وفي إحدى جولاته مع بعض إخوانه، حيث كانوا يتدربون في الجبال – قرب قرية فقوعة- مر شاويش يهودي مع ثلاثة من الجنود العرب في الطريق، فقال الحارس المكلف بالمراقبة –واسمه محمود السالم –لزميل له- يسمى حسن الباير – أن يخبر الشيخ أن هناك كافراً يمر في الطريق فهل يأمر الشيخ بقتله؟ ولما ذهب هذا وجد الشيخ نائماً، فكره أن يزعجه زاعماً أن روح كافر لا تستحق إيقاظ الشيخ، فعاد وقال لزميله: اقتله. وعندما استيقظ الشيخ ساءه ما فعلوا، وأمر بالانتقال فوراً. وعندما علمت الحكومة بالأمر أخذوا يتعقبونه بقوة كبيرة تزيد على خمسمائة جندي تحوم من فوقهم الطيارات، وتصحبهم السيارات المدرعة، حتى حاصروا المجاهدين في جبال يعبد قرب جنين وطلبوا إليه الاستسلام فأبى، وكان عددهم أربعة عشر رجلاً، ودارت معركة حامية استمرت ثماني ساعات – من الفجر إلى العاشرة صباحاً –انجلت عن مقتل أربعة من المجاهدين، هم: الشيخ عز الدين القسام والشيخ عمر حسن السعدي والشيخ يوسف عبد الله والرابع مصري يسمى حنفي. وقبضوا على الباقين ومنهم الشيخ أبو درة، والشيخ داود الخطاب –ويقيم الآن في دوما –وكان ذلك يوم الأربعاء 23 شعبان سنة 1354. وفي اليوم الثاني، الخميس، دُفن الشهداء بموكب ضخم، وأضربت البلد –حيفا- إضراباً عاماً لم تعرف مثله، وزاد عدد الجماهير التي شيعتهم على ثلاثين ألفاً، وقد خرج الموكب بعد الصلاة عليه في الجامع الكبير عند الظهر فلم يصل إلى المدافن إلا في الخامسة مساءً.
غداً تُـوَفَّى النفسُ ما كسبتْ ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا، أحسنوا لأنفسهم وإن أساؤوا، فبئس مـا صنعوا
ومما يذكر عن المعركة أن الشيخ أمر بعدم إطلاق الرصاص على رجال البوليس الوطني الذين كانوا في المقدمة ووراءهم الجنود البريطانيون، ولما اقتربت القوة العسكرية منهم، ألحوا ثانية على الشيخ بأن يأمرهم بإطلاق الرصاص على الصفوف الأولى فأبى، ولذلك لم يقتل ولم يجرح أحد من الوطنيين وقد قال الشيخ لرجاله:
- يجب أن لا تطلق رصاصة على أحد من أهل البلاد ولو كان هو البادئ بإطلاق النار علينا.
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقّاها إلا الذين صبروا، وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم). فصلت -34،35.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين