عرض مشاركة مفردة
  #107  
قديم 20-10-2002, 02:10 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة landles
هل أنا حر باختيار ديني، وما معني امتلاكي للعقل ؟

الجواب:
إن امتلاك العقل لا يعني استقلال الإنسان بدينه، بل هو أداة تعين الإنسان على فهم أمور دينه وهو الإسلام، فالدين الوحيد المقبول إلهيا هو الإسلام دين جميع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم.

فالعقل أداة الفهم عند الإنسان التي يدرك بها الأشياء، فبها يستطيع النظر والاستدلال على وجود الخالق وصفاته وعلى حدوث العالم وصحة النبوة وغيرها من الأمور، ولكن العقل كما ذكرت سابقاً لا يستطيع الإجابة على جميع الأسئلة.

فبعض ما يواجهه الإنسان يقف العقل أمامه عاجزاً، فمن حمل عقله على الإجابة عن كل سؤال يواجهه لن يصل لبر تستقر عليه قدميه، لأن هذا العقل مخلوق، ومن صفات أي مخلوق العجز، فالعقل المخلوق لا يوجد ما يدل على أنه يهيمن على بقية المخلوقات بالفهم، بل يعجز أحياناً عن الفهم والتعليل، فالروح مخلوق لا يفهمه العقل ويقف أمامها عاجزاً، والموت مخلوق لا يفهمه العقل ويقف أمامه عاجز، بل وكثير من الظواهر التي تواجه علماء الطبيعيات والطب يقف العقل أمامها عاجزاً لا يعرف لها جواباً شافياً.

وفي المقابل لا تطالب البهيمة بالتدين ولا بالتكاليف الشرعية، فهي بلا عقل، ومتى ما عدم العقل عدم التكليف، فلذلك لما يرى الكافر كيف تصير البهائم يوم القيامة تراباً فلا تنال ثواباً ولا عقاباً يتمنى أنه لو كان بهيمة في الدنيا لينجو من العقاب الذي يلاقيه في الآخرة.

أما الحرية في اختيار الدين فهي عندنا كمسلمين ممنوعة، فبعد أن يبلغ أصل الدعوة لإنسان ما وكان بالغاً عاقلاً فعليه الاستجابة والدخول في الإسلام، فإن قال أنا حر أختار الدين الذي أريد ولم يسلم فإن الإسلام يحذره من هذا وأنه إن مات على ذلك فسيخلد في جهنم.

فلو كان الإنسان حرا في اختيار دينه لما كان للعقاب مبرر، فكيف يعاقب على أمر له حرية اختياره أو عدم اختياره، والعقل لا يمنع ذلك، أي لا يمنع أن يعاقب الإنسان على عدم الدخول في الإسلام، لأنه ما دام العقل قد استدل على وجود الله وصفاته وصحة النبوة فالعقل لا يمنع أن يعاقب المخلوق على عدم إطاعته لخالقه ومالكه بعد أن استدل عليه وبلغته دعوته.

فإذا كانت بعض العقول تقبل العقاب للجاني الذي يقترف جناية تخالف قانونا وضعه الناس فكيف تمنع أن يعاقب الجاني الذي يخالف قانوناً وضعه رب الناس.

ثم إن من يصل بعقله إلى وجود الخالق ثم يبلغه اصل الدعوة ومع ذلك لم يؤمن إلا بالله ورفض الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه حقيقة غير مؤمن بالله، ولن ينفعه إيمانه بالله مجردا عن الإيمان بنبيه صلى الله عليه وسلم.

ومن كان يعيش قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو مطالب بالإيمان بدعوة نبيه الذي أرسل إليه فإن أبى ومات على ذلك فسيتلقى الوعيد الذي أنذره نبيه إياه.

وللحديث بقية.

والله من وراء القصد.