عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-02-2003, 06:28 AM
بصمة أمل بصمة أمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 56
إفتراضي مؤامرة بين بن لادن والتاريخ !

((( آخر مقال للمجاهد لويس عطية الله )))

(((( أخـي فــاللــه ))))


ان كنت في ريب من الأحداث الراهنه فقرا المقال كله والله ثم والله ثم والله راح تفهم الأحداث لسنتين قادمه


مؤامرة بين بن لادن والتاريخ !
نشرت في 19 ذي الحجة 1423 الموافق 20 فبراير 2003


تقديم
بسم الله .. رب يسر وأعن
كنت قد جهزت هذا المقال بعد أن نشر الشيخ رسالته لأهل العراق وقبل أن أنشره في الموقع ظهرت رسالة الشيخ الثانية العامة للأمة والتي اعتبرت خطبة عيد فاحترت هل أعيد كتابة المقال بما يتناسب مع المعاني الكثيرة التي بثها الشيخ في رسالته الجديدة أم ماذا ؟ ووجدت أنني لو أخرت ذلك لضاع المقصود فقررت نشر المقال على أمل أن أعيد تفرس وقراءة رسالة الشيخ الأخير وأنبه على فوائدها العظيمة في مقال جديد ..
وقد تحدثت في هذا المقال وأثنيت على الشيخ وأنا أعلم أنه قد مضى الوقت الذي نثني على الشيخ ونمجده فقد تجاوزنا هذه المرحلة وصار همنا أن نتأمل الفوائد الجليلة التي يبثها الشيخ في كل مرة يتحدث فيها .
وفي كل مرة نفعل ذلك نجد أنفسنا مرغمين على تأمل التوفيق الرباني في كل خطوة يخطوها الشيخ والمجاهدون وندرك جيدا أننا نجني على العبقرية والإبداع والمعاني العظيمة إذا لم نذكر الناس بمآثر هذا المجاهد الجليل ..

وفي كل مرة أتأمل في كلمات هذا الرجل أدرك أن الله سبحانه هو الذي يصنع هؤلاء المجاهدين على عينه وهو سبحانه الذي يوفقهم لما هم عليه فتظهر لنا من أحوالهم الأعاجيب وأجدني منساقا للحديث عن أمور غير التي اعتدنا الحديث حولها ...
فلم يعد الآن مجال الحديث عن عبقرية ضربة سبتمبر ..
ولم يعد الحديث عن ثبات هذا الرجل ووضوح برنامجه..
ولم يعد الحديث عن قدرته وقدرة القاعدة على امتصاص الصدمات..
بل نحن الآن نشهد انقلابا تاريخيا لم يخطر ببال أكثر مفكرينا تفاؤلا واستشرافا للمستقبل ..انقلابا تنكشف فيه الحضارة الغربية المزعومة وتنقض عراها أمام أعيننا عروة عروة .. وفي كل كشف ترى لمسات هذا الرجل العظيم ..
ترى من خطر بباله أن بريطانيا هذه الدولة العريقة في احترام القانون والقضاء تقرر باختيارها واختيار برلمانها أن تعزل القضاء عن قرار الحاكم !
ترى من خطر بباله أن ينهار النظام الدولي بزعامة أمريكا فتتمرد الدول على أمريكا الأولى تلو الثانية ثم تحتقر كوريا الشمالية أمريكا وتهددها بضرب مدنها جميعا ..
من خطر بباله أن حلف الناتو هذا الحلف العريق يختلف ويتهارش فيه أعضاؤه تهارش الصبيان تماما مثل حكام العرب !
من خطر بباله أن ينكشف الغرب ويخلع عنه رداء المبادئ المزعوم وينفضح الجميع وهم يتعاركون على اقتسام الكعكة وكأنهم مجموعة من الأوغاد بل هم أوغاد يختلفون على اقتسام ما سيسرقونه مما لم يسرق بعد !

هذا الذي نشهده اختزال غير طبيعي للمدة التي تنفذ فيها السنن الكونية ، فيحصل ما يمكن أن يحصل في قرن أو نصف قرن خلال سنتين ولا شك ولا ريب عندي أن بن لادن حاضر في كل ذلك ..
وتلومونني في الشيخ أسامة ؟
والله العظيم يا فضلاء ..
إن تحطيم امبرطورية وهزيمة جيش كامل أهون من اختزال السنن الكونية التي تحدث ببطء في سنين معدودة ..
في استعادة مقاربة جدا للاختزال التاريخي في عهد الصحابة الفاتحين عندما أزالوا امبراطوريتين من الوجود خلال أقل من عشر سنين ..
قد تستغربون كلامي لكن اسالو أنفسكم أليس في فكرنا وتربيتنا ومنهجنا أن الدقة والانضباط والتنظيم والتفاهم والتخطيط وحسن التآمر هو من نصيب أعداء الإسلام وخاصة الغرب ؟
الم تنقلب الآية ؟ الم نر الغرب الآن ينظر لابن لادن على أنه قمة في التخطيط والتنظيم والدقة والقدرة على التآمر ويعتقد انه متغلغل في كل مكان وكل شي بل صاروا يعترفون أنهم مهما فعلوا لم يكن باستطاعتهم رد حدوث 11 سبتمبر ..

ألم تكن نظرتنا للغرب سابقا بأنه وراء كل شيء وأن كل ما يحدث في العالم يفسر بأنه من تخطيط الغرب وإسرائيل والموساد والسي آي إيه .. ؟
هذا الوضع انقلب تماما .. وأصبح الغرب يفكر تجاهنا بفكرة ( المؤامرة ) وأصبح الغرب يعتقد أن القاعدة مسئولة عن كل شيء وصار لديهم الاستعداد النفسي لتفسير أي حدث عالمي بأنه من تخطيط ( أسامة بن لادن ) إلى درجة أن المكوك حين انفجر في الفضاء كان احتمال أنه من عمل القاعدة أحد الاحتمالات التي طرحت في وسائل الإعلام !!!
تماما مثلما كان يردد كثير من متثيقفينا وكتابنا من تفسير كل حدث بأن وراءه إسرائيل وأمريكا ، وبعد أن تربت أجيال كاملة منا على كتب مثل :
اليد الخفية
والدنيا لعبة إسرائيل
فإنه خلال سنة واحدة تربى العالم الغربي على أسطورة أن ( الدنيا لعبة بن لادن ) .. !!

يا سادة ألا توافقون أن جيلنا والجيل الذي قبله والجيل الذي قبله إلى ستة أجيال أو أكثر لم يعاصروا هيمنة غربية فحسب بل عاصروا تفوقا حضاريا تشكلت من خلاله أذواقنا ونظراتنا وتقويمنا لنفسنا ومجتمعنا ... ترى كيف يتراكم هذا التأثير كل هذا التراكم ويصل الغرب إلى ما يبدو وكأنه ذروة الهيمنة السياسية والعسكرية والتقنية والاقتصادية ..
وتماما في لحظة هذه الذروة يضرب بن لادن ضربته فتتهاوى الحضارة الغربية أمام أعيننا ويزول وهجها وأبهتها وتنتزع من أذواقنا ووجداننا وعقلنا الباطن !!
هنا يظهر الإعجاز في التحولات التاريخية الكبرى التي قال عنها شخص مثل لينين :
عقود تمر على الأمة لا يحصل فيها شي ثم تمر سينين يحصل فيها عقود
in decades nothing happen
and in days decades happen

وفي هذه الأيام أو الشهور القليلة حصل فعلا هذا التغير الذي توقعنا أن لا يحصل إلا في عقود أو قرون

هذه كلها دلائل ومؤشرات حاسمة على مدى الانقلاب الحضاري الذي يحدث ولا يمكن لأي منصف أن يغفل أثر الشيخ أسامة على هذا الانقلاب .. وفي هذا المقال أحاول أن أتقرّأ في ذلك الأثر الذي تركه الشيخ على المسألة الحضارية في الصراع بيننا وبينهم ..


تابع
__________________
<CENTER> ---------------------------------